تختلف نظرة الأصوليين فى مصر إلى القياديين الجهاديين عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر عن غيرهما من قيادات الحركة الجهادية وخاصة الذين مازالوا قيد الإعتقال بحكم تباين رؤيتهما معا لتطورات الحركة الفكرية للحركة الإسلامية خلال السنوات الماضية لحد يعتبره الجميع أنهما أصحاب موقف خاص ومختلف عن نهج الجماعات التى ينتمون إليها تنظيميا. ومن هذا المنطلق سارت مبادرات نبذ العنف للجماعة الإسلامية والجهاد دون أن تتقيد بشكل كبير بمواقف آل الزمر رغم أنهما أعضاء فى مجلس شورى الجماعة الإسلامية حاليا، وعليه جاءت موافقتهما على مبادرة المراجعات الفكرية مشروطة بما يضمن مساحة للعمل السياسى للإسلاميين على عكس ما تنادى به أدبيات المراجعات. اللافت أنه منذ اعتقال الزمر فى حادث أغتيال الرئيس الراحل أنور السادات أكتوبر 1981 وحتى الآن تتنوع مواقفة داخل الحركة الجهادية حيث اختلف مع بعض قيادات جماعة الجهاد بعد أن كان مسئولا عن مجموعة بولاق الدكرور فى نهاية الثمانينات حتى ترك التنظيم فى عام 1991 منتقلا إلى الجماعة الإسلامية. الغريب أن انتقال آل الزمر للجماعة الإسلامية جاء باستثناء تنظيمى مثير حيث حرصت الجماعة على ضمهما إلى مجلس الشورى بالمخالفة إلى مبدأها، (عدم ولاية الأسير) نكاية فى جماعة الجهاد التى كانت على خلاف مع الجماعة فى هذا الحين بسبب رفضها ولاية عمر عبد الرحمن لتنظيم الجهاد تحت شعار (لا ولاية للضرير). ورغم تنازلات الجماعة الإسلامية لضم عبود وطارق الزمر لصفوفها بحكم تأثيرهما ومكانتهما بين أعضاء الجماعات المتطرفة إلا أن مواقفهما من المراجعات وتحركات الجماعة إلا أنه أيد مبدأ وقف العنف فقط دون باقى جوانب المراجعة معتبرا أنه من الضرورى إتاحة الفرصة لهم للعمل فى الساحة السياسية وهو ما يفسر تقدمه بأوراق ترشيحه فى انتخابات الرئاسة 2005 رغم أنه كان قيد الأعتقال. وبعيدا عن موقعه التنظيمى للجماعة طرح طارق الزمر فى رسالة دكتوراه بكلية الحقوق الحقوق جامعة القاهرة نوقشت فى فبراير 2006 مبادرة للمصالحة مع النظام اعتبرها البديل السلمى للإسلاميين فى العمل السياسى وتقوم على وقف العنف مع الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإتاحة الفرصة لهم للعمل مثلما تتمسك جماعة الإخوان بممارسة العمل السياسى، فيما يعد مغازلة للجماعة، والغريب أن آل الزمر يحاولون إعادة طرح المصالحة حاليا مرة أخرى كمحاولة للتواجد على الساحة فى هذا التوقيت دون الرجوع لمجلس شورى الجماعة.. ناجح إبراهيم مفكر الجماعة أوضح أن موقف عبود وطارق الزمر لا يحمل جديدا وبالتالى لا يستوجب الرجوع للجماعة قبل أن يصرح به، مشيرا إلى أنه يطالب بدور سياسى للحركة الإسلامية رغم أنهم يرفضون هذه النظرة باعتبارها ستكون ضررا على الحركات الإسلامية وقال إن حديثه الإيجابى عن الإخوان يرجع لإصراره على ممارسة الإسلاميين للعمل السياسى.