تعتبر صناعة الأواني الفخارية من الصناعات القديمة التي احتلت مكانا كبيرا في مختلف طوائف المجتمع، وظل المجتمع يعتمد عليها اعتمادا كليا في كل متطلبات الحياة من طهو وشراب وحفظ المياه والأطعمة وتخزين، إلى جانب أن بعضها كان يعتبر مفخرة عند كبار العائلات في الصعيد. وتتشكل الأواني الفخارية بأشكال مختلفة، ويستعمل كل شكل لغرض مختلف عن الآخر، مثل الزير، هي ثلاجة الصعيد في شرب المياه والزبادي أو مراسي لوضع فيها طعام، والقلة لتبريد المياه وهذه تعرض داخل الدوار أو المضيفة وتعتبر من أدوات الزينة داخل المضيفة قديما ولا تزال بعض العائلات تحافظ عليها وتتمسك بها حفاظا على تراث العائلات وتاريخها مكانتها داخل المجتمع القديم. وتحدث عبدالحميد أنور، بائع الفخار، قائلًا: «يعتبر الزير والقلة هي ثلاجة الغلبان»، وعند سواله لماذا تسميها قلة الغلبان، قال: «لأن 90% ممن يشترون الزير والقلل الغلابة يعيشون في القرى والنجوع، بالإضافة أن صناعة الفخار من طين الزبدي». وأضاف عبدالحميد أنور، صانع الفخارية في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن الزير والقلل باتت تنتهي في الصعيد، وأصبح الصعيد يهمل المهن التراثية بصعيد مصر وهي الفخار، وتابع: «وانا ببيع الأدوات الحرفية مثل القلل والزير للغلابة فقط». أما عن أواني الطهو، فيقول حمادم أنور، صانع أواني الطهو: «نبدأ بالمحلابة، وهذا أكبر آنية طهو من الفخار لطهو الطعام والتسوية وتأخذ شكل آنية الألومنيوم الحالية، بالإضافة إلى يدين على الجوانب للمساعدة على حمل الآنية، ثم يأتي بعد ذلك الزبادي والبعض كان يطلق عليها لفظ مراسي وهذا منها الحجم الصغير لوضع الطعام بعد طهوه ومنها الحجم الكبير لعمل الطواجن ثم يأتي إلى أواني الشراب وهذا أكثر أنواعها من آنية الطهو تبدأ بأكبر حجم فيها وهي الزير، وتعتبر الزير قديما ثلاجة الغني».