بين مرسي وشفيق.."العدوة" و"هربيط".. قريتان تتنافسان على مقعد "رئيس شرقاوى"

قبل يوم واحد من إجراء انتخابات الرئاسة، لم يكن كثيرون في محافظة الشرقية يسمعون عن قريتي "العدوة" و"هربيط "، لكن القريتين الواقعتين إلى الشمال الشرقي من محافظة الشرقية، ستكونان منذ اليوم محط أنظار واهتمام الإعلام ووكالات الأنباء، فإليهما ينتمي مرشحان للرئاسة، على أعتاب الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، من الإقليم الذي أنجب الزعيم أحمد عرابي، الضابط الذي تمرد على الخديوي توفيق في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
وبات مقعد الرئيس في انتظار أحد ابنى الشرقية، الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، والفريق أحمد شفيق "آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك"، وذلك بعد أن أظهرت النتائج شبه النهائية أنهما سيخوضان جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية.
ولد الدكتور محمد مرسي بقرية "العدوة" مركز ههيا، أماالفريق أحمد شفيق فمن مواليد قرية "هربيط" التابعة لمركز أبو كبير، والقريتان تبعدان عن بعضهما بحوالى 20 كيلو مترا، وزار كلا المرشحين مسقط رأسهما أخيرًا في إطار جولاتهم الانتخابية، وقٌوبل بدعم وحفاوة شديدة من الأهالي الطامحين في أن يكون مقعد الرئيس "شرقاوي".
فمحافظة الشرقية تحتل موقعُا فريدا بين محافظات شرق الدلتا، فهي البوابة الرئيسية لمصر، التي كان يسلكها الغزاة والزوار، والجيوش والأنبياء، فهي التي تجابه الصدمة الأولى في كل غزوة وافدة من الشرق، وتستقبل كل زائر، وتودع كل مسافر، ولموقعها الفريد هذا وتوسطها شرق الدلتا فهي نقطة إلتقاء لأهم طرق المواصلات لمحافظات الوجه البحري.
تضم المحافظة 14 مدينة ذات أهمية تاريخية واقتصادية، وعاصمتها "الزقازيق"، وتعد ثاني محافظة بالنسبة لتعداد السكان بعد محافظة القاهرة، حيث يبلغ سكانها أكثر من 6 مليون نسمة، وتمثل 38% حضر و 62% ريف.
اتخذت الشرقية الحصان الأبيض الجامح الذي يتوسط بساطا أخضر شعارا لها، لامتيازها في تربية الخيول العربية الأصيلة واحتلال الزراعة أكثر المساحات فيها، وتحتفل بعيدها القومي في التاسع من سبتمبر من كل عام إحياء لذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضا مطالب الجيش عام 1881م.
تشتهر بالعديد من المناطق الصناعية، مثل مدينة العاشر من رمضان، ومركز ومدينة أبوكبير حيث تعد من أكبر وأضخم المناطق الصناعية، التي تشتهر بصناعات الخشب وذاع صيتها الآن في مجال صناعة الملابس الجاهزة، وتضم العديد من مصانع الملابس الجاهزة، بالإضافة إلى كونها بلدا تجارية كبيرة، كما يوجد بها مدينة الصالحية الجديدة حيث منطقة الصالحية الصناعية والتي يوجد بها العديد من الشركات والمزارع الضخمة.
وينتشر في أرجاء محافظة الشرقية ما يقارب المائة موقع أثري، ومن أشهرها منطقتا آثار تل بسطه وصان الحجر، ويوجد بها أيضاً المسجد الكبير وهو أحد مساجد الفتح الإسلامي، وتشتهر الشرقية بمناطق تربية الخيول العربية الأصيلة، وأهما طحا المرج وجزيرة سعود وبني جري وأنشاص، وتُنتج جميعها أكثر من 80% من خيول جمهورية مصر العربية.
وأنجبت محافظة الشرقية العديد من الرموز في مجالات مختلفة، منها الزعيم الوطني أحمد عرابي، والاقتصادي محمد طلعت حرب، الدكتور أسامه الباز، الشاعر أحمد فؤاد نجم، الدكتور فاروق الباز، جراح القلب العالمي دكتور مجدي يعقوب، الأديب يوسف إدريس، بالإضافة إلي العديد من الفنانين مثل محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ.