الإسلام دين يواكب كل العصور وصالح لكل زمان ومكان، لذلك كل عالم في زمانه أصدر الفتاوى التي تناسب عصره، ولا يجوز أن نحاكمه بقانون عصر آخر. فمثلا شيخ الإسلام «ابن تيمية» رحمه الله، تكلم في أحكام الرق وكان في عصره رقيق أما في زماننا فليس هناك رقيق فتقرأ أحكام ابن تيمية في هذا الباب للعلم بالشئ، وليس معنى أنه تكلم في شئ غير موجود في عصرنا أنه جاهل ولا يجوز مسح ذلك التراث لأنه يعتبر تاريخ يجب الحفاظ عليه، وما يتوافق مع عصرنا من أحكامه فبها ونعمة. أما المشككون في صحيح البخاري فأغلبهم جاهلون لا يفرقون بين الحقيقة والمجاز، فمثلا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري «لو جُعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق»، المعنى الظاهر للحديث مخالف للعقل لأنك لو وضعت القرآن في جلد ووضعته في النار سيحترق بالطبع، ولكن المقصود بالحديث أن القرآن يحفظ حامله من عذاب النار يوم القيامة. إذًا لا بد للمتكلم في تجديد الخطاب الديني أن يكون عالمًا بالأحكام وقواعد الفقه والحقيقة والمجاز "قواعد اللغة" عامة، أما هؤلاء الأقزام الذين يتطاولون على السنة وعلى العلماء فما هم إلا صناع فتنة، ويتخذون من هذه القضية «تجديد الخطاب الديني» سبوبة للشهرة ونشر أفكارهم الهدامة، لأن التجديد لا يكون بالتطاول على العلماء والأئمة، وإنما يكون بالحجة ويكون نابعًا عن علم، إلا أهم لن يفعلوا شيئا ومكانهم في مزبلة التاريخ.