أول محاولة لاستخدام القنابل والمتفجرات كانت عام 9891 فى المنيا عثمان أحمد عثمان أول من نصح السادات باستخدام التيارالدينى لمواجهة التيار اليسارى الجماعات استطاعت اختراق أجهزة المعلومات وتحديد أماكن المسئولين لاغتيالهم عقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وتولى الرئيس أنور السادات الحكم ودخوله فى صراع مع مراكز القوى المتبقية من رجال «عبدالناصر»، حاولت تلك القوى الانقلاب عليه وعزله عن الحكم، إلا أن السادات استطاع أن يسبقهم وقضى عليهم، وشعر بعد هذه الأحداث أنه يقف على أرض هشة، وأن الجماهير لا تزال تهتف لعبد الناصر و وفي الوقت ذاته زاد نفوذ الناصريين فى كل مؤسسات الدولة وفى الجامعات وهو ما جعله يفكر فى طريقة يقضى بها على هذا النفوذ الناصرى فى البلاد، وهنا همس عثمان أحمد عثمان وإسماعيل عثمان محافظ أسيوط آنذاك فى أذنه أن قوي التيار الإسلامي ستكون اليد الباطشة التي ستنهي نفوذ بقايا العهد الناصري، وهنا لمعت الفكرة فى رأس السادات وربما جددت ذكرياته السابقة مع الإمام حسن البنا وانبهاره بشخصيته عندما كان يزورهم فى الكتيبة كما حكى فى مذكراته بعد ثورة يوليو2591 السادات بدأ تنفيذ مخططه الجديد لدولة العلم والإيمان بديلا عن شعارات القومية والاشتراكية التى كان يرددها عبدالناصر، واتفق مع الإخوان فى السجون على اطلاق سراحهم مقابل عدم الخروج عن الخط المرسوم لهم داخليا، وإعادة الأموال التى كونتها الجماعة فى الخارج خلال فترة الهروب من سجون عبدالناصر، وبدأت الخطة فى التنفيذ عقب حرب اكتوبر، ولكن صارت الأمور على غير ما يشتهى السادات إذ تطورت الأمور بعد ذلك بعيدا عن الإخوان والتى كانت قد «شاخت» إن صح التعبير فلم يكن هناك قيادات شابة تستطيع تنفيذ هذه الخطط وهو ما جعل الجماعة تنتظر البعث الجديد الذى بدأ مع الحركة الطلابية عام 7791 على يد مجموعة من القيادات الشابة أبرزهم عبدالمنعم أبوالفتوح وإبراهيم الزعفرانى وأبو العلا ماضى، وعلى جانب آخر كانت جماعات أخرى تخرج من رحم الجماعات لتشكل تنظيمات جديدة، تتبنى الفكر التكفيرى الجهادى خاصة أفكار سيد قطب وتبلورت أفكار هذه الجماعات وكانت صاحبة الصوت الأعلى بعد ذلك ولعل أهم هذه الجماعات جماعة «شباب محمد» التى عرفت إعلاميا بجماعة الفنية العسكرية نسبة إلى العملية التى قاموا بها لاقتحام الكلية الفنية العسكرية عام 4791 والاستيلاد على الدبابات والمدرعات منها للسيطرة على مبنى الإذاعة والتليفزيون، لكن فشلت العملية وأسفرت عن سقوط 06 قتيلاً وجريحاً، وكان المنظم والمؤسس لهذه الجماعة هو صالح سرية وهو فلسطينى الأصل ونشأ بالعراق وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين هناك وكان على اتصال بقياداتها فى مصر. أما الجماعة الثانية فهى جماعة «المسلمون» والتى عرفت إعلاميا بعد ذلك بالتكفير والهجرة وقام بتأسيسها شكرى مصطفى وهو أيضا كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين واعتقل عام 5691 فى قضية قلب نظام الحكم التى اتهم فيها سيد قطب ومجموعة كبيرة من قيادات الإخوان ولم يفرج عنه إلا عام 1791، وكان أبرز عملياتها خلال فترة السبعينيات هى خطف وزير الأوقاف الشيخ حسين الذهبى عام 7791 ثم اغتياله بعد ذلك، الجدير بالذكر أن شكرى اختار الصعيد ليكون مسرحا لعملياته حيث استقر بعد ذلك فى محافظة المنيا . يتبقى لنا تنظيما الجهاد والجماعة والأول نشأ على يد بعض الهاربين من تنظيم الفنية العسكرية ثم انضم لهم محمد عبدالسلام فرج صاحب الكتاب الشهير الفريضة الغائبة والذى يعد الفكر التأصيلى للجهاد، ثم انضم إليهم طارق الزمر ثم عبود الزمر والذى ترأس الجناح العسكرى، وارتبط بالتنظيم اعضاء الجماعة الإسلامية التى أسسها كرم زهدى وناجح إبراهيم والدواليبى وكانت هناك صلات تجمعهم بالإخوان خاصة أن مجلة الدعوة التى كان يصدرها عمر التلمسانى المرشد العام للإخوان كانت تغطى كل عمليات وأنشطة الجماعة الإسلامية وهناك بعض المصادر التى أكدت وجود تمويل من الإخوان للجماعة الإسلامية وتنسيق فى العمل ، وعام 9791 اتحد تنظيم الجهاد مع تنظيم الجماعة الإسلامية، وكانت النتيجة اغتيال الرئيس السادات فى السادس من اكتوبر عام1891 على يد خالد الإسلامبولى وآخرين، وبعدها بدأت سلاسل العنف تتوالى كما سنبين فى السطور التالية:- - فى أكتوبر 1891 وبعد اغتيال الرئيس أنور السادات قام أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد بالهجوم على معسكرات الأمن المركزى ومديرية الأمن بأسيوط وراح ضحية ذلك عشرات من الضباط والجنود. - وفى سبتمبر 2891 تم القبض على محمد عبدالموجود الزمر شقيق طارق الزمر القيادى بجماعة الجهاد، وكان بصدد اقتحام سجن القلعة لإطلاق سراح المتهمين باغتيال السادات، وكانت خطته تحرير السجناء ثم خطف طائرة ركاب مدنية والمساومة بها فى حالة فشل العملية. - فى إبريل 4891 قام أحد أعضاء جماعة التوقف والتبين بحرق سيارتين ومكتبة يملكها مواطن مسيحى بمدينة الفيوم، مما أدى لنشوب فتنة طائفية تم احتواؤها. - فى يوم 41 يونية 5891 قاد الشيخ حافظ سلامة المسيرة الخضراء عقب صلاة الجمعة من مسجد النور وكان يقصد بيت الرئيس مبارك للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية واصطدمت بعناصر الأمن وتم فضها. - وخلال عام 6891 بدأ العنف يتزايد بشدة ونرصد خلال هذا العام بعض ما حدث خاصة فى الصعيد حيث كانت تسيطر الجماعة الإسلامية وجماعة الجهادعليه: - فى فبراير .. ثم القبض على 56 طالبا داخل جامعة المنيا قاموا بتوزيع منشورات تحريضية ومجلات حائط ضد الدولة. - إبريل.. مظاهرة ضخمة أمام قسم ملوى بسبب اعتقال بعض قيادات الجماعة الإسلامية. - إبريل.. مظاهرة حاشدة فى المنياوأسيوط للجماعة الإسلامية عقب مقتل شعبان عبدالرحمن أحد أعضاء الجماعة برصاص الشرطة أثناء قيامه بلصق منشورات فى الشوارع. - إبريل .. مظاهرات ضخمة من الإخوان بكلية طب قصر العينى بسبب تعدى عميد الكلية على إحدى الطالبات المنقبات، حيث نزع النقاب من على وجهها ومنع كل المنقبات من دخول الكلية. - مايو .. اشتباكات دامية بين الشرطة والجماعة الإسلامية بأسوان بسبب بسط الأوقاف سيطرتها على أحد المساجد التابعة للجماعة، أسفرت الاشتباكات عن إصابة 11 شرطيا و3 مدنيين. - يونيه 6891.. أفراد الجماعة الإسلامية يهجمون على حفل زفاف ويعتدون على من فيه بدعوى تغيير المنكر باليد، أسفر الحادث عن اصابة 51 مواطناً. - يوليو .. تنظيم السماوى يقوم بحرق أربعة نوادى فيديو بشبرا. - أغسطس.. حرق نادى فيديو بإمبابة. - أكتوبر .. الهجوم من بعض عناصر الجهاد على إذاعة الإسكندرية لتخريبها. - نوفمبر .. اشتباكات بين الشرطة والجماعة الإسلامية بعد منع لقائهم الدائم بمسجد الجمعية الشرعية بأسيوط. - نوفمبر أيضا.. حرق العديد من الأضرحة ومحلات بيع الخمور ببنى سويف، قام بها أفراد من الجماعة الإسلامية. هذه كانت مجموعة أحداث فى عام واحد قام بها أعضاء تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، والملاحظ أن أغلب هذه الحوادث كان مركزاً بالاساس بمحافظات الصعيد خاصة أسيوطوالمنيا ثم بنى سويف، وتستمر الأحداث خلال عام7891 وتزداد سخونة حيث يشهد هذا العام عدة محاولات لاغتيال وزير الداخلية حسن أبو باشا بجوار منزله بشارع المراغى بالعجوزة «مايو 7891» كما جرت محاولة أخرى لاغتيال وزير الداخلية أيضا النبوى إسماعيل «41 أغسطس 7891»، ثم محاولة أخرى لاغتيال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد وكان يرأس تحرير مجلة المصور آنذاك. قام بالثلاث محاولات السابقة جماعة التوقف والتبين ومن أعضائها الذين شاركوا فى المحاولات السابقة «محمد كاظم» يسرى عبدالمنعم، مجدى الصفتى» وقتل محمد كاظم فى معركة مع الشرطة فى مكان كان يختبىء به بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية. وخلال العام أيضا نجد استمرار أعمال العنف من جانب الجماعة الإسلامية بنفس الكيفية حيث قامت بتحطيم سيارة نقل محملة بصناديق البيرة، والهجوم على حفلة موسيقية اقامها أحد أثرياء مدينة المنيا، كما تم حرق محلات بيع الخمور بأسيوط. وفى عام 8891 يستمر العنف بالصعيد ويزداد خاصة فى بنى سويف، وفى هذا العام تبدأ الاغتيالات بين الشرطة والجماعة الإسلامية، حيث قام شريف محمد الشريف أحد أعضاء الجماعة الإسلامية. باغتيال المقدم عصام الدين محمد شمس، ويرد أفراد الشرطة باغتيال شريف الشريف وزميل له، كذلك يطعن أحد أفراد الجماعة الإسلامية الرائد علاء السباعى ويهرب ولا يعلم أحد من هو!!! فى هذا العام أيضا نلاحظ ارتفاع وتيرة العنف بإمبابة خاصة مسجد الإخلاص، واشتباكات دامية فى عين شمس بين الجماعة الإسلامية وقوات الشرطة، اسفرت عن مقتل نقيب شرطة وإصابة العديد من المواطنين، كما تم حرق عدد كبير من سيارات الشرطة وبعض سيارات المواطنين. وفى عام 9891 شهد أول محاولة من جانب الجماعة الإسلامية لاستخدام القنابل والمتفجرات حيث قامت بمحاولة تدمير مبنى الأدلة الجنائية بمحافظة المنيا، كما ألقيت قنبلة على مسرح نقابة المهن الزراعية ببنى سويف. وفى 61/21/9891 تقوم الجماعة الإسلامية بوضع سيارة ملغومة فى طريق موكب وزير الداخلية زكى بدر أسفل كوبرى الفردوس. وفى تطور خطير قبضت الشرطة على مجموعة من الأفراد ينتمون لجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية ببنى سويف والقاهرة وكانت المفاجأة أن ضبط معهم نصف مليون دولار مزورة!!! أضف إلى ذلك العديد من حوادث السطو على محلات الذهب بعين شمس والزيتون وشبرا وبالطبع فى المنياوأسيوط خاصة تلك التى يملكها المسيحيون!! كما تشهد هذا العام عملية من أكبر عمليات الأمن في «ابريل 0991» بالفيوم للقبض على جماعة الشوقيين، حيث استمرت العملية شهر كامل بقرية كحرد اسفرت عن مقتل أمير الجماعة شوقى و02 آخرين. وبداية من عام 1991 تبدأ المواجهات العسكرية بين الجماعات والدولة، والدولة هنا هى قوات الشرطة والجيش الذى قام بعمليات عديدة خاصة فى المنياوأسيوط لإنهاء الصراع المسلح الذى وصل فى هذه الفترة إلى شبه حرب أهلية خاصة فى الجمهوريات المستقلة التى تم الاعلان عنها مثل جمهورية ديروط الاسلامية، وجمهورية إمبابة، هذا إلى جانب كل منى أسيوطوالمنيا، وفى هذه الفترة الممتدة بين1991 وحتى 4991 كانت العمليات العسكرية تجرى على قدم وساق بين الجماعة الإسلامية والجهاد من جانب وقوات الجيش والشرطة من جانب آخر، وللأسف لم يتم حصر الضحايا حتى الآن، ولم يتم الكشف الكامل عن هذه العمليات ولكن هذه العمليات تم استخدام فيها الأسلحة الثقيلة وال «آر. بى .جى» والقنابل مما يؤكد حجم الخسائر سواء فى الأرواح أو المنشآت وفى هذه الفترة جرت عدة محاولات لاغتيال وزير الداخلية حسن الألفى ورئيس الوزراء عاطف صدقى، كما جرت محاولة أخرى لاغتيال صفوت الشريف وزير الإعلام، كما تم اغتيال العديد من لواءات الشرطة منهم اللواء خيرت مسئول النشاط الدينى بمباحث أمن الدولة. كما جرت محاولات أخرى لاغتيال بعض قيادات القوات المسلحة وبالطبع عدة محاولات لاغتيال الرئيس حسنى مبارك، وفى هذه الفترة استطاعت الجماعات اختراق أجهزة المعلومات والتشفير الخاصة بالداخلية ومنها عرفت أماكن تواجد المسئولين ونقاط الضعف التى يمكن اختراقها. وخلال عام 5991 جرت محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا وفى نهاية العام بدأت الجماعة الإسلامية توقف العنف من داخل السجون وهى المبادرة التى تحولت بعد ذلك للمراجعات ورفضها تنظيم الجهاد وكان الرد بعملية الأقصر الشهيرة والتى راح ضحيتها 75 سائحا من جنسيات مختلفة إلى جانب العديد من المصريين. المراجع: - الإسلام السياسى فى مصر د/ هالة مصطفى - عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية د/ جهاد عوده - العنف السياسى فى مصر 7791 - 3991 - حقيقة التنظيم الخاص محمود الصباغ - الإخوان المسلمون.. بين التاريخ والمستقبل د/وحيد عبد المجيد