خصومة بين المرشح الأقوى ووزير الرياضة بسبب «طائرة المنتخب» وشركات الرعاية تحل الأزمة رجل ال«فيفا» يرفض التصالح مع منافسه ويؤكد: «هاقول إيه لأحفادى بعد تشويه سمعتي» زاهر: «هانى مش هيترشح في الانتخابات ورجله جاية في فساد بلاتر وحياتو» دون النظر لحكم محكمة القضاء الإدارى في قضية إلغاء انتخابات اتحاد الكرة الحالى فإن واقع الأمر يقول إن مجلس إدارة اتحاد الكرة يعد حقائبه من أجل الرحيل، وسيحل مجلس جديد لإدارة الكرة المصرية أربع سنوات قادمة، والواقع أن قراءة المستقبل تؤكد أن المجلس القادم لن يخرج عن المتوقع. الساعات الماضية شهدت تحركات مكثفة من الحالمين بكرسى الجبلاية في محاولة لحسم الأمر، والحقيقة أنه إذا سارت الأمور كما مخطط لها فإن كرسى الرئاسة سيكون من نصيب المهندس هانى أبوريدة بلا شك نتيجة لأمور كثيرة قد يكون أحدها أن الهيكل الأساسى لقائمته يضم أساتذة انتخابات سواء كان أحمد شوبير أو حازم الهوارى أو حسن فريد، فضلا عن أنها ستكون المرة الأولى لأبوريدة في خوض انتخابات الرئاسة وسيسعى لحسمها مهما كلفه الأمر. وقد ظهرت خلال الآونة الأخيرة عدة مبادرات لتقريب وجهات النظر مع الكابتن سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة السابق، الذي أعلن ترشحه في مواجهة أبوريدة، والواقع أن أبوريدة رفض مبدأ الصلح مع زاهر وقال: «كيف أصالحه بعد أن اتهمنى باتهامات كثيرة وإذا صالحته ماذا سأقول لأولادى وأحفادى بعد أن تم التشهير بى على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات». أبوريدة قطع الطريق أمام أي محاولات للصلح مع زاهر، قائلا إنه لم يعد يعنيه إذا كان زاهر سيدخل الانتخابات أم لا ؟ ورحب بالمنافسة مع أي مرشح.. الأكيد أيضًا أن علاقة المهندس هانى أبوريدة مع وزير الشباب والرياضة بدأ يشوبها نوع من الفتور نتيجة لأسباب كثيرة قد يكون في مقدمتها تراجع الوزير عن صرف المكافآت التي وعد بمنحها لنجوم المنتخب الوطنى بعد تجاوز عقبة تشاد والوصول للدور الثانى من التصفيات القارية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وقدرها 15 ألف جنيه لكل لاعب، والأمر الثانى هو الخطاب الذي أصدره الوزير بشأن قانونية استمرار عصام عبدالفتاح في مجلس الجبلاية، بالرغم من عمله في الاتحاد الإماراتى لكرة القدم، وذلك لأن عصام عبدالفتاح أعلن العصيان على قائمة أبوريدة وقال إنه سيرشح نفسه في الانتخابات القادمة مع أي قائمة تنافس أبوريدة. هذان السببان كانا سببًا في حالة الفتور بين الوزير وأبوريدة وربما ضيق عضو المكتب التنفيذى للفيفا من الوزير بإعلانه المساهمة في تكاليف الطائرة الخاصة التي ستقل المنتخب الوطنى إلى نيجيريا وأصدر أوامره لمسئولى المنتخب بتوجيه الشكر للوزير وأنه سيتصرف في تكاليف الطائرة بعيدا عنه وهذا ما حدث بالفعل من خلال اتصالات أبوريدة بإحدى الشركات الراعية وإقناعها بتحمل تكاليف السفرية والتي وافقت بدورها. في المقابل فإن الوزير هو الآخر ليس راضيًا عن أداء اتحاد الكرة الذي يديره أبوريدة من الباطن، وكشف عبدالعزيز في إحدى جلساته الخاصة أن المجلس الحالى سيئ في أدائه وربما لن ينضم أحد منهم للمجلس القادم وإذا حدث ذلك سيكون في أضيق الحدود. وفيما يتعلق بالدعوى القضائية التي تطالب ببطلان انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة والتصرف حيالها، فتشير التوقعات إلى أنه سيتم التعامل معها بحكمة شديدة حتى لا تدخل كرة القدم في مصر النفق المظلم كما حدث مع الكرة الكويتية، لا سيما أن هذا المجلس لم يعد أمامه سوى أقل من ثلاثة شهور ويرحل بعيدًا عن الدخول في أروقة المحاكم. على جانب آخر لم يخف المهندس خالد عبدالعزيز خبر استقباله رجل الأعمال الكويتى (الخرافى ) في مكتبه لدعم الاتحاد الكويتى في ال«فيفا» وعندما تساءل البعض عن سبب استقبال الخرافى رغم أنه ليس مسئولا في اتحاد الكرة الكويتى زالت الدهشة عندما علم الجميع أن شركات الخرافى هي الراعية لكرة القدم الكويتية والهدف من الكلام الذي ساقه الوزير هو الخوف من الوصول بالكرة المصرية لنفس مصير الكويت، ولكن المهندس خالد عبدالعزيز مصمم على تفعيل المحكمة الرياضية كاشفا عن اتصالات مع المستشار أحمد الزند، وزير العدل، لإنشاء المحكمة الرياضية، والتي سيكون وجودها بمثابة القضاء على ظاهرة لجوء الرياضيين إلى القضاء العادي، وسيكون هناك بند في قانون الرياضة يقضى بشطب أي رياضى يلجأ للقضاء العادى الكابتن سمير زاهر صاحب أفضل الإنجازات في تاريخ الكرة المصرية وجود اسمه في أي انتخابات من شأنه أن يشعلها باعتبار أنه أفضل من يتقن اللعبة، ويمتلك خيوطا كثيرة منها، وبالتالى فهو يلعب على محورين كما يردد في كل أحاديثه أولها أنه ما زال يراهن على أن المهندس هانى ابوريده لن يخوض الانتخابات بل إنه مقتنع بهذا الأمر إلى حد اليقين بدافع أن الدائرة القادمة في ال«فيفا» ستطول عيسى حياتو وهانى أبوريدة وربما سيصدر لهما حرمان من خوض الانتخابات خاصة أن لديه قناعة تصل أيضا إلى حد اليقين أن أبوريدة كان بطل الأحداث في الترويج للملف القطرى لاستضافة مونديال 2022 والذي كان سببا في إزاحة الثعلب العجوز الفاسد جوزيف بلاتر والنجم الفرنسى ميشيل بلاتيني. المحور الثانى الذي يعتمد عليه سمير زاهر هو الحديث مع بعض رجال الأعمال من العيار الثقيل للانضمام لقائمته والكابتن سمير يعلم تمام العلم أن انتخابات اتحاد الكرة هي «فلوس» في المقام الأول والأخير، رغم محاولة التزويق في بعض الأحيان لكنها الحقيقة المؤلمة التي يخشى البعض مواجهتها، والعالمون ببواطن الأمور يدركون تماما أن انتخابات الجبلاية أصبحت تكلف أي قائمة أكثر من مليون جنيه حسب آخر انتخابات للجبلاية وفى المرات الماضية كانت القائمة تنشئ صندوقا، ويدفع كل عضو مبلغا للإنفاق على الدعاية الانتخابية ويتراوح هذا المبلغ مابين 40 و50 ألف جنيه ولكن في الانتخابات الأخيرة تحمل أبوريدة الفاتورة كاملة بعيدا عن اجتهادات فردية للكابتن حسن فريد والمهندس محمود الشامى أما إذا حسبنا الدعم الإعلامي فسنجد الكثير خاصة أن كل الإعلاميين المرشحين يستغلون برامجهم أفضل استغلال للدعاية من خلال استضافة أعضاء الجمعية العمومية والتخديم عليهم في أنديتهم. في الوقت نفسه هناك صعوبات تواجه سمير زاهر أهمها الرفض القاطع من أسرته لمجرد طرح فكرة خوضه الانتخابات بأنواعها سواء نيابية أو اتحاد الكرة ويتزعم هذا الطرح الدكتورة فاطمة قلينى زوجة الكابتن وأعتقد أن هذا ما ستؤول إليه الأمور. الجزء الأخير في هذا الملف هو موقف جمال علام رئيس اتحاد الكرة الحالى فمازال يمنى نفسه بتكرار سيناريو انتخابات 2012 وهو ما قد يفسر إصراره على عدم إلغاء بند ال8 سنوات في الجمعية العمومية الطارئة للجبلاية في أبريل المقبل بعد أن ترددت أنباء عن نية البعض في الطعن على ترشيح المهندس هانى لخوض انتخابات الرئاسة باعتبار أنه لم يفصل وأنه عضو بالمجلس الحالى بدليل إثبات حضوره في أكثر من اجتماع لمجلس الإدارة الحالى ولكن يبدو هذا الطرح بعيدا.. هذه هي الصورة كاملة تمامًا داخل اتحاد الكرة وكل السيناريوهات مطروحة.