الثلاثاء إعادة 55 دائرة فى «ثانية نواب» |139 مقرًا انتخابيًا بالسفارات فى 117 دولة.. وتصويت الداخل غدًا    العمل: طفرة في طلب العمالة المصرية بالخارج وإجراءات حماية من الشركات الوهمية    مصير أسعار الذهب في 2026 بعد خفض الفائدة الأمريكية؟    مستشار رئيس «التعبئة والإحصاء»: بناء قاعدة بيانات دقيقة حول الثروة العقارية    رئيس مياه المنوفية: تحسين جودة الخدمات للمواطنين وتسهيل الإجراءات    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو أصبح وصمة عار على إسرائيل عالميًا    المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل وقف التحقيق في جرائمها بقطاع غزة    الأمر سيصعب على برشلونة؟ مدرب جوادلاخارا: عشب ملعبنا ليس الأفضل    مانشستر يونايتد يتقدم على بورنموث بالشوط الأول    تعرف على تفاصيل تعطيل الدراسة اليوم بمحافظة شمال سيناء.. فيديو    قرار جديد بشأن المتهم بقتل شقيقته خنقًا فى العمرانية    بتهمة الإتجار في المواد المخدرة المؤبد لعاطلين وغرامة مالية بقنا    تصادم قطار بسيارة نقل على خط مطروح – محرم بك دون إصابات    إبراهيم المعلم: كتاب المفاوضات السرية لهيكل الأكثر مبيعا في مسيرة دار الشروق    عمرو أديب مُهاجمًا محمد صبحي بسبب فيلم "الست": أنت عايز تعمل مؤامرة على مصر؟    حورية فرغلي: أنا عايشة لوحدي ومكتفية بحيواناتي    اعتماد أوروبى للبلازما |مصر سادس دولة فى العالم تحقق الاكتفاء الذاتى    يا أعز من عينى.. إحساس راق من نسمة محجوب فى برنامج كاستنج.. فيديو    متحدث الصحة: إطلاق الرقم الموحد 105 لتلقي استفسارات المواطنين    متحدث الوزراء: لا مساس بأسعار الخدمات الطبية المقدمة لمحدودي الدخل    بدء تطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل في هذا الموعد    دراما بوكس| ظهور مميز ل إنجي المقدم في «الست موناليزا».. وركين سعد تتعاقد على «أب ولكن»    شعبان يوسف: تجاهل معارك طه حسين مع درية شفيق غير جائز    هل الزيادة في الشراء بالتقسيط تُعد فائدة ربوية؟.. "الإفتاء" تُجيب    خبير استراتيجي: داعش يعيد بناء نفسه في البادية السورية.. وواشنطن تستثمر حادث تدمر لشرعنة قاعدة عسكرية    تركيا تسقط طائرة مسيّرة اقتربت من مجالها الجوي فوق البحر الأسود    الإدارية العليا ترفض الطعون المقدمة في بطلان الدوائر الانتخابية في قنا    عيد البحرين ال 26 |القاهرة تثمن مواقف المنامة تجاه القضية الفلسطينية    اللمسة «الخبيثة» | «لا للتحرش.. بيئة مدرسية آمنة» حملات توعية بالإسكندرية    الأهلي يستعد لضربة هجومية كبرى في الشتاء    شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة اليوم الوطني ال54 لمملكة البحرين    "الوطنية للانتخابات": إغلاق 31 مقرًا باليوم الأول من جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب بالخارج    نجلة جلال الشرقاوي تكشف سرا عن شقيقة الزعيم الراحلة    تقارير إعلامية: القبض على نيك راينر بتهمة قتل والده المخرج روب راينر ووالدته ميشيل سينجر    اجتماع منتظر بين وكيل صلاح وليفربول لحسم مستقبله    عاهل الأردن يلتقي رئيس الوزراء الهندي لتنسيق الجهود الإنسانية والإقليمية    السيطرة على حريق بمخبز دون خسائر بشرية في أسوان    نائب رئيس جامعة عين شمس: تقديم أوجه الدعم والرعاية للطلاب الوافدين    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟ الأزهر للفتوي يوضح    وزير الأوقاف: الانضباط المؤسسي ومجابهة التطرف في صدارة أولويات المرحلة    البحيرة تستعد لأمطار اليوم: المحافظ ترفع درجة التأهب بجميع المراكز والمدن    ضبط المتهمين في مشاجرة دامية بالبحيرة| فيديو    قمة عربية نارية الليلة.. السعودية تصطدم بالأردن في كأس العرب 2025 والبث متاح للجماهير    الجيش الإسرائيلي يعتزم هدم 25 مبنى سكنياً في الضفة الغربية    الدليل الكامل لامتحان اللغة العربية نصف العام 2025–2026 للمرحلة الابتدائية    سعر طن حديد عز.....اسعار الحديد اليوم الإثنين 15ديسمبر 2025 فى المنيا    عاجل- رؤساء المجالس التصديرية خلال اجتماع مع رئيس الوزراء: توطين الصناعة وخفض الواردات لتعزيز الصادرات المصرية    "صحة الشيوخ" تُسرّع دراسة إنشاء مستشفى جديد بحلوان بعد توقف القرار 3 سنوات    تصدير 37 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    آخر موعد للتقديم الكترونياً لوظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024    الزمالك ينتظر انتظام عدي الدباغ في التدريبات الجماعية اليوم    جوجل توقع اتفاقاً للطاقة الشمسية فى ماليزيا ضمن خطتها لتأمين كهرباء نظيفة    جامعة بنها تطلق مبادرة لدعم الأطفال والتوعية بحقوقهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    إصابة نجم ريال مدريد تعكر صفو العودة للانتصارات    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    بث مباشر.. المغرب يلتقي الإمارات في نصف نهائي كأس العرب 2025.. تعرف على القنوات وكيفية المشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير التموين: أصحاب المخابز قالوا لي: «إنت خليت العصمة في إيد المواطن»


* تنقية قوائم الدعم بيد البرلمان
* في مصر قامت ثورات بسبب الخبز
* تجربتنا في شراء القمح من الخارج يمكن تداولها في "صدق أو لا تصدق"
* قابلت رؤساء شركات الصرافة.. وليس من صلاحياتى تحديد سعر الدولار
* نحتفل آخر الشهر الجاري بافتتاح 105 شون حديثة لتخزين القمح
* صدق أو لا تصدق محتكري الأمس يطلبون من الوزارة شراء القمح اليوم
* بورصة السلع ستمنح الفلاح قوة تفاوض جماعى لتحول السوق المشترين إلى بائعين
* تسلمت دعوة رسمية من البنك الدولى لشرح منظومة الخبز المصرية
* مكاتب التموين لم تعد تليق بالمواطن أو الموظف ونسعى لتطويرها وربطها إلكترونيا
* سننتهى من عملية تنقية البطاقات التموينية الطموحة مايو القادم
* تنقية بطاقات التموين تشمل الأسماء المتكررة والمتوفيين والمهاجرين وهم بالملايين
* سنتعاون مع إيطاليا لإنشاء عشر صوامع أفقية وثلاث مناطق لوجيستية
* الحصول على القمح من الخارج أصبح في يد هيئة السلع وكان يسيطر على تجارته مجموعة أشخاص
* انتهينا من بناء بنية تحتية لخدمة مشروع البورصة السلعية
* تفكيك منظومة الفساد داخل الوزارة ولم نلهث وراء تغيير الأشخاص
* تطبيق منظومة الخبز تحول دعم الدولة المقدم إلى المخابز إلى دعم مباشر للمواطن
* البنك الدولى دعانى لعرض منظومة الخبز المصرية
* منظومة الخبز ستتحول لقصة نجاح مصرية تسجل في التاريخ
* الهياكل المؤسسية في مصر تفتقر لفكر الإدارة الحديثة
* كافة الدواوين الحكومية متهالكة وغير مؤهلة لتقديم خدمة جيدة
* سنمتلك لأول مرة قاعدة بيانات كاملة بمكاتب التموين
* تنقية سجلات مستحقي الدعم وسيخرج ملايين من الأسماء
* سنضيف قريبا نصف الآخر من المواليد لبطاقات التموين بعد توقف عشر سنوات
* لاتداعيات لأزمة ريجينى على التعاون الاقتصادي مع إيطاليا
أدار الحوار: عيد حسن
أعدته للنشر: سمر الورداني
عدسة: هشام عادل – محمد عبد الرحمن
سوف يذكر له التاريخ أنه جعل من "طابور العيش" تاريخا لدى المصريين، وهو واحد من أفضل وزراء التموين بمصر من حيث الإنجازات التي حققها والحلول الراديكالية التي قدمها لكثير من المشكلات المزمنة والمستعصية، دعاه البنك الدولى لعرض تجربة منظومة الخبز باعتبارها من أنجح التجارب في العالم، نشيط، دؤوب، ومبتكر، لا تغريه الحلول التقليدية، ولا تقيده البيروقراطية، قد تصادفه صباحا داخل أحد الأسواق يسأل عن أسعار الخضراوات والفاكهة، وتقرأ مساء خبر عن إبرامه اتفاقيات مع شركات عالمية لإدخال أحدث نظم التكنولوجيا في الإدارة؛ لم يهب الدخول في عش الدبابير، فوضع حدًا محتكري لقمة العيش، ونجح في تحويل "طوابير العيش" إلى ذكري من الماضي، ما لفت انتباه البنك الدولي إلى منظومة الخبز المصرية وتوثيقها كتجربة مبتكرة يتعلم منها العالم؛ قد يؤخذ عليه البعض تدخله في شئون الوزارات الأخري، وإثارته الجدل أينما حل، ولكن عذره أنه المتهم الأوحد أمام 90 مليون مواطن يبحثون عن حل للزيادة الجنونية للأسعار.
الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية حل ضيفا على صالون "فيتو"، وتحدث عن الأماني التي تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع بعد مرور أكثر من عامين على توليه الحقيبة الوزارية، في أكثر من حكومة وما يلوح في المستقبل القريب من إنجازات أخرى، تضاف إلى رصيده في الشارع المصري، كما تكفل بالرد على بعض الشائعات التي أثيرت حول المستبعدين من بطاقات التموين، وتطرق إلى تأثير أزمة مقتل الطالب "ريجيني" على أوجه التعاون الاقتصادي بين مصر وإيطاليا، وغيرها من القضايا المهمة.. وإلي نص الحوار:
*فور توليك الحقيبة الوزارية كنت ضيفا على "فيتو" وطرحت أهدافك التي ستسعي إلى تحقيقها، فماذا حققت من تلك الأهداف بعد مرور أكثر من عامين؟
الاقتصاد علم الاختيار بين البدائل المتاحة، والأساس في الإدارة هو اختيار الملفات الأولى بالرعاية والاهتمام، لذلك بدأنا بالخبز، وأتذكر تصريحي ل"فيتو" أن "طابور العيش" سيصبح تاريخا لدى المصريين، وحدث بالفعل أن أصبح طابور العيش من الماضي، كما أكدت حينها أن المواطن لن يحصل فقط على حقه من رغيف العيش، بل سيحصل أيضا على "غموس"، وترجم ذلك في نظام نقاط الخبز التي يحصل عليها المواطن ك"غموس"، توفر له - لأول مرة - قدرا من السلع مجانا.
كما تم توفير نحو 120 ألف طن شهريا من الدقيق المستخدم، بعد تخفيضه من مسحوبات القمح التي تستهلكها مصر، وأذكر موقفا طريفا بهذا الخصوص، فقد تجمع عدد من أصحاب المخابز خلال إحدي جولاتى بالمحافظات وطالبونى بإخراجهم من نطاق المخابز المدعمة، وقال لى أحدهم:"إنت خليت العصمة في إيد المواطن"، كل ذلك نتيجة لجهود بذلت لم تكن مرتجلة أو عشوائية، أدت في النهاية إلى خفض موازنة السلع التموينية هذا العام، لأول مرة في تاريخ مصر منذ إنشاء وزارتي التموين والمالية، فحديث الأمس كان مجرد آمال وطموحات، أما حديث اليوم إنجازات تحققت بالفعل على أرض الواقع
*جهود حميدة بذلت فيما يخص الخبز والدقيق، ولكن ماذا عن مشكلات ملف القمح مثل إهداره واحتكاره؟
لدينا رافدان من القمح في مصر، الأول يأتى من المزارعين في الداخل، والثاني ما يتم استيراده من الخارج، أما عن الداخل، فسيتوج هذا الشهر قبل نهايته بافتتاح أكبر منظومة للحفاظ على القمح المحلى، فقد أنشأنا 105 شون حديثة، بديلا عن الشون الترابية التقليدية، التي لا توفر غطاء للقمح ما يؤدي إلى إهداره بفعل بقائه شهورا طويلة في العراء يتعرض لحالات الطقس المختلفة، فضلا عن تغذية القوارض والحشرات عليه، حيث ستوفر الشون الحديثة الحماية الكاملة ليس فقط للقمح، بل وكافة الحبوب الزراعية الأخرى.
أما عن القمح المستورد، فقد أصبح لهيئة السلع التموينية اليد الطولي في الحصول على القمح من الخارج، بعد أن كان يسيطر على تجارته لسنوات طويلة مجموعة من التجار يعدون على أصابع اليد، ما مكنهم من تكوين ثروات طائلة، جراء وساطتهم بين الدولة المصرية والأسواق الخارجية، حيث اتجهت هيئة السلع لأول مرة مباشرة إلى السوق العالمي كمشتر للحصول على القمح، وانقلبت الأوضاع الآن، فنرى بعض هؤلاء التجار يتوجهون إلى الوزارة لمطالبة الهيئة بمدهم بالقمح، في ظل إبرام الهيئة تعاقدات بأفضل الأسعار وأجود أنواع القمح مقارنة بالدول المحيطة، وبتسهيلات من الموردين في السداد تمتد إلى 6 أشهر من وقت استلام القمح، وهذا أمر كان في الماضي من الممكن تداوله في "صدق أو لا تصدق"، وحدوث تلك الإنجازات أدي إلى استعادة المواطن قدر من كرامته، اعتباره، وحقوقه.
*إلى أي مرحلة وصل مشروع بورصة السلع؟ وما الفوائد التي ستعود على الفلاح البسيط من ورائه؟
تم بالفعل الانتهاء من بناء بنية تحتية لخدمة مشروع البورصة السلعية، وسيكون لها بنية تمويلية واقتصادية وقانونية تصون للفلاح حقوقه كما ستصون للمنتج جودته، وسيصبح الفلاح قادرا على تداول تلك الحبوب باحترافية أكبر، وبتفاوض جماعى، يحول السوق من سوق مشترين إلى سوق بائعين، وتنتقل القوة إلى مجموع المنتجين الصغار المفتتين، على حساب المشترين.
*الفساد آفة المؤسسات في مصر، فكيف حاربت الفساد داخل الوزارة ؟
عملنا على تفكيك منظومة الفساد، فلم نلهث وراء تغيير الأشخاص داخل الوزارة، بل عملنا على تغيير المنظومة وأبقينا على الأشخاص في مكانهم ولم نقل موظفا واحدا أو نأت بشخص واحدا من خارج الوزارة.
*ما ردك على بعض الانتقادات التي توجه لمنظومة الخبز الجديدة؟
تعد منظومة الخبر نقطة تحول في حياة مصر من ناحية ملف إدارة الدعم والخدمات، فقد قامت في مصر ثورات بسبب الخبز، بداية من انتفاضة الخبر عام 1977، وحتى ثورة 25 يناير2011 التي كان شعارها "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، وكثيرا ما تندرت الأعمال الدرامية على طوابير الخبز، التي ظلت لسنوات طويلة صداعا مزمنا للدولة، وبعد تطبيق منظومة الخبز تحول دعم الدولة المقدم إلى المخابز إلى دعم مباشر للمواطن، وتبدل من دعم عيني به قدر معتبر من التسرب والفساد، لدعم شبه نقدي يذهب مباشرة إلى مستحقيه، وقد رصد البنك الدولى تلك التجربة وأفرد لها دراسة، وقدم نائب مدير البنك الدولى، إلى مصر وقدم لى دعوة رسمية لأسافر أوائل مايو القادم للمشاركة في الاجتماع السنوى للبنك الدولى، لتقديم حلقة والحديث عن منظومة الخبز المصرية، على أن يتم توثيقها واستخراج البنك إصدار بها، وبذلك تتحول تلك المنظومة إلى قصة نجاح مصرية تسجل في التاريخ، ويتعلم منها الغرب بعد أن كنا نستورد تجاربهم ونقوم بمحاكاتها، وهذا إن دل فإنه يدل على أن مصر قادرة على الخروج من كبواتها وحل مشكلاها.
*وبرأيك ما عوامل نجاح تلك التجربة ؟ وهل يمكن استلهام ذلك الإنجاز لحل مشكلات باقي القطاعات في مصر؟
نجاح منظومة الخبز يرجع إلى المعايشة الميدانية التي قمت بها للمخابز في العديد من المحافظات والاستماع إلى العمال، وكل الأطراف المشاركة في هذا العمل حتى أتمكن من جمع الملاحظات العلمية المتأنية وتحويلها إلى حل علمي، وبناء نموذج من الواقع، فإننا لن نتقدم إلا بإعمال العلم، وارتباط التجربة بالواقع ارتباطا وثيقا، فنجاح أي تجربة في مصر تتطلب مسئولا يتمتع بعدد من الصفات المهمة، منها: القدرة على أخذ المبادرات وتحمل المخاطرة، والتمتع برؤية مختلفة ومميزة عن الآخرين، واتخاذ تجارب النجاح مثلا يسعي لتحقيقه، ومطورا يتمكن من تحويل الفكرة إلى واقع قابل للتنفيذ على أرض الواقع، كما نحتاج إلى مدير حيث تفتقر الهياكل المؤسسية في مصر إلى القدر المطلوب من أدوات وفكر الإدارة الحديثة، وهذا لا يمنع أن يكون أيضا قائدا قادرا على تنفيذ المهام، من خلال الآخرين دون استخدام الأدوات الرسمية أو الارتكان إليها، بالإضافة إلى القدرة على احتواء وتفعيل الآخرين السلبيين منهم والإيجابيين، كما يجب أن يتمتع بطاقة عمل قصوي في ظل تأخرنا عن الركب العالمي، ما يلزم مضاعفة ساعات العمل وإدارة الوقت بشكل جيد، لإنجاز أكبر قدر من العمل في أقل وقت ممكن.
*انتقلت "طوابير العيش" إلى مكاتب التموين وفروع شركات الكروت الذكية والبريد، في ظل تباطؤ إتمام الإجراءات، فما الحل؟
نسعى إلى تطوير ملف خدمة المواطن، وهذا ليس فقط على مستوى وزارة التموين بل في كافة الدواوين الحكومية، التي تعانى من التهالك نتيجة لتقادم الزمن عليها، وتكدس الملفات بها، حتى باتت غير مؤهلة لتقديم خدمة جيدة، ولم تعد تليق بالمواطن أو الموظف الذي يعمل بها، ولحل ذلك عملنا على عده محاور، منها السعي إلى ربط كافة المكاتب إلكترونيا، حتى يستطيع المواطن تلقى الخدمة من أي مكتب دون التقيد بالمكتب التابع لمحل إقامته، كما نسعي للانتهاء من توفير وسائل للتعامل مع المكاتب خارجيا، كل ذلك يصاحب عملية تنقية البطاقات الطموحة، التي سنعلن عنها في نهاية مايو، في ظل عدم الانتهاء من حسم مسألة حذف وإضافة مستحقي الدعم، وهذا يعد أمرا تاريخيا لأننا سنمتلك لأول مرة قاعدة بيانات كاملة بمكاتب التموين.
*أعلن مجلس الوزراء عن حذف 9 ملايين اسم من مستحقي الدعم فما صحة ذلك؟ وما الفئات المستبعدة من الدعم؟
بالفعل يتم تنقية سجلات مستحقي الدعم وسيخرج ملايين من الأسماء المتواجدة خطأ لسنوات طويلة، مثل الأسماء المتكررة، والمتوفين، والمهاجرين، وسنعيد ضخ تلك الأموال لتذهب إلى المواطنين، كما أضفنا نصف المواليد، وسنضيف قريبا النصف الآخر، وذلك بعد توقف عشر سنوات عن إضافة المواليد إلى بطاقات التموين، أما مسألة بقاء أو حذف المواطنين من قوائم الدعم بناءً على مقدار دخل الفرد من راتبه أو معاشه، فهذا أمر تحكمي ليس من اختصاص وزارة التموين البت بشأنه، ولابد أن يطرح للنقاش العام ويقره أو يرفضه البرلمان، أما وزير التموين فهو جهة تنفيذه فقط للقرارات، وعامة هذا الأمر ليس مطروحا للمناقشة في الدوائر الرسمية من الأساس.
*لم نشهد الشتاء الماضي أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز ككل عام، فهل انتهت المشكلة إلى غير رجعة؟
نعم بالفعل مر الشتاء الماضي مرور الكرام، دون أزمة، لأول مرة منذ أعوام عديدة، بفضل منظومة مرحلية طبقناها وأتت ثمارها، ونعكف حاليا على عمل منظومة لإسطوانات البوتاجاز تشبه نظيرتها للخبز.
*ذاع صيت مشروع المركز اللوجيستى للحبوب والغلال بدمياط، ثم انقطع الحديث عنه فجأة، فما مصيره؟
شكل المهندس شريف إسماعيل رئيس رئيس الوزراء لجنة منذ أشهر، بعضوية مجموعة كبيرة من الوزراء، من بينهم وزراء التخطيط، المالية، الاستثمار، الصناعة، التموين، الزراعة، والنقل، لدراسة هذا المشروع، وأصدرت اللجنة تقريرًا يفيد بجودة المشروع وأوصت بتنفيذه، ولكنه وضع على لائحة المهام المؤجلة بحكم فقه الأولويات.
*اجتماعك مع رؤساء شركات الصرافة أثار حفيظة طارق عامر رئيس البنك المركزى، وأصدر بيانا يرفض تدخل وزير التموين في السياسة النقدية، فما تعليقك؟
نعم اجتمعت مع بعض رؤساء شركات الصرافة في إطار اجتماعي مع كل فرد يرتبط عمله بالمواطن، ومن بينهم شركات الصرافة المسئولة عن إمداد المستوردين بالعملة الصعبة، ولكن أثير خطأ عقب الاجتماع أن وزير التموين حدد سعر الدولار، وهذا لم يكن منى مطلقا، وليس من صلاحياتي من الأساس.
*انضم الأرز إلى قائمة الأزمات، فما التدابير التي اتخذتها وزارة التموين للتغلب على ذلك؟
توقفت هيئة السلع ووزارة التموين عن شراء الأرز منذ ستينيات القرن الماضي، ولكن بعد ارتفاع سعر الدولار، استغل أصحاب النفوس الضعيفة ذلك وقاموا بتهريب الأرز خارج البلاد بطريقة غير شرعية، فاتخذت إجراءات تمكني من شراء سلع كثيرة من بينها الأرز، وبداية من الموسم الحالي سنشتري كميات كبيرة من أرز المزارعين، خاصة بعد إتمام أعمال إنشاء البنية التحتية للتخزين في الصوامع.
*يعانى المواطنون من تضارب أسعار السلع لدى البقالين، فما آليات وزارة التموين لضبط الأسعار؟
اعتمدنا نظاما جديدا طبق من الشهر الماضي لضبط الأسعار، رغم مقاومة بعض البقالين، لإدراكهم أن ذلك من شأنه فرض قدر من المتابعة عليهم، كما أبرمنا اتفاقية مع شركة ميكروسوفت لابتكار نظام متطور بتكلفة 500 مليون جنيه، هو الأحدث على مستوى الشرق الأوسط، سيربط كافة شركات الجملة، التي يصل عددها إلى 500 مقر، بنحو 40 ألف فرعا في كافة المحافظات يتنوعون بين بقاليين تموين، وجمعيات استهلاكية، وغيرها، كما سيعمل أيضا على تتبع الشحنات، وإدارة مخزون السلع، وتوزيعه في المحافظات، وسيقدم معلومات متكاملة عن أماكن الفوائض والنقص، وغيرها من الإمكانات، التي ستمنح الدولة قوة معلوماتية كبيرة، ستؤثر بشكل إيجابي على الاستثمار لما يقدمه هذا النظام من معلومات دقيقة للمستثمر عن السوق، وسينعكس ذلك أيضا على الأسعار لأن أحد أهم أسباب تلك الأزمة يكمن في عدم قدرة الدولة على إدارة منظومة اللوجيستيات بكفاءة، وهذا ما سيكفله النظام الجديد، ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي له في رمضان القادم.
*ما استعدادات وزارة التموين لاستقبال شهر رمضان الكريم؟
تستمر معارض "أهلا رمضان" هذا العام أيضا في تقديم السلع التموينية بأسعار مخفضة، وعملنا على مدى الشهرين الماضيين على إتمام كافة الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر الكريم وتوفير كميات كبيرة من السلع استعدادا لضخها، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص، وبالتنسيق مع البنك المركزي لتوفير العملة.
*ما تداعيات أزمة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجينى على أوجه التعاون الاقتصادي مع الجانب الإيطالي ؟
لا شئ، ويكفي القول أننا عقدنا اجتماعا منذ أيام قليلة مع الجانب الإيطالي لبحث إنشاء 10 صوامع أفقية، وتأسيس 3 مناطق لوجيستية للخضراوات واللحوم، ولنا لقاءات أخرى معهم قريبا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.