تشهد محال الفسيخ والرنجة بمحافظة الشرقية، إقبالا كبيرًا من المواطنين، استعدادا للاحتفال بأعياد شم النسيم، حيث استعدت المحال لموسم شم النسيم بالأنواع المختلفة من أسماك الفسيخ المملح، والرنجة، وشهدت الأسواق ارتفاعا ملحوظا في أسعار الفسيخ والرنجة والأسماك الطازجة والمجمدة، قبل أعياد شم النسيم، ووصل سعر كيلو الفسيخ إلى 90 جنيهًا. يقول أحمد محمد الشيخ الشهير ب "أحمد جحا"، أحد أصحاب محال بيع الفسيخ والرنجة بمدينة الزقازيق: أعمل في هذه المهنة منذ صغري وتعلمتها من أبي الذي ورثها عن أجداده، وموسم شم النسيم لدينا يكون مثله مثل موسم عيد الفطر المبارك، حيث يأتي إلينا المواطنون لشراء الفسيخ بمختلف أنواعه، والرنجة أيضا. وأضاف جحا، نقوم بتصنيع الفسيخ بأنفسنا ونبيعه للمواطنين، ويأتي إلينا التجار وأصحاب المحال للشراء من المحل الخاص بنا، لأنهم يعلمون أننا لا نستخدم سوى الأسماك الجيدة في التصنيع. وتابع جحا، أن هناك بعض التجار الذين يسيئون إلينا كبائعين للفسيخ والرنجة، حيث إنهم يقومون بشراء الأسماك غير الجيدة، ومن الممكن أن تكون من المزارع التي تتغذى على القمامة والصرف الصحي، لأنها تكون رخيصة ويقومون بتخزينها ووضع المواد الخاصة بالفسيخ عليها، ثُم بيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة، وعندما يذهب بها المواطن إلى منزله ويقطعها يجدها غير صالحة للأكل، ورائحتها الكريهة نفاذة ليست كرائحة الفسيخ المخزن جيدا بأسماك جيدة وليست فاسدة. وقال جحا: إن ارتفاع أسعار الأسماك الطازجة والمجمدة هو السبب وراء ارتفاع أسعار الفسيخ، وهذا أصبح معتادًا كل عام وخاصة مع اقتراب موسم شم النسيم، قيام التجار برفع أسعار الأسماك، لأنهم يعلمون أننا سنقوم بالشراء مهما كانت الأسعار، لتصنيع الفسيخ وبيعه للمواطنين بشم النسيم، ورغم أن هناك ارتفاعا بأسعار الفسيخ والرنجة، إلا أن ذلك لم يؤدي إلى عزوف الأهالي عن الشراء، فشم النسيم لدى الشراقوة والمصريين جميعًا معروف بأكله الفسيخ والبيض. ويضيف الحاج محمد طعيمة، أحد أصحاب محال بيع الفسيخ، إلى أن هناك مراحل للفسيخ يتبعها الفسخاني لتصنيعه تبدأ بصيد الأسماك ويستلمها الفسخاني من الصياد ومن أفضل الأنواع التي يحرص عليها البائع والزبون سمك كلب البحر، وهناك سمك بلطي أخضر أو سمك بوري لا يصلح ذلك السمك للأكل مثل باقي أنواع الأسماك ولا يصلح إلا للتمليح ليصبح فسيخ أو ملوحة. وأضاف أن المرحلة الثانية يتم تنظيف السمك وتمليحه جيدا بكميات كبيرة من الملح ويوضع في صفائح في فترة تتراوح ما بين 10 و15 يوما ثم يصبح جاهزا للبيع، مؤكدًا أن هناك دوريات من التموين والصحة تأتي دائما للتأكد من سلامة منتجاتنا. ومن جانبه قال عليوة محمد أحمد، أحد الأهالي بمحافظة الشرقية: إن الفسيخ يعد من أهم العادات الخاصة بنا يوم شم النسيم، ويوم عيد الفطر المبارك، وعندما نقوم بشرائه نشتري من أماكن نثق بها. وأضاف عليوة، أننا كل عام نشهد ارتفاعًا في أسعار الفسيخ والرنجة، ومع ذلك نقوم بالشراء، ففي هذا اليوم لا نستطيع الاستغناء عن الفسيخ بأي نوع أكل آخر، وتفاوت الأسعار ووجود الغالي والرخيص حسب حجم الفسيخة، أتاح الفرصة للجميع للشراء سواء غني أو فقير.