نفت قيادات فى جماعة الجهاد وجود أى صلة تنظيمية تربطها بالمجموعة التى أعلنت أجهزة الأمن عن اعتقالها مساء أمس الأول بمحافظة الدقهلية بدعوى انتمائها إلى تنظيم الجهاد، مؤكدة على التزامها بمبادرة وقف العنف التى وقع عليها معظم قيادات الجماعة وتم الإفراج عنهم بموجبها. وقال أحد قيادات الجماع، الذى رفض ذكر اسمه ل «الشروق» : ليست لنا أى علاقة بالمجموعة المزعومة، ولا بغيرها من المجموعات التى تسعى إلى انتهاج العنف وسيلة للتغيير ،وسبق أن أعلنا عن موقفنا قبل وبعد التوقيع على وثيقة «ترشيد العمل الجهادى «للدكتور سيد إمام» مضيفا «لقد اقتنعنا منذ فترة طويلة بعدم جدوى الصدام العسكرى مع الأنظمة الحاكمة فى الدول الإسلامية حتى وان كانت لا تحكم بشرع الله». وطلب القيادى الجهادى من الأجهزة الأمنية بعدم الزج باسم تنظيم الجهاد فى قضايا يعلم الجميع أنها «ملفقة»، بحسب وصفه ،وتهدف إلى تقنين الأوضاع الاستثنائية أو تمرير قوانين مثيرة للجدل كقانون مكافحة الإرهاب التى تنوى الحكومة طرحه على مجلس الشعب فى الدورة البرلمانية المقبلة. وشدد على قناعة قيادات التنظيم المفرج عنهم مؤخرا بمراجعات الدكتور سيد إمام، لافتا إلى تبنى الكثير من قيادات الجهاد فى السجون وخارجها للطرح السياسى السلمى الذى قدمه الشيخان عبود وطارق الزمر منذ شهرين تحت عنوان «البديل الثالث بين الاستبداد والاستسلام». وكانت مصادر أمنية قالت إنها اعتقلت 17 شخصا فى محافظة الدقهلية ينتمون لتنظيم الجهاد المحظور، وضبطت بحوزتهم أسلحة ومتفجرات لاستخدامها فى هجمات إرهابية. وقال نزار غراب محامى القيادى الجهادى عبود الزمر «إن عدم التعامل السياسى مع التنظيمات الإسلامية وتحديدا تنظيم الجهاد وضرب بنيته التنظيمية أدى إلى نتائج خطيرة ،حيث أصبح الجهاد فكرة تتناولها وتنتهجها أى مجموعة فى أى مكان وزمان، داعيا إلى إعادة النظر فى التعامل مع قواعد تنظيم الجهاد من منطلق سياسى وليس أمنى. إلى هذا كشف مصدر أمنى أنه سيتم عرض المتهمين على نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معهم خلال ساعات، وأوضح أن مباحث أمن الدولة وجهت للمقبوض عليهم تهم الانتماء لتنظيم إرهابى محظور، والتخطيط للقيام بعمليات تفجيرية، تستهدف مناطق حيوية فى البلد، والأجانب وقناة السويس. وأشار المصدر إلى أن عدد المتهمين وصل ل22 متهما، قبض عليهم خلال الأسبوع الماضى، منهم 17 بمحافظة الدقهلية، والباقون من الشرقية أحدهم زار العديد من الدول العربية، وتحقق مباحث أمن الدولة معه حاليا للوقوف على سبب زياراته لهذه الدول. وقال شهود عيان ل «الشروق» إن مباحث أمن الدولة داهمت قريتى الخيرية وكوم الدربى فى المنصورة أكثر من مرة واقتحمت منزل د.أحمد عبدالعزيز عبدالمتجلى (صيدلى قبض عليه بمحل عمله فى جنوبسيناء)، واعتقلت كلا من حسن عبدالغفار ،وطلعت رجب عبدالحليم، ومحمد على العشرى، ومؤنس عبدالموجود، ومحمد صلاح أبو العزم، ومحمد عبدالحكم متولى (مهندس بترول)، ورضا محيى الدين.. وآخرين. وأوضح شهود العيان أن المجموعة المعتقلة ليس لها صلات بأى تنظيمات أصولية، لكن بعضهم ملتحى ويداوم على الصلاة فى المسجد فقط، إلا أن بعضهم لا يؤدى الصلاة بانتظام. وقالت الدكتورة فاطمة الحسينى والدة المتهم محمد عبدالحكم متولى إن قوات الأمن داهمت منزلهم فى 25 أكتوبر واعتقلت ابنها وصادرت أجهزة الكمبيوتر الموجودة بالمنزل وصادرت مبلغا ماليا. وأكد بعض أهالى قرية الخيرية أن المتهمين تربطهم علاقة صداقة، ويقومون بجمع بعض الأموال من المتيسرين من أهالى القرية وتوزيعها على الفقراء، بمسجد الحصين الإسلامى بجماعة أنصار السنة المحمدية المشهر برقم 585 لسنة 73.