الإخوان لا تضيع وقتاً فمنذ وصول الجماعة لحكم مصر بعد انتخابات برلمانية جاءت بمجلس شعب بأغلبية من التيار الإسلامى عبر حزبى الحرية والعدالة والنور السلفي قبل قرار حله، ثم إعلان الدكتور محمد مرسى رئيساً للبلاد، وهم يسعون للسيطرة على مصر بشتى الطرق كما أنهم لم ينسوا الإبداع والفنون حيث أسسوا جهاز رقابة خاصاً - لجنة فنية - داخل الجماعة هدفه مراقبة ما ينتج من مسلسلات وأفلام بل ومحاولة التأثير على شكل العمل وكيفية خروجه للجمهور.. والقصة تبدأ بكتابة المؤلف أحمد عاشور مسلسل «أم الصابرين» الذى يروى قصة حياة «السيدة زينب الغزالى»، وأسرار اعتقالها - ظلماً - وجهادها فى سبيل الله، فبعد أن عرض عاشور السيناريو على المخرج، تم اختيار فريق العمل، ووقع الاختيار على الفنانة رانيا محمود ياسين لتجسيد شخصية زينب الغزالى، والفنان محمد الأطونى لشخصية حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وبدأ فريق العمل فى حفظ الأدوار والتعايش معها، لكن الأطونى ذهب إلى إحدى المكتبات التابعة لمكتب ارشاد الإخوان، وشرح لهم دوره، طالباً منهم عدة كتب ودراسات عن حسن البنا، وسيرته الذاتية ليتعرف على المزيد من جوانب شخصية الراحل. داخل المكتبة استقبله الجميع بحفاوة وترحاب، ومنحوه ما أراد، إلى هنا والأمور طبيعية للغاية، لكن غير الطبيعى حدث بعدها بأيام، فقد تلقى «الأطونى» اتصالات عديدة تطالبه بالمثول أمام «اللجنة الفنية» بمكتب الارشاد، والغريب أن لغة الاتصال كانت آمرة، مستفزة، وبالطبع رفض الأطونى الانصياع لها. المثير أن اعضاء اللجنة استمروا فى ملاحقة الأطونى باتصالات مكثفة، عطلته كثيراً عن تصوير دوره، ولكى يتخلص من هذا «الزن» فقد ذهب إليهم، فوجد وجوهاً مكفهرة، واستقبالاً مستفزاً، آمراً، متعالياً، وكأنه فى مكتب تابع لجهاز أمن الدولة المنحل فطلب منه رئيس اللجنة الإطلاع على سيناريو المسلسل، وخصوصاً تفاصيل الدور الذى يؤديه، فشرح «الأطونى» لهم الدور، وملامح الشخصية، لكنهم أصروا على جلب السيناريو، فانتفض «الأطونى» رافضاً وقال لهم: إن السيناريو ملكية خاصة لمؤلفه أحمد عاشور، وليس من حقه تغيير أى حرف فيه، وأنه يجسد شخصية حسن البنا يراها هو وطبقاً للكتب التى حصل عليها من مكتبة تابعة للجماعة وطبقاً لرؤية كاتب السيناريو والمخرج، مضيفاً والفيصل بينى وبينكم ضميرى، ثم آراء مشاهدى المسلسل. التوتر بدا على جميع أعضاء «اللجنة الفنية» بمكتب الإرشاد، أحدهم قال ل«الأطونى»: يجب أن ترتدى ملابس معينة وتقوم بتغيير طريقة أدائك وأنت تجسد دور الإمام حسن البنا، عندئذ لم يجد «الأطونى» رداً يناسبهم، سوى الصمت، والخروج مسرعاً، وهو يغلق الباب بعنف وراءه، ضارباً عرض الحائط بأوامر الجماعة. ورغماً عن أنف «الجماعة» فسوف تذاع أولى حلقات «أم الصابرين» بعد أيام مع بداية شهر رمضان المقبل، وذلك بحسب الأطونى وفريق عمل المسلسل.