الإخوان غضبوا عليّ لأنى أظهرت وجههم الحقيقى أمام الشعب.. ولم أعين أيا من عناصرها بوزارة البترول.. حكومة قنديل كانت ترفض كل مقترحات الوزراء غير المنتمين ل«الجماعة» الإخوان طلبوا استبعاد 23 اسما من قيادات البترول ورفضت المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق في عهد حكومة الإخوان، يرى أنه ليس كل من كان في حكومة قنديل «إخوان».. ويؤكد أن البلاد لا توجد بها خطة لإدارة الأزمات، وهو على قناعة تامة بأن أنصار نظام مبارك يحاربون الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا يريدون له النجاح.. ويطالب بضخ دماء جدية وشابة في شرايين أجهزة الدولة، ويرفض تولى من تعدى سن ال 70 عاما أي مناصب قيادية.. مزيد من التفاصيل في الحوار التالي: كيف تفسر وجودك في حكومة هشام قنديل.. واتهامك حتى الآن بالأخونة؟ أنا لم أسمع هذا الكلام سواء عندما كنت وزيرا في حكومة هشام قنديل، أو بعد خروجى منها، وأنا لا أنتمى إلى أي تيار سياسي، خاصة تيار الإسلام السياسي، وإذا كنت أريد الانضمام إلى الإخوان لكنت فعلت أيام حكمهم ببساطة شديدة، ولم أكن على وفاق مع جماعة الإخوان المسلمين. لماذا لم تقدم استقالتك في ظل وجود الكثير من المخالفات القوية في حكومة هشام قنديل؟ أنا كنت أعلن عن جميع هذه المخالفات في جميع وسائل الإعلام، ومن ضمن هذه المخالفات هي تهريب البترول والسوق السوداء وتهريب البترول من خلال الأنفاق إلى قطاع غزة. وماذا كان رد فعلك على تهريب البترول ؟ أعلنت عن عمليات تهريب البترول والتي كانت تستهدف 15 % من الناتج اليومى للبترول في جميع وسائل الإعلام كانوا بيغضبوا منى لأنى كنت أظهر وجههم الحقيقى أمام الشعب، كانوا يحاولون إخفاء ذلك لأجل الانتخابات القادمة. هل تهريب البترول كان بمثابة المخالفة الوحيدة للجماعة فيما يخص الوزارة ؟ بالتأكيد لا لأنهم ارتكبوا العديد من المخالفات من ضمنها رغبتهم في عزل 23 قيادة من أهم قيادات الوزارة ولم أوافق على ذلك، ولكنى نصحت هذه القيادات بالعمل والجهد، وقمت بتغيير بعضهم لعدم قدرتهم على تحمل المسئوليات، ولم يخرج أحد من الوزارة من أجل الإخوان. سرقة البنزين كيف كنت تتعامل معها...؟ توجد أطراف مسئولة عن توزيع البنزين وهى أولا وزارة البترول، طبقا لما في قدرة الوزارة من إنتاج، ثم تأتى منظومة التوزيع التي توزع البنزين على محطات الوقود ومحطات الكهرباء، ولا بد من رقابة هذه العملية وهى من اختصاص وزارة التموين ومباحث التموين، وسرقة الآبار عن طريق المراكب وتهريبه للخارج هي وظيفة حرس الحدود، وأيضا تهريب البنزين والمواد البترولية عبر الأنفاق هي مهمة حرس الحدود، والشرطة. وما سبب ظاهرة تهريب البترول ؟ يرجع السبب إلى ظهور ظاهرة الأنفاق التي تم حفرها أثناء ثورة 25 يناير بسبب الانفلات الأمني الكبير، وكان اهتمام الدولة وقتها يكمن في منع المخالفات الكبيرة لكن بعد ثورة 30 يونيو الجيش ضرب الأنفاق بكل قوة حتى وصلت لقصفها بالطيران. وهل كنت تقدم تقارير للحكومة حول عمليات التهريب ؟ نعم كنت أقدم تقريرا أسبوعيا لحكومة هشام قنديل بالسرقات ولكن الرد كان يأتى بالشكل السلبى وبعض الكلمات غير المفهومة، وفى ذلك الوقت قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن تهريب الوقود عبر الأنفاق صنع 30 مليونيرا في قطاع غزة من تجارة الوقود. وما قيمة الأموال التي تسرق يوميا بالسوق السوداء ؟ نحو 100 مليون جنيه مصرى يوميا، وهذا رقم كبير وإذا تحول هذا الرقم إلى سنوى سوف يكون 36 مليار جنيه، وكل هذه الأرقام تحتاج أن تعيد الدولة النظر في الدعم المقدم، ومقارنة إلى بعض ميزانيات الوزارات الأخرى سوف نرى الفرق الكبير، بين هدر البنزين وميزانيات هذه الوزارات مثال ميزانية وزارة الصحة 27 مليار فقط، أما ميزانية وزارة التعليم فهى 64 مليارا فقط بكل أشكال التعليم الثانوى والعالي، ما يعنى أن هادر الوقود أعلى بكثير من ميزانيات هذه الوزارات. ومن إذا له مصلحة في عدم تفعيل كروت البنزين ؟ أصحاب المصالح يريدون عدم تفعيل كروت البنزين. ومن أصحاب المصالح من وجهة نظرك ؟ عدد كبير من الشخصيات البارزة بالدولة والذين يملكون شبكات التوكتوك والمركبات غير المرخصة، وهذه الشبكات قوية وتفعيل كروت البنزين سيوقف البيزنس الخاص بهم. أزمة الوقود في الشتاء متكررة، لماذا تكون بهذا الحجم؟ ببساطة شديدة تقوم بعض المزارع بسحب كميات كبيرة من الأنابيب فضلا عن مصانع الطوب. وما الكمية التي تستخدمها تلك المصانع في فصل الشتاء؟ مصانع الطوب تستخدم أكثر من 200 أنبوية في اليوم الواحد بما يعادل استخدام 100 أسرة شهريا، مع العلم أن الطوب لا يباع للمستهلك بسعر مدعم،، وطرحت لهذه المشكلة حلا جيدا وهو توصيل الغاز إلى تلك المصانع بشكل مدعم، وخصم الدعم على ثلاث سنوات، لكن للأسف الشديد وزارة المالية رفضت تمويل هذا المشروع. هل حقل الغاز الجديد الذي تم اكتشافه مؤخرا سيحل أزمة الغاز بالبلاد ؟ سيكون داعما لكن ليس الآن، عقب عدة سنوات ودعنى أقول لك إن غاز المنازل واستخدام المستهلكين الطبيعى لا يشكلان عبئا على وزارة البترول أو حجم إنتاج البترول، ولكن العبء الحقيقى هو تمويل محطات الكهرباء والتي تحتاج إلى مليارات الجنيهات لتمويلها بالغاز الطبيعى كما أنها تستهلك 75 % من إنتاج الغاز. ولماذا لا نعتمد على مصادر الطاقة المتجددة إذا ؟ بالفعل يجب أن نتبنى سياسة تنوع مصادر الطاقة بالنسبة لمحطات الكهرباء، لأن الدولة تكبدت خسائر في هذا الصيف 3 مليارات دولار، لكيلا تنقطع الكهرباء وكل هذا من ميزانية الدولة. مادامت توجد خسائر لماذا لا نفعل تلك المصادر إذا ؟ لأن وزارة الكهرباء لا تقتنع بمصادر الطاقة المتجددة، وهى مقتنعة أن دورها مقتصر على تحصيل رسوم السداد من المستهلكين فقط. ما تقييمك للمهندس إبراهيم محلب ؟ دعنى أقول لك إن المهندس إبراهيم محلب، هو «مقاول ناجح» وصديق لى منذ زمن، فهو ناجح جدا في المتابعات اليومية، وإنهاء الأعمال، لكنه اصطدم بالسياسة عندما عين كوزير للإسكان كما أنه لم يهتم بالخطط الإستراتيجية. وماذا عن أدائه كرئيس للوزراء ؟ عندما عين رئيسا للحكومة، افتقد أيضا إلى الخطط الإستراتيجية للدولة ككل هذه المرة، لكنه نجح في المتابعات الميدانية ولكن العمل الميدانى أضاع من وقته على حساب الخطط الإستراتيجية. وماذا عن شريف إسماعيل ؟ شريف إسماعيل هو أحد القيادات في قطاع البترول منذ فترة طويلة، عمل كوكيل لوزارة البترول ثم رئيسًا للشركة القابضة للغاز، ثم رئيسًا للشركة القابضة في الجنوب، ثم وزيرًا للبترول، وكان أحد أهم الأضلاع لإقناع الشركاء الأجانب في الاستثمار، وزيادة إنتاج البترول، في ظل وجود المديونية الكبيرة، ولعب دورا مهما أيضا في ملف التحكيمات الدولية. وما نسبة نجاحه بوزارة البترول ؟ شريف إسماعيل نجح بنسبة 90 % في حل مشاكل وزارته، في العامين السابقين، ونجاحه يؤهله إلى أن يكون رئيسا للحكومة في هذا التوقيت الحرج، فهو رجل فنى متزن، وهادئ الطباع ولديه إستراتيجية. هل سيشكل أحمد شفيق خطرا على نظام الدولة؟ لا أعتقد أن أحمد شفيق سيكون له تأثير قوي، في النظام الحالي، حتى إذا نزل الانتخابات الحزبية، أو بأى شكل سياسي، ولا يمثل خطرا على النظام، وخوف أحمد شفيق من الرجوع هو سجنه وهو لن يرضاه على نفسه حتى قبول حكم النقض، ونزول أحمد شفيق خطأ لأننا نريد الشباب وليس الكبار في السن، ونريد خلع عباءة مبارك، وطالبت قبل ذلك بأن يكون رئيس الوزراء سنه أقل من 55 سنة، ولكن دائما نظلم الشباب بعدم الخبرة، مع العلم أن هناك وزراء في دول أخرى شباب صغير وتوجد عندهم مشاكل طاحنة مثل اليونان، الشباب سيكون له نهج جديد في حل المشاكل، وعلينا دعمهم كأصحاب خبرات.