منى عبد الكريم فى عام 2025، وفى مشهد ملهم تجاوز الاحتفال الرسمي، تدفقت جموع المصريين احتفاءً بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وبدا المشهد أقرب إلى موكب شعبى يؤكد على علاقة قديمة ومتجذرة بين المصريين وتاريخهم، علاقة لم تنقطع بل تتجدد فى لحظة تاريخية مهمة . وتظل صورة عم رشاد، مرتديًا جلبابه الصعيدي، داخل المتحف ممسكًا بيد زوجته، واحدة من أكثر الصور انتشارًا على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن تأثيرها نابعًا من بساطتها فقط، بل من رمزيتها العميقة، التى استدعت إلى ذاكرتى مشاهد الملكة المحبة التى أمسكت بذراع زوجها الملك، ووصايا الحكيم بتاح التى دعت إلى المحبة والوفاء، «أحب شريكة حياتك، اعتنِ بها، أطعمها، افتح لها ذراعيك، أدخل السعادة لقلبها، وإياك أن تقسو عليها» لتصبح الصورة جسرًا بصريًا بين الماضى والحاضر. فى تلك اللحظة تحديدا، تكثّف المعنى الحقيقى للثقافة؛ فى أن يشعر المواطن العادى بأنه شريك فى الحدث، ويتجلى الدور الأعمق للثقافة الحقيقية فى أن تكون مرتبطة بالجميع، تدخل كل بيت، وألا تظل حكرًا على النخبة أو محصورة داخل جدران مغلقة. ومع ختام عام 2025، تبدو مبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير... ولسه متاحف مصر كتير»، التى أطلقتها وزارة الثقافة عبر قطاعاتها المختلفة، جديرة بإشادة خاصة فاختيار اسم المبادرة نفسه جاء معبرًا؛ ببساطته، وباستخدامه العامية كأحد أوجه الثقافة الشعبية، دون أن يفقد عمقه ودلالته. لم تتوقف المبادرة عند الاحتفاء بافتتاح المتحف المصرى الكبير بوصفه حدثًا عالميًا، بل اتخذته نقطة انطلاق لإعادة تسليط الضوء على الرصيد الضخم والمتنوع الذى تمتلكه مصر من المتاحف التاريخية والأدبية والفنية والقومية والنوعية، الممتدة من الشمال إلى الجنوب، بما تمثله من خريطة كاملة للذاكرة الوطنية. وسعت المبادرة إلى غرس قيم احترام التراث والحفاظ على الهوية المصرية، من خلال تعزيز الوعى بأهمية مقتنيات المتاحف، والتعريف برموز الثقافة المصرية وتاريخها الفكرى والفني، إلى جانب تعزيز روح الانتماء لدى النشء، وتشجيع الطلاب على اكتشاف ثراء المتاحف المصرية، باعتبارها امتدادًا للحراك الثقافى المصاحب لافتتاح المتحف المصرى الكبير، وذلك فى إطار مبادرة «عِزّة الهوية المصرية» التى تُنفَّذ برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة. المتاحف المصرية .. من الأدب إلى التراث الشعبي تعددت محاور المبادرة، وكان من أبرزها التعريف بعدد كبير من المتاحف عبر إطلاق دعوات لزيارتها والتعريف بتاريخها ومن بينها متحف عميد الأدب العربى طه حسين، ومتحف أحمد شوقي، أحد أهم المتاحف الأدبية فى الوطن العربي، المخصص لتخليد إرث «أمير الشعراء»، إلى جانب متحف نجيب محفوظ، الذى يحتل مبنى تكية محمد بك أبو الدهب الأثرى بحى الأزهر. كما شملت المبادرة متاحف تُعنى بالثقافة الشعبية، مثل متحف الفنون الشعبية التابع لأكاديمية الفنون، ومتحف عبد الرحمن الأبنودى للسيرة الهلالية بقرية أبنود بمحافظة قنا، حيث يُعرض التراث باعتباره ذاكرة حية متجددة. ففى المتحف القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بقلب الزمالك، يجد الزائر نفسه أمام ملابس يوسف بك وهبى فى مسرحية «كرسى الاعتراف»، وعلى مقربة، أزياء أمينة رزق فى «راسبوتين». ويمتد الممر ليضم رموزًا مثل زكى طليمات وفتوح نشاطي، وغيرهم من رموز الفن.. قبل أن تكتمل التجربة الفنية بزيارة متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية، ومتحف الأوبرا المصرية، بخلاف متحف أم كلثوم الذى يضم مقتنيات نادرة لسيدة الغناء العربي، من ملابسها وإكسسواراتها الشهيرة والعود الخاص بها، إلى الأوسمة التى نالتها مثل قلادة النيل. شملت المبادرة كذلك عددًا كبيرًا من المتاحف الفنية، من بينها متحف الخزف الإسلامى داخل قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك، الذى يضم أكثر من 300 قطعة تمثل مدارس خزفية من مصر وتركيا وإيران وسوريا والأندلس. و متحف الفن المصرى الحديث الذى يضم نحو 11 ألف عمل فنى توثق مسيرة الحركة التشكيلية المصرية منذ عشرينيات القرن الماضي. ويبرز متحف محمود مختار بوصفه أحد أهم الصروح الفنية فى القاهرة، مجسدًا مسيرة رائد النحت المصرى الحديث، إلى جانب متحف محمد محمود خليل وحرمه بما يضمه من أعمال فنية عالمية نادرة، فضلًا عن متاحف راتب صديق، وعفت ناجى وسعد الخادم، وحسن حشمت ومتحف ومكتبة الفنون الجميلة بالإسكندرية الذى يضم أكثر من 1300 عمل فنى وغير ذلك. هذا بالإضافة إلى المتاحف ذات الطابع الوطنى والتاريخي، مثل متحف مصطفى كامل بالقلعة، ومتحف المنصورة القومى (دار ابن لقمان)، ومتحف دنشواى بمحافظة المنوفية ومتحف النصر للفن الحديث ببورسعيد. الثقافة تجربة حيّة لم يقتصر التعريف بالمتاحف على فتح أبوابها، بل امتد إلى خلق تجربة ثقافية متكاملة من خلال مجموعة من الفاعليات المميزة.. فمثلا عرض «الليلة الأخيرة فى حياة محمود سعيد» الذى استضافه متحف محمود سعيد للفنون بمنطقة جناكليس بالإسكندرية أعاد تقديم سيرة فنان كبير، من خلال تصور الساعات الأخيرة من حياة الفنان العالمى محمود سعيد، وتسليط الضوء على الكثير من المحطات الإنسانية والفنية فى مسيرته باعتباره أحد رموز الفن التشكيلى المصري، والعرض مأخوذ عن رواية للكاتب أحمد فضل شبلول، بمعالجة مسرحية للدكتور فوزى خضر، وإخراج محمد عدلى يس، فى تجربة تمزج الدراما بالفن التشكيلي. ويبدأ العمل بحادثة سرقة لوحة «بنات بحري»، قبل أن يتكشف للجمهور أنها نسخة مزيفة، فيدخل المشاهد إلى عالم تخيلى تظهر فيه «بنات بحري» مجسدةً على المسرح بملابس تطابق اللوحة، لتبدأ سلسلة من الحوارات والاستعراضات. وعرض العمل على شاشة عملاقة عددًا من لوحات محمود سعيد، إلى جانب جولة افتراضية داخل المتحف، مع ظهور لملكات من تاريخ مصر مثل كليوباترا وشجر الدر. ومن بين الأنشطة المميزة لمبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسة متاحف مصر كتير» شارك فن الكاريكاتير فى الاحتفاء بالمتحف المصرى الكبير من خلال معرض ضخم استضافته قاعتى نهضة مصر وإيزيس بمركز محمود مختار الثقافى بمناسبة الاحتفال بعيد الكاريكاتير المصرى – نسخة طوغان»، التى ضمت أكثر من 150 عملًا فنيًا، توزعت بين بورتريهات للفنان الراحل أحمد طوغان، وأعمال فنانين من 35 دولة احتفت بالمتحف الكبير بوصفه حدثًا ثقافيًا عالميًا. إذ ذكر الفنان مصطفى الشيخ، رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، أن الدورة الخامسة من عيد الكاريكاتير خصصت مساحة واسعة لتكريم الفنان الكبير أحمد طوغان، أحد أبرز روّاد الكاريكاتير فى مصر والوطن العربي، وصاحب البصمة الفنية التى مزجت بين الوعى السياسى والإنسانى وقدّمت رؤية ساخرة راقية شكّلت علامة فارقة فى الصحافة الفنية. فتكريم طوغان هو احتفاء بتاريخ طويل أثْرى الذاكرة البصرية، ورسّخ مكانة الكاريكاتير كفن قادر على تقديم قراءة نقدية للمجتمع بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق، معتبراً أن هذا الفن يلعب دورًا مهمًا فى توجيه الرأى العام وإثارة النقاشات حول قضايا الناس. وقد عكست الأعمال المشاركة – كما ذكر الفنان فوزى مرسي- قوميسير المعرض- تنوعًا بصريًا وفنيًا لافتًا، إذ جمعت بين النقد المرح، والفلسفة الساخرة، والطرح الإنساني، بما منح الجمهور تجربة غنية تُبرز قدرة الكاريكاتير على تناول القضايا الكبرى بلغة فنية جذابة قريبة من الناس. وأكد أن فن الكاريكاتير، بما يمتلكه من قوة تعبيرية وبساطة فى الوصول إلى المتلقي، يُعد أداة فعّالة للتوعية والتعبير عن هموم المجتمع وتقديم رسائل رصينة فى إطار فنى مرح وساخر. وجاء اختيار متحف محمود مختار، التابع لقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، ليكون مقرًّا لفعاليات المعرض هذا العام، ليعزز من حالة الاحتفاء بالمتاحف المصرية ويضعها فى بؤرة الاهتمام الثقافى والإعلامي، ليتكامل بذلك مع موجة الاحتفاء بالمتحف المصرى الكبير وما رافقها من فعاليات ثقافية واسعة تؤكد مكانة مصر كمركز عالمى للفنون والتراث. وكذلك ومن ضمن الأفكار البراقة أطلق قطاع الفنون التشكيلية رسائل يومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت مختارات من شعر أحمد شوقى عن الحضارة المصرية القديمة، فى صياغات بصرية ربطت بين الشعر والأثر والتاريخ. فحديث أحمد شوقى عن الحضارة المصرية القديمة كان جزءاً من مشروعه القومى والثقافى الذى هدف من خلاله إلى إحياء روح المصريين وربط حاضرهم بتاريخهم العريق. لذلك جاءت قصائده ومسرحياته حافلة بالرموز والشخصيات والأحداث المصرية القديمة، وقدّم فيها رؤية تربط المجد القديم بآمال المستقبل. ولعل من أشهر أبيات شوقى فى هذا السياق قوله فى قصيدة «مفاخر الفراعنة»، والتى قالت عنها جريدة «المقتطف» إن أحمد بك شوقى نظمها عندما اكتُشف مقبرة الملك توت عنخ آمون : «مشَتْ بمنارِها فى الأرضِ روما.. ومن أنوارِهم قبستْ أثينا.. ملوكُ الدهرِ بالوادى أقاموا.. على وادى الملوكِ محجَّبينا.. فربَّ مُصفَّدٍ منهم وكانت.. تُساقُ له الملوكُ مُصفَّدينا.. تُقيَّدُ فى الترابِ بغيرِ قيدٍ.. وحلَّ على جوانبِه رهينا». الجميل فى مبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير» أنها عكست بقوة مفهوم التشبيك الثقافى بين مختلف الجهات داخل الوزارة ومن بينها قصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان قطاع الفنون التشكيلية بقيادة د. وليد قانوش ، وأكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة غادة جبارة، وصندوق التنمية الثقافية برئاسة المعمارى حمدى السطوحى ودار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام. المتحف يستقبل زواره من مختلف الفئات لكن المشهد الأهم، والأكثر تأثيرًا، فى هذه المبادرة.. تمثل فى دمج طلاب المدارس والمعاهد والكليات الفنية من خلال تنظيم زيارات للمتاحف لطلاب التعليم الأساسي، والمعاهد الأزهرية، وطلاب الجامعات، وذوى الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، فى مختلف المحافظات، تؤكد أن الثقافة لا تُجزّأ، فالمتحف هنا لا يؤدى دورًا هامشيا ، بل يصبح جزءًا أصيلًا من العملية المعرفية بوصفه داعمًا للمناهج الدراسية ومكمّلًا لها.. فالطالما كان مشهد الأطفال يتجولون فى المتاحف ويتأملون اللوحات الفنية لكبار الفنانين مشهد تمنيت تحققه.. لأراه الآن أمامى عبر عشرات الزيارات التى يتم تنظيمها للمتاحف المختلفة والأمثلة على ذلك عديدة ، فمن خلال برنامج «أتوبيس الفن الجميل» التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة تعددت الزيارات إلى مختلف المتاحف ومن بينها زيارة وفد من طلاب معهد الخدمة الاجتماعية ومكتبة حلوان إلى متحف «محمد عبد الوهاب» بمعهد الموسيقى العربية برمسيس، كذلك قام وفدًا من طالبات المعاهد الأزهرية بزيارة إلى متحف الفن الحديث ، وقام مجموعة من الأطفال المتميزين بزيارة متحف الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون فى تجربة ثقافية متكاملة، جمعت بين التعريف بالتراث الشعبى المصرى وتنمية الحس الفنى والإبداعى لديهم. كما قام فريق كورال قصر ثقافة روض الفرج لذوى الاحتياجات الخاصة وذويهم كذلك بزيارة متحف الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بالهرم. وفى إطار التعاون بين وزارة الثقافة وقطاع المعاهد الأزهرية لتعزيز الوعى الثقافى لدى الطلاب استقبلت أكاديمية الفنون مجموعة من طلاب معهد منشأة أبو مليح الإعدادى بنين بمنطقة بنى سويف الأزهرية، كما استقبل متحف ومركز راتب صديق الثقافى وفدًا من طلاب مدرسة السماح الجديدة ومعهد الغمرى الأزهري، ذلك بخلاف الكثير من الرحلات التثقيفية وتوعوية لطلاب المدارس، ومن بينها على سبيل المثال زيارة طلاب مدرستى التعليم الأساسى بأبنود ومدرسة كوم المؤمنين بمدينة قفط إلى متحف ومركز الأبنودى للسيرة الهلالية بقنا وهو مثال بالغ الدلالة فهؤلاء الطلاب لم يطّلعوا فقط على مقتنيات متحفية، بل دخلوا إلى عالم السيرة الهلالية، ذلك التراث الشفاهى المسجّل باسم مصر فى اليونسكو، وتعرّفوا على معنى الحكاية الشعبية بوصفها ذاكرة جمعية. ما يميّز هذه الزيارات أنها لا تتوقف عند حدود الشرح والتجوال، بل تتجاوزها إلى المعرفة والممارسة الفنية من خلال ورش متنوعة كورش الحفر، والرسم، والخيامية والخط العربى وتنفيذ المجسمات الفنية المستوحاة من مقتنيات المتاحف، لتحوّل الزوار من الأطفال والطلاب إلى مشاركين فعليين. الثقافة فى الفضاء العام ومن أحد أهم أوجه المبادرة خروج المتحف من مكانه التقليدى إلى الفضاء العام، من خلال تعاون وزارة الثقافة مع قطاع النقل عبر بث مواد تعريفية على شاشات قطارات الخط الثانى والثالث لمترو الأنفاق، وكذلك القطار السريع، عبر رسائل بصرية وسمعية، تذكّرنا بأن الثقافة يمكن أن ترافقنا فى الطريق، وأن الفن لا يحتاج إلى موعد رسمي. فلم أكن وحدى التى سعدت بصوت محمد قنديل صباحًا، يتسلل بين زحام المحطات، فى إطار مبادرة «النيل عنده كتير» التى نظمتها وزارة الثقافة منذ فترة فى لفتة حضارية مكنت الركاب من التواصل مع ذاكرة النهر الخالد خلال رحلاتهم اليومية. وقد امتد التعاون بين الوزارتين وصولا لمبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير»، لتقدم المواد السمعية والبصرية التى تعرض مقتطفات من المتاحف، ومعارض الكاريكاتير، وصور الفنانين الذين زاروا المواقع الأثرية، كما تشمل المقاطع معرضًا تخيليًا للتصوير الفوتوغرافى يضم صورًا حقيقية ونادرة لعدد من الفنانين المصريين والعالميين الذين زاروا المواقع الأثرية المصرية واحتفوا بالتصوير معها، منهم: أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وعمر الشريف، وفيروز، وغيرهم. ويُضاف إلى ذلك لقطات تعريفية لعدد من المتاحف الثقافية والفنية والقومية التابعة لوزارة الثقافة، مع جولات سريعة داخل بعضها. سيلفى مع المتحف وأخيرا فإن الأنشطة ممتدة ومستمرة وقد أطلقت وزارة الثقافة مؤخرا مسابقة «سيلفى مع المتحف»، التى دعت المصريين لتوثيق تجربتهم الشخصية داخل المتاحف، عبر فيديوهات قصيرة تعكس علاقتهم بالمكان، فى محاولة لربط التراث بالوسائط الحديثة. المسابقة التى ينظمها المجلس الأعلى للثقافة متاحة لجميع المصريين ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر، سواء كانوا من الهواة أو المحترفين، حيث يشترط أن يقدم كل متسابق فيديو قصير تتراوح مدته بين دقيقة واحدة وثلاث دقائق، على أن يوثّق تجربته الشخصية داخل أحد المتاحف المصرية التاريخية أو الفنية أو الثقافية أو المتخصصة، مع ظهور المتسابق نفسه فى لقطة «سيلفى مع المتحف» باعتباره العنصر الأساسي. أعود مرة أخرى إلى تلك صورة عم رشاد، الممسك بيد زوجته.. لأنه لم يكن مجرد زائر، بل رمزًا لكل مصرى أدرك أن هذا المتحف هو ذاكرته، فحين تصل الثقافة إلى الجميع، نكون قد اقتربنا من معناها الحقيقي. نعم، فرحانين بالمتحف الكبير، وبكل ما هو جميل وأصيل وحاضر بيننا، ولأننا كذلك، نقدم الدعوة مع وزارة الثقافة لزيارة متاحف مصر كلها لأن الفرح يبدأ حين يتكامل الحاضر مع الماضى، وندرك أهمية ما لدينا من تاريخ .. ونفتح أبواب الثقافة على مصراعيها للجميع.