تناول الشيخ نشأت زارع، خطيب الجمعة بقرية سنفا التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، موضوع «عناية الإسلام بصحة الإنسان» في خطبة اليوم، مستشهدًا بمقولة «الصحة تاج فوق رءوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى». وقال «زارع»: إن الله خلق الإنسان خليفة في الأرض لمهمتين مقدستين، هما عبادة الله وعمارة الأرض، وحتى يؤدي الإنسان هاتين المهمتين على أكمل وجه يحتاج إلى صحة في الجسد وصحة للعقل، لذلك أمر الإسلام أتباعه بالحفاظ عليهما، وهذا فرض وواجب وحرم عليه كل ما يضر بهذا الجسد أو بذاك العقل، فحرم عليه المخدرات والمسكرات؛ لأنها تضر بالجسم والعقل معا، وحرم عليه أيضا تناول أي طعام يضر بالجسد مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، وأي ضار بالجسم فهو قطعا حرام. وأوضح خطيب الجمعة، أن هناك في دنيا الناس من يتمتع بالصحة والعافية والنشاط، ولا يرده ذلك إلى شكر النعمة، أو أن يزكي عن صحته بما يعود بالنفع على الناس والمجتمع، والأعجب من ذلك أن هناك من يتمتع بصحة مثل الحصان ولكنه يستخدمها في الإرهاب والضرر بالأوطان وفي التخريب؛ لأن عقله مريض ومصاب بفيروس عنصري أو طائفي أو مذهبي أو حزبي، وهذا أخطر الناس. وتطرق «زارع» إلى خطورة العناصر الإرهابية التي تستهدف الوطن خلال الفترة الحالية، قائلًا: «نحن نرى جماعات الإرهاب التي خربت البلاد العربية مثل سوريا وليبيا والعراق وغيرها، شبابا يتمتعون بصحة مثل الفرسان، ولكنها للأسف استخدمت في الخراب وليس في البناء والتنمية والإنتاج والعمل ونهضة أمتهم، وإنما استخدموها في الخراب والتدمير وتشريد العباد؛ وذلك لأن الجسد سليم والعقل مريض». واعتبر أن صحة الإنسان قسمان صحة الجسد وصحة العقل، فكما يصاب الجسد بالمرض يصاب العقل أيضا بالمرض، مؤكدًا أن مرض العقل أخطر الأمراض؛ لأنه مدمر، وهو ليس خطرا على النفس فقط، ولكنه خطر على المجتمع والبشرية، فمن سرق مالك فقد ظلمك، ولكن من سرق عقلك فقد قتلك، وإن الأمم يتوقف مصيرها على عقول أبنائها، فإذا كانت عقولا سليمة ناضجة إنسانية، فهنيئا لهذه الأمة التقدم والاستقرار. وأوضح أن القوة ليست قوة الجسد فحسب، ولكن قوة العقل والفكر وقوة الاقتصاد والقوة العسكرية التي بها تدافع عن أرضك وأمتك، فالإنسان لا تقاس قوته بالجسد فقط وإلا كان الحصان أفضل منه، فهو أقوى منه، ولا يقاس أيضا بضخامة جسده وإلا كان الفيل أقوى منه، وإنما القوة قوة متعددة في كل المجالات بتوازن دقيق. واختتم «زارع» خطبته بمقوله «الصحة تاج على رءوس الأصحاء، لا يعرفها إلا المرضى»، مضيفًا: «ومن رأى بلاء الناس هانت عليه بلواه، وهناك بلاء أهون من بلاء، وهناك شباب يتمتعون بصحة ما بعدها صحة، ومع ذلك يستخدمونها في أذى الناس، في سرقة الناس ونهب أموال الناس، وفي الشر، فهل هذا شكر النعمة؟».