* تأكيدات من داخل استوديوهات تصوير المسلسل الدرامي "أم الصابرين" التي تلعب دورها رانيا محمود ياسين تشير إلي ان حزب الحرية واعدالة أرسل انذارا إلي أسرة المسلسل يخبرها بعدم موافقته علي تصوير هذا المسلسل لأن أم الصابرين وهي الداعية زينب الغزالي قد أوصت بجميع ممتلكاتها من كتب ومراجع وأموال وخلافه إلي جماعة الاخوان المسلمين علي أن يكون المرشد العام هو المتصرف الوحيد في ممتلكاتها ومكتبتها وان الجماعة تري ان المسلسلات التليفزيونية تقوم بتشويه سيرة وصورة قيادات الجماعة ولذا فإنها تعترض علي تصوير مسلسل "أم الصابرين". * وكان حسام زغلول ابن اخت الداعية زينب الغزالي قد قال انه يفوض جماعة الاخوان للدفاع عن حقوق خالته حسب الوصية التي تركتها وتنص علي ان الجماعة هي الجهة الوحيدة التي لها حق الانتفاع بالملكية الفكرية الخاصة بها سواء كانت حياتها الشخصية أو بعض مؤلفاتها. * وفي رأيي يبدو أن الأمر ملتبس علي الطرفين فالعمل التليفزيوني الدرامي أم الصابرين يحكي قصة حياة الراحلة زينب الغزالي ودورها المؤثر في الحركة النسائية مع هدي شعراوي وانضمامها للاخوان المسلمين علي مرحلة عمرية امتدت من العشرينات من عمرها حتي وفاتها عن 88 عاما. ولهذا العمل مؤلف وكاتب سيناريو قد يكون استعان بكتب من مؤلفات زينب الغزالي أو مراجع أخري ولكنه في النهاية يقدم عملاً فنياً فيه ابداع ورؤي قد يتشكك فيها الإخوان المسلمين حرصا علي عدم تشويه واحدة من رموز الجماعة ولكن هذا التشكك لا يعطيهم الحق في الاعتراض علي العمل أو وقف تصويره قانونيا لأنه وببساطة ليس مأخوذا عن قصة حياة زينب الغزالي التي قد تكون كتبتها بنفسها.. بمعني ان شبهة الاعتداء علي عمل أدبي للراحلة ليس موجودا حتي تدافع عنه جماعة الاخوان أو حزب الحرية والعدالة لأن الوصية المكتوبة للجماعة تخص فقط ما هو مكتوب بخط يدها أو منشور له حقوق ملكية فكرية.. أما السيرة الذاتية وتناولها في عمل فني فهو أمر مختلف عليه لكن الراجح فيه ان الشخصيات العامة التي لها تأثير ووجود في المجتمع فهي حق متاح يمكن تناوله في عمل فني ولا تنطبق عليه شروط الميراث المعتادة وإلا فإن تناول سيرة الشخصيات العامة مثل الزعماء والرؤساء والفلاسفة والمناضلين والدعاة والثوار وغيرها تصبح ممنوعة وإلا ما كان ظهرت أفلام مثل السادات وناصر ومسلسل الشعراوي ولا فيلم غاندي ولا مسلسل الفاروق ولا مسلسل الجماعة. * قد يكون هناك تخوف لدي الجماعة من تشويه صورة الراحلة الداعية زينب الغزالي ولكن هذا التخوف كان من الأولي أن يناقش مع المؤلف والسيناريست وتصحيح ما يمكن أن يكون خطأ في إطار الالتزام الأخلاقي دون التدخل بالطبع في الرؤية الفنية ذاتها.. لقد اعترضت الجماعة من قبل علي مسلسل "الجماعة" ولكنها لم تستطع منعه وأعتقد انها لن تستطيع منع أو وقف تصوير أم الصابرين وان أصبح الموقف مختلفا الآن.