سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خالد مشعل: حماس تتمنى كل الخير لمصر وشعبها وجيشها.. الحال العربي لا يجعل القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام.. إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار من الأولويات الملحة في أجندة الحركة
كشف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، خالد مشعل، أن تل أبيب طلبت من الحركة، عبر وسيط أوربي، الإفراج عن جنديين وجثتين لديها منذ معارك الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة صيف العام الماضي. الإفراج عن الأسرى وقال مشعل إن "حماس" امتنعت عن تقديم أي رد على هذا الموضوع، وأبلغت الوسيط أنها لن تبدأ أي شكل من التفاوض في شأن ما لديها من أسرى إسرائيليين، وبشأن عددهم وأحوالهم، موتى كانوا أم أحياء، أو تقديم أي معلومة في هذا الخصوص، قبل أن تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم، بعد أن تم الإفراج عنهم بموجب صفقة التبادل مع الجندي الذي احتجزته حماس سنوات، جلعاد شاليط، وتم تنفيذها في أكتوبر وديسمبر 2011. وفي حديث له أمام عدد من الإعلاميين في الدوحة، لم يقدم مشعل أي تفاصيل في هذا الموضوع الذي تتطرق إليه حماس للمرة الأولى وردًا على سؤال ل "العربي الجديد" عن الأسباب التي تحول دون حسم ملف المصالحة الوطنية بين حركتي حماس وفتح، بالنظر إلى مراوحته من دون تقدم جوهري، ينهي الانقسام الحادث في الساحة الفلسطينية، وما إذا كان الأمر يحتاج إلى "معجزة" في هذا الأمر الذي بات مملًا في المزاج الفلسطيني العام، قال مشعل إن تنفيذ الاتفاقات الموقعة في الدوحة والقاهرة ومخيم الشاطئ، ومنها اتفاق الإطار القيادي لمنظمة التحرير، كاف لإنهاء هذا الانقسام، والاتجاه إلى خطوات عملية تدفع ترتيب البيت الفلسطيني باتجاه الإنجاز الوطني الذي يتطلع إليه الشعب الفلسطيني. منطق الشراكة وأكد مشعل أن منطق الشراكة هو الذي ينبغي أن يسود الحالة الفلسطينية، وليس صندوق الاقتراع الانتخابي وحده، وقال إنه ليس في وسع حركة حماس أن تنهي حركة فتح، لا بالحق في ذلك ولا بالقدرة عليه، كما أنه ليس في مقدور "فتح" أن تنهي "حماس"، لا بالحق في ذلك، ولا بالقدرة عليه. وأوضح أن الحركة الإسلامية قامت بمراجعات لأدائها، وتقرّ بأنها أخطأت في بعض المحطات وفي بعض التقديرات، والمطلوب من الطرف الآخر أن يكون جديا وجادًا في شأن المضي في تنفيذ استحقاقات الاتفاقات والتفاهمات مع "حماس"، بروح ديمقراطية وتشاركية ووفاقية، بالذهاب إلى تنزيل الخطوات العملية التي نصت عليها هذه الاتفاقات في الواقع، وأكد أن وجود إرادة فلسطينية لحسم نهائي لمصالحة حقيقية وعملية يحقق هذا الأمر ببساطة، ومن دون أي وسطاء. الحال العربى وأشار إلى صعوبة الأحوال العربية، وأن الحال العربي في اللحظة الراهنة لا يجعل القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام والأولويات، إلا أن مشعل أكد أنها تبقى قضية حاضرة في كل تفاصيل الأمة. هجمات سيناء من جهةٍ أخرى، شدد على أن "حماس" لا تتدخل في الشئون الداخلية لأي بلد عربي، وتتمنى كل الخير لمصر وشعبها وجيشها، ويستحيل أن تقوم بأي عمل يؤثر على أمن مصر واستقرارها، لافتًا إلى أنه لم يتأكد أي دليل على تورط أي عنصر من حركة حماس في الجرائم التي استهدفت الجيش المصري، أخيرًا، في سيناء. كما أشار إلى أن أمن مصر القومي ركن أساسي في منظومة الأمن العربي، وإن الحفاظ عليه وحماية مصر وشعبها وجيشها، شأن مركزي لدى حماس التي تأمل أن يستعيد الحال العربي عافيته، بعد أن غاب القطب المرشد والقيادي والمرجعي لهم، في وسط هذا التشوش الراهن. إعمار غزة كذلك، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، أن قضية إعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار عليه من الأولويات الفلسطينية الملحة في أجندة حماس، وأن المشكلات العديدة في القطاع ينبغي أن تكون همًا فلسطينيا رئيسيًا، موضحًا أن الحركة لا تطلب حربًا مع إسرائيل، لكنها تعمل على تحصين جاهزيتها للدفاع عن شعبها، وحماية المقاومة، ولهذا فإنها عملت على تمتين قدراتها القتالية، وترميم ما أصابها في العدوان الإسرائيلي في صيف العام الماضي.