أعد الملحق: محمد الخضرى أحمد الديب هلال زايد أميمة سعيد تصوير: أحمد محمد فريد أنجبت الكثير من الزعماء ورموز المجتمع فى مختلف المجالات تحتفل بعيدها القومى فى 9 سبتمبر من كل عام إحياء لذكرى ثورة عرابى تعتبر محافظة الشرقية أرض الأنبياء، ومهبط العديد من الصحابة، فقد عاش فى ربوعها نبى الله يوسف الذى تشير المراجع التاريخية إلى أنه استوطن جوش "وادى طميلات"، ويقال: إن نبى الله يعقوب وأخوة يوسف التقوه هناك، كما أن نبى الله موسى الذى وُلد بها وألقت أمه بتابوته فى اليم وهو أحد فروع النيل والذى يُرجح أنه ترعة السماعنة والتقطه فرعون عند صان الحجر وتربى بمصر إلى أن أتاه الله الرسالة وخرج إلى أرض مَدين من قنتير حتى مدينة سقط والتى تُعرف الآن باسم مدينة الصالحية ومنها إلى شبه جزيرة سيناء. ومن أرض الشرقية عبرت السيدة العذراء مريم بوليدها المسيح عيسى فى رحلة هروبها من بطش الإمبراطور الرومانى "هيرودس"، حيث اتخذت من وادى طميلات طريقًا، مرورًا بتل بسطة مسار العائلة المقدسة، كما كانت الشرقية أول من استقبل نور الإسلام فى مصر على يد عمرو بن العاص، وعلى أرضها بنى أول مسجد فى مصر وإفريقيا وهو مسجد سادات قريش، ويقال: إن الكثير من الصحابة والتابعين استشهدوا على أرضها فى معاركهم مع الرومان. وتزخر المحافظة بالعديد من المواقع الأثرية، حيث كانت منطقة تل بسطة - والتى تقع جنوب غرب مدينة الزقازيق - عاصمة لمصر فى عهد الأسرة 22، وشُيدت فيها معابد لمعبودتها "باستيت" ويُرمز لها بالقطة، والتى كان الاحتفال بها يُعتبر عيدًا قوميًا يحج إليه الآلاف من جميع أنحاء مصر ينشدون التراتيل والأغانى وعلى جدران معبدها توجد أسماء العديد من ملوك الفراعنة العظام، كما لعبت منطقة صان الحجر "تانيس" – والتى تقع شرق مدينة الحسينية - دورًا مهمًا فى التاريخ القديم حينما كانت عاصمة لمصر فى عهد الأسرة 21 وتشهد آثارها الضخمة على ازدهارها وأهميتها حيث نقل الملك رمسيس الثانى ما استطاع من أحجار وتماثيل إليها ليتخذ منها عاصمة له، وكانت قنتير - التابعة الآن لمركز فاقوس - مقرًا لحكام الأسر 19، 20 وعُثر بها على آثار من عصر سيتى ورمسيس الثانى ويرجح أنها كانت عاصمة أكبر إمبراطورية فى الشرق القديم بعد أن انطلق منها الرعامسة وطردوا الهكسوس وطاردوهم حتى آسيا. وتشتهر الشرقية بمناطق تربية الخيول العربية الأصيلة والتى صارت رمزًا لعلم المحافظة، وأهم هذه المناطق طحا المرج وجزيرة سعود وبنى جرى وإنشاص، وتُنتج جميعها أكثر من 80% من خيول مصر، ويُقام لها أكثر من مهرجان منها مهرجان عالمى فى شهر سبتمبر من كل عام تشارك فيه العديد من دول العالم المهتمة بالخيول العربية الأصيلة وعلى رأسها المنظمة العالمية للحصان العربى "الواهو"، غير أن مهرجانات الخيول توقفت بعد ثورة يناير بسبب الأحداث السياسية التى تمر بها البلاد. كما تشتهر الشرقية بمناطق تربية الصقور وكلاب الصيد فى إنشاص الرمل مركز بلبيس والصوة مركز أبو حماد وحدائق المانجو الشهيرة والموالح وأشهر مجموعة صبار ونخيل الدوم السودانى بإنشاص الرمل، كما تشتهر المحافظة بمناطق صيد البط المهاجر فى بركة العباسة وبركة أكياد مركز فاقوس وهى من أكبر البرك الصناعية فى العالم وبركة النصر مركز الحسينية، حيث يتم صيد أنواع البط الشرشيرى الصيفى والشتوى والغر والظى والبلبول والخضارى، أما عن رياضة الهوكى فيحتل فريق الشرقية للهوكى مكان الصدارة فى عدد البطولات التى حققها على مستوى القارة الأفريقية وصلت إلى واحد وعشرين بطولة أفريقية من 24 بطولة أفريقية وسجلت فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وهو الإنجاز الرياضى القياسى الذى تسجله الموسوعات الرياضية العالمية، الشرقية من أكثر محافظات مصر اشتهارًا بالرياضة عموما. والشرقية هى بلد الكثير من العائلات العريقة التى أنجبت أعلامًا ورموزًا فى مختلف المجالات، أبرزهم الزعيم أحمد عرابى، الذى قاد أول ثورة مصرية فى العصر الحديث ضد الخديو توفيق، وهى الثورة العرابية، ولا يزال الجميع يتذكر مقولته الخالدة :"لقد خلقنا الله أحرارًا ولن نستعبد بعد اليوم"، ومنها أيضًا الرئيس محمد مرسى، والفريق أحمد شفيق، وشيخ الأزهر عبد الله الشرقاوى، والاقتصادى الأشهر فى تاريخ مصر طلعت باشا حرب ، و عبد الله النديم – خطيب الثورة العرابية ، و شيخ الأزهر عبد الحليم محمود ، وعبد العزيز حجازى، رئيس الوزراء الأسبق، ولطفى واكد أحد الضباط الأحرار فى ثورة يوليو، ومرشد الإخوان المسلمون الأسبق مصطفى مشهور، والدكتور مصطفى السعيد، وزير الاقتصاد الأسبق، والمهندس محمود أباظة، رئيس حزب الوفد السابق، والمهندس ماهر أباظة، وزير الكهرباء الأسبق، واللواء أركان حرب محمد صادق، وزير الحربية الأسبق، والمهندس مشهور أحمد مشهور، ورئيس هيئة قناة السويس الأسبق، والشيخ عطية صقر، من علماء الأزهر الشريف، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وجراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب، وسليمان خاطر الذى قتل جنود الصهاينة، والجندى عبدالعاطى، الملقب ب "صائد الدبابات". ومن الفنانين والأدباء موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والنجم الراحل أحمد زكى، وشكرى سرحان، ومحسن سرحان، والأخوان عبدالله وحمدى غيث، ورشدى أباظة، والشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز، والشاعر صلاح عبد الصبور، والشاعر أحمد فؤاد نجم، والكاتب المسرحى ألفريد فرج، والأديب يوسف إدريس، والأديب ثروت أباظة، ومن نجوم كرة القدم، عماد متعب، وأيمن عبد العزيز، و أسامة حسنى، وأحمد مجدى، وغيرهم. وتعد الشرقية ثانى أكبر المحافظات فى التعداد السكانى، ولها أهمية تاريخية كبيرة، حيث كانت تعتبر البوابة الشرقية لمصر، وتحتفل المحافظة بعيدها القومى فى التاسع من سبتمبر من كل عام إحياءً لذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابى ابن قرية "هرية رزنة" التابعة لمركز الزقازيق ضد الخديو توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضًا مطالب الجيش عام 1881، وتضم العديد من المواقع الصناعية أبرزها مدينة العاشر من رمضان، التى تعد قلعة صناعية بامتياز. فى هذا الملحق ترصد "فيتو"، تاريخ محافظة الشرقية عبر العصور، وأبرز نجومها فى العديد من المجالات، فضلًا عن مشكلاتها، كما تجرى حوارًا مع المستشار حسن النجار، محافظ الشرقية، حول العديد من القضايا.