تنطلق بعد غد السبت فعاليات مهرجان " كاترين " لتنشيط السياحة الذى تنظمه جمعية الوادى المقدس وقبيلة الجبالية المختصة بالنشاط الأثرى والسياحى بدير سانت كاترين والوادى المقدس، الذى يشهد العديد من الفعاليات التى تتضمن عروضا للفنون التراثية السيناوية والمنتجات السيناوية ومهرجانا خاصا لقبيلة الجبالية والتعريف بالمقومات السياحية المتنوعة للمنطقة، بالإضافة إلى الكشف عن العديد من الحقائق العلمية الخاصة ببناء دير سانت كاترين. وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى فى تصريح له اليوم، أن هناك خطأ تاريخيا سجل فى النص التأسيسى للدير على لوحة من الرخام فوق باب الدير الحالى باللغة اليونانية مع ترجمتها فى لوحة أخرى باللغة العربية بجوارها، ويشير هذا النص إلى إنشاء الملك الرومى يوستينيانوس (جستنيان) دير طور سيناء وكنيسة جبل المناجاة تذكارا له ولزوجته ثاوضوبره (ثيودورا) بعد ثلاثين سنة من ملكه وعين له رئيس اسمه ضولاس بتاريخ 527 ميلاديا. وأوضح أن هذين الحجرين وضعا فوق الباب فى القرن الثانى عشر أو الثالث عشر الميلادى عند فتح باب الدير الجديد وبهما خطئان تاريخيان، الأول أن أول رئيس للدير هو الأب لونجينيوس وليس ضولاس، والثانى أن الملك يوستينيانوس لا يمكن أن يكون قد أتم بناء الدير سنة 527 ميلاديا لأن هذه السنة هى بدء ملكه وكان مشغولا بالحروب كما هو ثابت فى التاريخ، وإذا صح أنه أتمه بعد ثلاثين عاما من ملكه كما هو فى النص التأسيسى فيكون قد تم البناء سنة 557 ميلاديا، ما يدل على وجود تناقض فى النص التأسيسى. وأشار الدكتور ريحان إلى نقش آخر باليونانية يصحح هذا الخطأ على أحد عوارض السقف بكنيسة التجلى داخل الدير وترجمته (لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا).. موضحا أن تاريخ وفاة ثيودورا كان عام 548 ميلاديا، ووفاة جستنيان 565 ميلاديا وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم، وكانت مهتمه بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم ولقد ماتت قبل وفاة جستنيان. وأكد أنه طبقا لهذا النص، فمن الطبيعى أن يكون تاريخ بناء الدير بين عام 548 ميلاديا، وهو تاريخ وفاة ثيودورا وعام 565 ميلاديا تاريخ وفاة جستنيان، ووفقا لذلك يكون أقرب تاريخ لبناء الدير عام 560 ميلاديا، وهو التاريخ الحقيقى لبناء أشهر أديرة العالم دير طور سيناء، الذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن العاشر الميلادى للقصة الشهيرة عن سانت كاترين، وأن نقوش عوارض سقف كنيسة التجلى تؤكد أن مهندس بناء الدير هو المهندس اسطفانوس من أيلة (مدينة العقبة حاليا) .