نقلت عناصر جهادية ل «الشروق» حالة الجدل التى سادت أوساط الجهاديين عقب محاولات أجهزة الأمن الضغط على باقى أعضاء جماعة الجهاد للقبول والتوقيع على وثيقة «ترشيد العمل الجهادى» لصاحبها «سيد إمام الشريف»، الشهير بالدكتور فضل. الأمير الأول ومنظر تنظيم الجهاد فى مصر ،حيث تبنت مجموعات كبيرة منهم الطرح الذى قدمه القياديان الجهاديان عبود وطارق الزمر تحت عنوان « البديل الثالث بين الاستبداد والاستسلام» على اعتباره حلا وسطا لمناهضة الأنظمة الحاكمة بأسلوب سياسى وسلمى، وباعتبارها أيضا ورقة عمل أو مشروع إصلاحى يجب تفعيله فى الساحة الإسلامية. وقالت مصادر جهادية متطابقة إن وثيقة آل الزمر أكدت على ثوابت من الممكن أن تلتقى عليها فصائل العمل الإسلامى مثل الحاكمية ومطلب الشريعة، وعدم الاستسلام لأوضاع القائمة، وإفشال المخطط العلمانى، وإيجاد قنوات عمل للتيار الإسلامى. والإصرار على التمسك بكل الحقوق الدستورية والقانونية بشأن العمل العام والاجتماعى والسياسى للإسلاميين، وذلك بخلاف ما سبقها من مراجعات قادة الجماعة الإسلامية أو وثيقة منظر تنظيم الجهاد التى أصلت لعدم الخروج على الأنظمة الحاكمة بالسلاح لكنها لم تقدم بديلا للخروج عليها بالوسائل السلمية بحسب تعبيرهم. وأضافت المصادر «أن تأييد الأصوليين الإسلاميين بالسجون سواء من تبقى من قيادات الجماعة الإسلامية الصادر بحقهم أحكام أو من معتقلى تنظيم الجهاد لوثيقة آل الزمر جاء بعد شعورهم بالخجل والحرج من مواقف بعض قيادات التنظيمين الداعمة لتوجه النظام الحاكم فيما يخص الصلح مع إسرائيل وحق فصائل المقاومة فى تحرير الأرض بالقوة. فى إشارة إلى موقف الدكتور ناجح إبراهيم الرجل الثانى فى الجماعة الإسلامية المؤيد لمعاهدة كامب ديفيد، أو موقف الدكتور سيد إمام منظر تنظيم الجهاد من فصائل المقاومة إبان عدوان إسرائيل الأخير على غزة والذى نشره فى وثيقة بعنوان « قميص عثمان». وعلمت «الشروق» أن بعض رموز وقيادات الجهاد المحبوسين فى سجن العقرب اقترحوا لقاء عبود وطارق الزمر لمناقشة ما جاء فى وثيقة « البديل الثالث»، وذلك للاتفاق على رؤية متكاملة تكون معبرة عن معظم فصائل الجهاد فى سجون مصر المختلفة. وقالت المصادر إن مجموعات الجهاد انقسمت فى موقفها من طرح آل الزمر بين مؤيد تأييدا تاما لكنه عاتب على تأخر صدورها، وبين متحفظ على بعض ما جاء فيها خاصة الموقف من إيران ، وحزب الله. وكان عبود وطارق الزمر القياديان الجهاديان المحبوسان على ذمة قضية اغتيال الرئيس السادات قد طالبا فى وثيقة « البديل الثالث بين الاستبداد والاستسلام » التى نشرتها ال «الشروق » مطلع سبتمبر الماضى قادة تنظيم القاعدة مراجعة عملياتهم المسلحة داخل المجتمعات الإسلامية. واعتبر القياديان الجهاديان إيران إضافة للأمن القومى العربى، كما جددا رفضهما التام لاتفاقية كامب ديفيد. وأشار آل الزمر إلى أن السلطة السياسية فى الفقه الإسلامى تستمد ولايتها العامة من الاختيار أو البيعة. وأكد آل الزمر أن الدولة الإسلامية أول نموذج سياسى يعترف بالمخالفين فى العقيدة.