«شفاعات» هي تلك المرأة المتسلطة التى تمتلك جاذبية ورغبة ملحة فى اصطياد الرجال وإمام بلتاجي حسن هو ذلك الشاب القروي الذى باعت أمه آخر ماتمتلك بقرة، لكى يكمل تعليمه فى القاهرة، يأتي إمام بفحولته ليستأجر غرفة فى منزل مدير السرجة - عبد الوارث عسر - فتعلم شفاعات بالصيد السمين، فترسل حبال غوايتها لتصطاده، يسقط إمام مع أول قذيفة ترسلها شفاعات ليصبح أسيرها. تنفرد شفاعات - تحية كاريوكا في فيلم «شباب امرأة» - بالشاب إمام - شكرى سرحان - ولاتتركه حتى تنهار قواه، وعلي الجانب الآخر تمثل شادية عنصر الإنقاذ للشاب.. لتخلصه من براثن التسلط الصارخ من قبل شفاعات، وبين شد وجذب، وفى دراما مثيرة للعبقرى الراحل صلاح أبو سيف، ينتصر فى النهاية إمام على شفاعات، التي ينتهي بها المطاف تحت أقدام بغل السرجة الذى يدوسها حتي الموت . قطر هي «شفاعات» وإمام هو «مصر» وشادية هى الثورة الحقيقية التي تنقذ الجميع، وعبد الوارث عسر هو التاريخ الذى يضع كل واحد فى حجمه الطبيعى، قطر تنسج خيوط عنكبوتها حول مصر المنهكة بحكم الولادة الجديدة، ترغب فى الانفراد بها، لتحقيق مافشلت إسرائيل فى تنفيذه، علي مدار وجودها غير الشرعي في المنطقة، قطر لم تنسج خيوط الغواية علي مصر وحدها، بل فعلت ذلك في تونس، وماهو أبعد من ذلك في ليبيا، عندما قاتل ابناؤها مع صفوف قوات حلف الناتو نصرا للغرب وأمريكا على أشقائنا في طرابلس . غواية قطر ربما تجد آذانا مصغية لها، وربما تجد استسلاما غير مقنع من حكام مصر الجدد، غير أن ذلك لن يستمر، فالتاريخ أحق بالولاية، ولن تكون قطر، أو غيرها أصحاب ولاية على بلد صاغ عقل العالم، ونقل البشرية من خانة الكهوف إلي المدنية، وستبقي غوايتها محل شك، مهما كان الشاب «إمام» منهكا، أو غائبا عن وعيه. قد تعاني مصر من أزمات اقتصادية، ولكنها لاتبيع نفسها لشيطان رجيم، و«شفاعات» لم يكن لها تاريخ سوى الإيقاع برجال من أجل فحولتهم، تمتص رحيقهم، وتلقى بهم فى سلة التاريخ، كما فعلت مع عبد الوارث عسر ،قبيل ظهور البطل الحقيقى، البطل الذي تقوده «ثورة شادية» لانتفاضة تسقط عنه وهم الاستسلام، وتعيده إلى طريق العلم الذى تجهله »شفاعات» . شفاعات التى لقيت مصيرها تحت حوافر بغل، ترسم طريق علاقات غير متوازنة بينها وبين مصر، علاقات غير شرعية، لأنها مبنية على فحولة فجة، وعهر مكشوف أمام التاريخ، ومصر برشاقتها، وحيويتها، ترفض أن تغمى عينيها لتدور بسرجة، يعود خيرها لغيرها، تأبى أن تتحول إلى وطن للإيجار. فحولة مصر تكمن في أحجارها، في تاريخها، في "أبو الهول"، والأهرامات، وتاريخ تليد لم يبنه أصحابه ليكون رهن عاهرة تمارس الفُجر فى أبشع صوره، ولن تكون صخوره رهن حكام أفلسوا، فتاجروا بفحولة بلادهم، ونضرتها، ورشاقتها، وحيائها، وبريقها. وقد كان انتصار الشاب إمام بلتاجى حسن، وسيكون انتصار مصر، وليد حقيقة كونية مفادها أن التاريخ ليس للإيجار، والأوطان الحرة تجوع ولاتبيع ، تضعف ولاتهن ، ترهق ولاتركع ، تزبل ولاتموت ، تهدأ ولاتتوقف.