محافظة الشرقية من أكثر المحافظات التي يوجد بها العديد من المناطق الأثرية وكانت صان الحجر أو كما أطلق عليها الفراعنة "تانيس" عاصمة لمصر القديمة، ويقع فى أراضيها ممتلكات عديدة لأسرة الملك فاروق، كما أنها تحظى بوجود أول مسجد بنى فى مصر وهو مسجد سادات قريش بمدينة بلبيس، بالإضافة إلى آثار تل بسطة بمدينة الزقازيق، ومتحف الزعيم أحمد عرابى. وامتدت أيدي الإهمال لتصيب آثار الشرقية لتصل إلى ذروتها فى عهد النظام السابق وكان الإهمال الأكبر من نصيب ممتلكات الملك فاروق، حيث تعرض القصر مؤخرا لسرقة بقايا مقتنياته الأثرية، وأصبح مأوى للخارجين على القانون ومروجى المواد المخدرة ومتعاطيها. يقع القصر بقرية المنشية التابعة لمركز بلبيس والتي تقدر مساحتها بحوالى 2000 فدان وعدد سكانها حوالى عشرة آلاف نسمة ويتبعها 6 توابع، وكانت تشتهر بتربية الخيول العربية الأصيلة ووقع اختيار أسرة الملك على اختيارها لتربية الخيول للدخول بها فى المسابقات، بالإضافة إلى قربها من مطار أنشاص الحربي ومدينة الإسماعيلية. ويعد القصر تراثا أثريا ومعماريا فريدا وهو مقام على مساحة 33 فدانا، وأشرف على بنائه مهندس إندونيسى وكان يقيم بإيطاليا وقام بإحضار الطوب المستخدم فى البناء من اسطنبول وبلاط الأرضيات من إيطاليا، ثم استخدام هذا القصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كمخزن للأسلحة والذخيرة، وفى عهد السادات تم ضمه إلى وزارة التعليم وتم استخدامه كمدرسة للتعليم الأساسي بالقرية حتى زلزال 1992، حيث تم بناء مدرسة للقرية وأصبح القصر خاويا. كما يوجد قصر آخر للملك فاروق بقرية بساتين الإسماعيلية بمركز بلبيس، مقام على مساحة فدان تم بناؤه فى عشرينيات القرن الماضي وبه حديقة كبيرة بها أشجار ونباتات وأزهار نادرة ونبات الصبار الذى تعد من أندر وأحسن السلالات فى العالم، واختير هذا القصر فى عهد الملك فاروق لعقد أول ميثاق لجامعة الدول العربية. وقال محمد إبراهيم من أهالي القرية: إن جميع أراضى الفاروقية من أراضٍ زراعية ومبانٍ كانت ملكا للقصر، وأن مزرعة الخيول والبط أصبحتا تتبعان هيئة الإصلاح الزراعي وقام مهندس زراعى مؤخرا بشراء قصر المفتش لكن قصر الملك حتى هذه اللحظة لم تعلن أى جهة حكومية بالدولة ملكيتها له مما جعله يتحول إلى خرابه وملجأ للصوص وقطاع الطرق. وأضاف علي أبو السيد من قرية حوض الندى أن القصر الذى كان يحلم فلاحو القرية بالاقتراب منه فى أحد الأيام، تم تخصيص جزء منه ليكون مدرسة إعدادي وباقي الأجزاء مخزن كتب دراسية حتى تعرض إلى حريق هائل التهم الكتب الدراسية والأساس الفاخر الذى تبقى بداخله. وقام بعض البلطجية بسرقة جميع محتوياته حتى السلالم الخشبية والسيراميك الإيطالي الفاخر والنوافذ والأحواض ونباتات الزينة النادرة من صبار وغيره، فبدلا من أن يصبح مزارا للسياح، أصبح مأوى للحيوانات ورعاة الأغنام ومتعاطى المواد المخدرة والبلطجية والخارجين عن القانون.