وكأن الدنيا ضاقت عليهم بما رحبت، فلم يجدوا أمامهم سبيلا لتحقيق الثراء سوى الاتجار في لحوم البشر.. انساقوا وراء شيطانهم، فزين لهم انتزاع أعضاء «الغلابة» من الفقراء والمتسولين مقابل جنيهات قليلة، وبيعها للمرضى الأثرياء من العرب والمصريين مقابل عشرات الآلاف. تجار لحوم البشر تواطئوا مع قلة من الأطباء معدومي الضمير في عدد من المستشفيات الشهيرة بالقاهرة والجيزة ومدينة 6 أكتوبر، فشاركوهم جرائمهم البشعة. وقبل أيام سقطت فى قبضة أجهزة الأمن شبكة دولية لبيع وشراء «الكلى».. تتزعمها سيدة تدعى صباح ويشاركها عدد من السماسرة بينهم رجل أردنى مقيم فى مصر منذ ست سنوات، وعدد آخر من السماسرة المصريين.. وتتخذ من ميدان السيدة زينب خصوصا المناطق القريبة من المسجد مسرحا لمزاولة نشاطها، ونجح أفراد العصابة فى استدراج المئات من المتسولين والبنات الهاربات والباعة الجائلين، وزوار السيدة من الفقراء وأصحاب الحاجات، واستطاعوا سرقة أعضائهم وألقوا بهم مرة أخرى إلى الشارع، فمات منهم من مات، ومن عاش عانى المرض والذل. محقق «فيتو».. تابع القضية منذ بدايتها، ومن خلال بحثه توصل لمعلومات غاية فى الخطورة، أهمها أن المتهمين الذين ألقى القبض عليهم مؤخرا ليسوا إلا جزءا يسيرا من شبكة ضخمة تنتشر فى كل ربوع مصر سعيا وراء الفقراء لسرقة أعضائهم، والدليل على ذلك أن صحفية الجريدة أجرت حوارا مسجلا بالصوت والصورة مع أحد السماسرة فى منطقة بشتيل قبل أكثر من عام بعد إقناعها برغبتها -اى المحررة- فى بيع كليتها، وشرحت السيدة خطوات البيع والشراء بالتفصيل. وفى القضية الجديدة أكدت إحدى الضحايا أنها اتبعت نفس الخطوات التى ذكرتها سمسارة بشتيل، ولكن مع سمسار آخر التقته فى ميدان التحرير.. معنى ذلك أن سماسرة العصابة منتشرون فى كل مكان ولكنهم لا يعرفون بعضهم البعض. المحقق فى الموضوع التالى يعرض نص الحوار المسجل واعترافات الضحية الجديدة.. أيضا انتقل إلى ميدان السيدة زينب وتحدث مع الباعة الجائلين وبعض الأهالي فكشفوا له تفاصيل مذهلة فى قضية « بيع لحوم البشر».