يتمتع عامل النظافة فى الدول الأوروبية بقدر كبير من الاحترام والتقدير لمعرفة هذه الشعوب بقيمته كجندى مجهول فى إظهار الجانب النقى لشوارعهم ومنازلهم، لكن عمال النظافة فى مصر تواجههم نظرة دونية من المسئولين والمواطنين لا يذكرهم أحد حتى رئيس الجمهورية تحدث مراراً وتكراراً عن سائقى التوك توك ولم يذكر عمال النظافة. «فيتو» التقت عمال النظافة لمعرفة مطالبهم وأسباب معاناتهم فكانت الصدمة، عندما اقترب محرر الجريدة من بعض عمال للنظافة للتحدث معهم قلت: «أنا صحفى وعايز اتكلم معاكم وأعرف مشاكلكم». فاقترب اثنان منهم وقالا « يابيه حضرتك بتتريق علينا ولا بتتكلم جد أصل أحنا محدش بيسأل فينا ولا بيقرب مننا غير لما يكون هيعطف علينا، ومن بعيد زى ما نكون جربة»، فقال له المحرر «والله أحنا نازلين علشانكم وعايزين نسمع منكم، وممكن حد من المسئولين يشوف اللى هنكتبه ويساعدكم» وهنا انهمر الرجل فى البكاء فسأله المحرر «بتبكى ليه يا عم الحاج» فقال: «والله يابنى كان نفسى اضايفك واشربك شاى على القهوة بس العين بصيرة والايد قصيرة» فقال له المحرر «هنقعد معاكم على الأرض يا عم الحاج». ووسط دموعه قال أحدهم: «نفسنا نأكل لحمة زى الناس، لينا سنين مشمنهاش، وحتى الفراخ اللى بيقولوا عليها رخيصة بنجيب الهياكل بتاعتها لأنه مفيش فلوس نجيب فراخ حقيقية» وملابس أولادنا ينجبها من الزبالة والسبب فى ذلك أن عامل النظافة كان يحصل على 003 جنيه مرتب شهرى و003 جنيه حوافز، وبعد الانتخابات الرئاسية قامت الدولة بإضافة المرتب على الحوافز ليصبح الإجمالى 006 جنيه، ترتب عليه إلغاء ال002٪ زيادة التى تحدث عنها الرئيس وبدل العدوى لم نحصل عليه نهائيا. فتحى فريد - عامل النظافة - أكمل حديثه قائلا: كل ما نريده هو الحصول على حقوقنا والتعامل معنا على أننا بشر نريد رعاية صحية لأن أغلبنا مصاب بأمراض خطيرة بسبب العمل فى جمع القمامة، حتى أبسط حقوقنا وهى الكمامات الواقية لا يتم صرفها لنا، كما لا توجد الآلات الحديثة، ونعمل ب«المقشة والمقطف» ومعرضين لجميع أنواع الإصابات من بقايا الزجاج، حتى أن زميلاً لنا تم بتر ساقه بعد دخول زجاجة ملوثة فى قدمه، وبسبب «قلة الحيلة مقدرش يكشف واتسممت رجله وقطعوها».