بين أدب الطفل وفنون المسرح، وتأثير كل واحد منهما عليه، جاءت ورقة الكاتبة ميثاء الطنيجي التي قدمتها أمس في الندوة الفكرية، وحملت الندوة عنوان "أدب الطفل والمسرح"، في مقهى الثقافة على هامش فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي اختتم دورته السابعة أمس في مركز اكسبو الشارقة. واعتمدت ميثاء في الندوة على خبرتها وتجربتها في الكتابة للطفل والمسرح على حد سواء، حيث اعتبرت أن هناك فرقا كبيرا بين الكتابة للمسرح وكتابة القصة، وأن لكل واحدة منها عالمه الخاص، ورغم ذلك نجح الطفل في الدخول اليهما والإبداع فيهما، وبينت ميثاء في الندوة التي أدارتها كريمو السعدي، طبيعة الفرق بين المسرح وقصة الطفل، وقالت: "القصة لها أساسيات معينة من حيث المقدمة والعقدة والنهاية ويجب الالتزام بها، فيما يعتمد المسرح على فنيات أخرى مختلفة، ويحتاج إلى خشبة للعرض كما يحتاج إلى وقت أطول للاستعداد والتدريب". وأوضحت ميثاء أن قصص الأطفال تحتل مكانة عالية في عالم القصص على مستوى المنطقة العربية والعالم، فهي صاحبة تأثير كبير على الطفل، وهو ما عرفه الأدب العربي منذ القدم، وقالت: "للقصص تأثير نفسي على الطفل، فهي تساهم في تنمية ثروته اللغوية وتوسع من خياله وتصقل أفكاره". وأشارت إلى أن قصص الأطفال في الإمارات تتشعب لتشمل أنواعًا مختلفة منها قصص شعبية وخيال علمي ومغامرات وبطولة وتاريخية، وأكدت أن نوعية قصص الأطفال الموجودة في الإمارات تركز على البعد الاخلاقي والمعنوي، منوهة إلى تجربة الإمارات في اشراك أطفال المدارس بكتابة القصة، والتي مكنتهم من تصوير ما يدور في خواطرهم، وقالت: "لقد أثبتت تلك التجربة نجاحها، وكشفت عن وجود الكثير من الطلبة الذين يعشقون الكتابة والأدب، وهذا دليل على أن الطفل يعرف عالمه جيدًا وبالتالي فهو قادر على التميز في هذا المجال". وأكدت ميثاء أن المسرح المدرسي في الدولة متميز، لا سيما وأنه يحظى بدعم صاحب الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقالت: "لدينا الكثير من المواهب في مجال المسرح، فمنهم من برع في كتابة النص، وآخرون أثروا التوجه نحو الأزياء والإخراج والديكور". وأشارت إلى أنه يمكن ايصال الرسائل المطلوبة للطفل من خلال المسرح وذلك لقدرته على جذب الطفل، وقالت: "من خلال تجربتي فان مسرحيات الطفل هي الأكثر نجاحًا على مستوى الدولة، لأن الطفل قادر على تقمص الشخصية التي يتطلع اليها، ويتعامل معها بحرفية كاملة، لأنه يعتبرها في الكثير من الأحيان جزء من عالمه الخاص"، وأضافت: "علينا الإقرار بحقيقة أن الطفل ذكي ولا يمكن خداعه بأي طريقة، وفي حالة شعوره بذلك، فسيبتعد عنا".