شن أساتذة القانون الدستورى وخبراء فى الأمن هجوماً حاداً على المرشح الرئاسى اللواء عمر سليمان على خلفية التصريحات التى أدلى بها وهدد فيها بفتح الصندوق الأسود للمعارضين وأكدوا أن تلك التصريحات غير مسئولة ولا يصح أن تصدر من رجل كان يشغل منصبا رفيعا فى أهم جهة سيادية فى مصر. الفقيه الدستورى الدكتور ثروت بدوى قال: «اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب» مضيفاً إن عمر سليمان لا يصح له أن يهدد فهو إن كان يملك شيئاً فإن غيره يمتلك أضعاف أضعاف ما فى يده ، مؤكداً أن صدور مثل هذا التهديد يدل على إفلاس حملة «عمر سليمان» . فى حين يرى الدكتور أحمد رفعت أستاذ القانون الدستورى بجامعة بنى سويف أن كلمة «الصندوق الأسود» ما هى إلا تعبير مجازى بمعنى أنه يملك كل أسرار الدولة باعتباره كان رئيساً للمخابرات العامة ، فكل أسرار عهد مبارك كانت لديه. واستبعد أن يفصح سليمان عن أية أسرار قائلا: أتوقع أنه سيقوم فقط بالرد والكشف عن بعض الامور التى قد تكون حدثت من بعض الأشخاص التى لا يعلم عنها الشعب شيئاً إضافة إلى أنه ليس كل شئ يقال وسليمان يعى ذلك جيداً ، لذا فقد تكون تلك الأسرار متعلقة بالثوار الحقيقيين وليسوا المنتسبين إليها بدون وجه حق ، وأيضاً قد تكون معلومات متعلقة بفتح السجون وأقسام الشرطة والمتآمرين على الثورة وقد تكون متعلقة بالتمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى». وأضاف : « فى أى سباق انتخابي تكون لدى كل مرشح الرغبة فى أن يكون هو الأفضل مع محاولته ضرب خصومه ومنافسيه فى هذا السباق». واستنكر رفعت أن يقوم سليمان بمخالفة القانون بإفصاحه عن أسرار عمله ، فقد تكون تلك المعلومات متعلقة بجريمة ارتكبها شخص أو كيان ما. فإذا كان تلك المعلومات او الجرائم موجهة لشخص ما دون تلفيق طبعاً فهذا لا يعاقب عليه سليمان ، مشيراً إلى أن تهديده لا يقلقنا كمواطنين بل يزعج المرشح الذي ارتكب خطأً. وأوضح أن الشأن الخارجي هو من اختصاص جهاز المخابرات ولكن الشأن الداخلى لا ينفصل عن الخارجى ومرتبط بهذا الجهاز جهاز آخر يسمى «الأمن القومى» يختص بالداخل والخارج ، لذلك فإن أية معلومات تتعلق بمعارضة النظام ليست من اختصاصات المخابرات ، بينما الإرهاب مثلاً فهو من اختصاصها . فالرقابة من جانب جهاز المخابرات على الخصوم والمعارضة السياسية خارج عن اختصاصها ويعرضها للمساءلة ، ولكن عمله مرتبط بالرقابة على كل ما يتعلق بالأمن القومى فعلى سبيل المثال يحق له أن يفصح عن علاقة شخص أو جهة ما بالنظام السابق رغم ما يدعيه من ثورية ، وأيضاً من يهاجم إسرائيل وكان يسافر إليها ويتعامل ويتفاوض معهم فهذه قد تكون المعلومات التى يخفيها عمر سليمان فى جعبته والتهمة الوحيدة التى من الممكن أن توجه لسليمان هى إتهامه لشخص أو جهة ما دون دليل. بينما يرى الدكتور نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجى أنه بحكم عمل سليمان كرئيس سابق لجهاز المخابرات فإنه يعلم الكثير من الأسرار والمعلومات التى تتعلق بآخرين ، ولكن أعتقد أنه ليس له الحق بعدما غادر هذا المنصب أن يستخدم هذه المعلومات التى كانت مكفولة له كرئيس لهذا الجهاز ، وبعد مغادرته لهذا الجهاز إذاً فليس له الحق فى أن يستخدم هذه المواد . أما إذا كان لديه مواد لا تتعلق بالجهاز الذى كان يرأسه فيكون حينها من حقه إذا تم الحصول على هذه المواد بطرق مشروعة وإلا اعتبر ذلك تشهيراً .