يلعب أدب الخيال العلمي دورا مهماً في صقل مواهب الاطفال وتنمية تفكيره"، قاعدة أكدت عليها الكاتبة الدكتوره نعيمه حسن النجار الحائزة على شهادة الدكتوراة في طرق وإعداد مناهج التعليم، خلال الندوة التي قدمتها تحت عنوان "الخيال العلمي وأدب الأطفال"، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، في مركز اكسبو الشارقة، ويستمر حتى 2 مايو المقبل، حيث تأتي هذه المحاضرة في إطار أهداف المهرجان الرامي إلى غرس حب القراءة بين الأطفال واليافعين في الدولة. في حديثها قالت د. نعيمه حسن التي تمتلك العديد من دواوين الشعر ومجموعات القصص: "للخيال دور كبير في قصص الأطفال، وهو أمر لا يحتاج إلى اثبات، ذلك لأن الخيال في قصص الأطفال في أحيان كثيرة يتوسع ويكبر حجمه لدرجة يصل فيها إلى ضرورة كبح جماحه واعادته إلى جادة الصواب". وأضافت: "يجب على الكاتب أن يتعرف على ألوان الخيال بحيث تتناسب مع الأطفال في مراحل نموهم المختلفة خاصة في أنواع القصص التي تدور في إطار الخيال الايهامي وتلك التي تدور في فلك الخيال الحر الذي عادة ما يوجه للأطفال في المراحل المتوسطة والكبيرة". وكون قصص الخيال العلمي أصبحت تعد حالياً أدباً مستقلاً بذاته، فقد عملت د. نعيمه خلال الندوة على التفريق بين أدب الخيال العلمي والقصص العلمية،مشيرة إلى أن الأول يدور في فلك المستقبل، فيما الثانية تتناول الماضي والحاضر من خلال التركيز على العلماء وانجازاتهم التي توصلوا إليها.ودعت د. نعيمه الأدباء المتخصصين في كتابة الخيال العلمي إلى ضرورة مراعاة التوازن والحكمة عند كتابتهم للقصص الخيالية وعرضها، وذلك لأن من شأنها المساعدة على تنشئة الطفل نشأة سوية، بحيث لا يصرفهم خيال القصص عن واقع الحياة، إنما يساعدهم على ممارستها بشكل صحيح دون حرمانهم من الخيال والاستمتاع به. وأكدت أن انجذاب الطفل ناحية قصص الخيال العلمي نابع من قدرتها على إمتاعه بالإضافة إلى قدرتها على إشباع خياله. وقالت: "من شأن هذه القصص تنمية خيال الطفل وفتح أفاق كبيرة أمامه، فهي تعينه وتثري تفكيره، وتدربه على الحياة"، مؤكدة في هذا السياق، أنه عبر القصص الخيالية يمكن تربية الطفل على القيم الحياتية التي يسعى الأباء إلى زرعها في ابنائهم. وشددت د. نعيمه على ضرورة أن يكون مؤلف القصص الخيالية على دراية جيدة بالمعلومات والحقائق العلمية التي يقدمها في أعماله،كما يجب أن يكون على دراية جيدة في استشراف المستقبل، مشيرة إلى امكانية توظيف القصص الخيالية في تمرير المعلومات العلمية للطفل، بحيث تتحول إلى طريقة معرفية. د. نعيمه أشارت في ورقتها إلى تعريف الخيال بأنه قدرة ذهنية على تكوين صورة مختلفة لم يمر بها الفرد من قبل، ولكنها منتزعة من خبرات الفرد، وهي تنصب على موضوع معين اما ان يكون مرتبطاً بالماضي أو بالحاضر أو حتى المسقبل، وقالت: "رغمأن أدب الخيال العلمي يتحدث عن منجزات لم يتوصل إليها الانسان بعد، إلا أنه أصبح قادرا على إنارة الأفكار أمام العلماء نحو المستقبل، الأمر الذي حول أدب الخيال العلمي إلى علاج للقطيعة بين الفن والعلم". خلال الندوة، كان لا بد من المرور على تاريخ ادب الخيال العلمي، وهو ما أشارت اليه د. نعيمه حسن بقولها: "يعتبر الخيال العلمي أحد الانماط الادبية الحديثه، وقد نشأ في القرن التاسع عشر ونما وترعرع في القرن العشرين في البلدان الصناعية المتقدمة مثل اميركا واوروبا والاتحاد السوفيتي سابقاً، وخلال القرن العشرين بلغ هذا الأدب أشده وأصبح له كتابه ونقاده وجمهوره". وأشارت إلى أن أدب الخيال العلمي تعرض خلال مسيرته الى النقد والتجريح ما دعا الكثير من أولياء الأمور والمربين إلى تحريمه على ابنائهم. وقالت: "بقدر ما كان لهذا الأدب من أعداء إلا أن قراءه تحمسوا لابراز فوائده ومواطن قوته، واستطاعوا أن يحلوه في منزله لائقة، لأنه أصبح يعتبر منهج تفكير يسعى لحل مشاكل الإنسان بطريقة علمية ويعمل على تنظيم حياته في المستقبل، ويحذره من الاخطار المحيطة به"، مؤكدة أن النقاد أصبحوا يعتقدون أن أدب الخيال العلمي هو بمثابة "أدب المستقبل".