استعدت الواحات لطرح كميات كبيرة من البلح بأسواق محافظات جمهورية مصر العربية، وذلك تزامنا مع حلول شهر رمضان الكريم، حيث يزاداد الطلب على منتج البلح بكافة أشكاله باعتباره سنة الإفطار عن الرسول صلى الله عليه وسلم " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ " كما أنها النخلة التي ذكرت في القرآن أكثر من مرة " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا "، فضلا على أن البلح له فوائد صحية كبيرة ويساعد في الوقاية من الأمراض. مجدي حافظ صاحب أحد مصانع التمور بمحافظة الجديد أكد أن البلح يعتبر المحصول الأول بالمحافظة، فهناك أكثر من مليون و750 نخلة على مستوى المحافظة فضلا عن أن هناك 26 مصنعا خاصا وحكوميا جميعهم يصنعون وينتجون أجود أنواع البلح، والذي يتم بيعه على أكثر من شكل فهناك البلح الخام السادة، وهناك المطعم بالشوكلاتة وباللوز والفسدق والفول السوداني، مشيرا إلى أن هناك طلب غير عادي على منتجات الواحات نظرا لما تتمتع بيه من جودة كبيرة في تصنيع المنتج دون الاستعانة بالمواد الحافظة، كما أن هناك عدة أنواع من البلح، فهناك السيوى أو كما يطلق عليه الصعيدى ويستخدم في صناعة العجوة ويعتبر الرئيسى في الوادى الجديد والأكثر طلبا، كما أن هناك الفالق والمنتور والحجازي والبرحى وأنواع عديدة أخرى جميعها تزرع في ربوع المحافظة. وأكد حافظ أنه يتم تصنيع البلح ويتم تصديره في صفائح أو علب أو كراتين أو أطباق بلاستيك بأحجام مختلفة، مشيرا إلى أن الأسعار تتراوح ما بين 8 جنيهات وحتى 30 جنيها للكيلو، وذلك على حسب الإضافات من الفسدق واللوز والشوكلاتة. فالبلح البلح السيوي، أو بلح العجوى الخام، يتراوح سعر الكيلو الواحد من 8جنيهات إلى 12 جنيها، والتمر الجاف، من 10 إلى 15 جنيها، والبلح السيوي باللوز والفسدق والشوكلاتة والإضافات الأخرى، ب 30 جنيها، والبلح بالسوداني، من 20 إلى 25 جنيها، كما أنه يتم أيضا صناعة العسل من البلح والذي لاقى رواجا كبيرا خلال السنوات الماضية. وعن المشكلات التي أثرت سلبا على صناعة التمور بالوادى الجديد قلة الأيدي العاملة وهى مشكلة رئيسية أجبرت أصحاب المصانع على تصدير البلح خام دون تصنيعه ومكنت التجار في محافظات الوجه البحرى من إقامة مصانع وورش لتصنيع البلح الخام الأمر الذي حول التاجر إلى مصنع وموزع في نفس التوقيت، مما أضر بصناعة التمور بالوادى الجديد والتي تحظى بشهرة كبيرة لجودة التصنيع. وطالب حافظ بضرورة وضع بروتوكول بين القوى العاملة ومديرية التربية والتعليم لتشغيل طلاب المدارس الفنية في المصانع الخاصة والحكومية خلال فترة التدريب الصيفى، وذلك لاستغلال الطاقة والأيدي العمالة الموجودة وثقل مهارات الطلبة وتوفير فرص عمل لهم بإجر جيد داخل المصانع. كما طالب حافظ المحافظة بضرورة وضع تسهيلات لمصنعي البلح بالمحافظة لضمان تشغيل المصانع طوال المحافظة وتصنيع وتصدير أكبر كميات من البلح لطرحها بالمحافظات الأخرى، وعدم اقتصار الموسم على شهر رمضان فقط والاكتفاء بالتخزين طوال العام مشيرا إلى أن البلح يتم استهلاكه وشراءه طوال العام عندما يتواجد بالأسواق. وفى سياق متصل أكد محمد عطيه عضو النقابة العامة للفلاحين أن محافظة الوادي الجديد تراجعت في الفترة الأخيرة عن زراعة وإنتاج محصول البلح بسبب عدة مشكلات أهمها عدم تسعيرة المحصول الأمر الذي كبد المزارعين خسائر كبيرة خاصة العام الماضي، فضلا عن قلة ساعات تشغيل آبار الري، مما تسبب في تبوير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى فتح أسواق داخل مصر للبلح العراقى والليبيى والمغربى والذي ينافس بقوة كبيرة، وانتشر في الأسواق المحلية وتسبب أيضا في الإضرار بزراعة وإنتاج محصول البلح في الصحراء الغربية. كما أضاف عطية أن هناك مشكلات كثيرة أخرى مثل عدم قدرة المزارعين على تسويق المنتج بالإضافة إلى انتشار المصانع غير المرخصة وعدم وجود رابطة حقيقة لمنتجى محصول البلح بالواحات، كما أن قرار وزير الري الأخير الخاص برفع الدعم من الآبار سبب مخاوف لدى المزارعين، وأثر سلبا على الاهتمام بأشجار النخيل هذا العام، مشيرا إلى أن كل هذه المشكلات ظهرت في الآونة الأخيرة على الساحة وأدت إلى تراجع صناعة البلح بصورة تدريجيبة وانخفاض سعره.