"الشجاعة والمخاطرة وقول الحق" أبرز ما اكتسبه الراحل "محمد جابر محمد عبدالله"، أو كما يعرفه محبيه وعشاقه "نور الشريف" من ظروف نشأته في منطقة شعبية؛ فهو أحد أبناء حي السيدة زينب، هذه الشجاعة جعلته يخاطر بتقديم أعمال فنية ضد الأنظمة الحاكمة، منعت من العرض ناجي العلي يعتبر هذا الفيلم، أشهر أعمال الفنان الراحل "نور الشريف" التي منعت من العرض، فقد أغضب الفيلم الكثير من الأنظمة العربية، لعرض وتجسيد الرسومات التي كانت تنتقد تلك الأنظمة ولم يكتف الكاتب "بشير الديك" بذلك، بل تطرق لهذا النقد في الحوار على لسان البطل، ما أثار حفيظة الكثير من الرؤساء، ومنع الفيلم من العرض في الكثير من الدول العربية. وكان أحد المعترضين بشدة على الفيلم، والمهاجمين لبطله واسرة عمله، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان العلي أحد المعارضين الشرسين له ولجماعته، لدرجة أن أصابع الاتهام وجهت بعد اغتيال العلي، بجانب الكيان الصهيوني، إلى عرفات، بخاصة أن اغتيال ناجي جاء بعد فترة قصيرة جدا من نشر اللوحة الشهيرة "رشيدة مهران"، التي تهاجم السيدة التي تحمل الاسم نفسه والتي يعتقد أنها كانت عشيقة عرفات، بحسب بعض الروايات. سحبت الأجهزة الرقابية الفيلم من دور العرض في مصر بعد أسبوعين من عرضه، ومنع الفيلم من العرض قرابه ال 21 عاما، ليعرض لأول مرة على شاشة قناة "روتانا سينما" ضمن سلسلة أفلام ممنوع من العرض أتاحتها القناة للجمهور في عام 2014. الكرنك أنتج هذا الفيلم عام 1975 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان يتطرق لصور وأشكال التعذيب والترهيب التي كان يتعرض لها سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين، وبخاصة الشيوعيين في عهد جمال عبد الناصر، وعندما سمح السادات بعرضه شن الناصريون ضد نور الشريف والفيلم وجميع أبطاله حملة انتقادات واسعة، واعتبروا الفيلم يهدف إلى تشويه صورة الزعيم عبد الناصر وسيرته، وأن عرضه بهذه الصورة يأتي محاباة للرئيس السادات، الذي عرف عنه الجميع سياسته المغايرة لعبد الناصر، بهدف إبراز مساوئ فترة حكم ناصر. أهل القمة هذا الفيلم من إنتاج عام 1981 ومنعته الرقابة من العرض دون إبداء أسباب واضحة، وكان يتناول فترة الانفتاح الاقتصادي والثراء الفاحش غير المبرر لبعض فئات الشعب جراء سياسة الانفتاح، وظهور أثرياء جدد كونوا ثرواتهم بطرق غير مشروعة، ليصعدوا فجأة إلى قمة المجتمع. وأصرر الفنان الراحل "نور الشريف" على عرض الفيلم، جعله يتصل بالرئيس الراحل أنور السادات، ويطلب منه السماح بعرض الفيلم، فاشترط السادات مشاهدة الفيلم قبل عرضه، وبعد مشاهدته وافق على عرضه بعد حذف أحد مشاهده. سواق الأتوبيس جسد هذا الفيلم الحالة الاجتماعية للمجتمع بعد حرب أكتوبر 1973 والتغيير الذي طرأ على أبطال أكتوبر بعد عودتهم من الميدان، فقد انتصروا في ميدان المعركة ولم يجنوا ثمار انتصارهم في مجال الحياة العملية ودخل بعضهم في عزلة، وصنف الفيلم من الأفلام الاجتماعية السياسية، واختير كثامن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهو من إخراج عاطف الطيب وكتبه محمد خان.