عباس محمود العقاد أديب ومفكر وفيلسوف، عملاق فى حياتنا الأدبية والفكرية، يعتز به العرب عامة ومصر خاصة. ولد العقاد فى أسوان 1889، نال الشهادة الابتدائية وعمل بالقسم المالى بمحافظة قنا، واتجه إلى كتابة المقالات فى صحف البلاغ والدستور والمؤيد والبيان ضد الطغيان والاستبداد والحاشية والملك، عين بمجلس الشيوخ ونال مكانة ممتازة بين الكتاب والسياسيين. اتخذ العقاد السياسة وسيلة لتحقيق الحرية، حرية الوطن والمواطن، وأثبت من خلال كتبه أن الإسلام هو الذى أنشأ فكرة الديمقراطية. لم يكتب العقاد فى السياسة فقط بل ترك لنا 14 دراسة فى الترجمة والفلسفة والسياسة وعشرة دواوين فى الشعر و19 دراسة فى الاجتماع والأدب و11 كتابا فى النقد واللغة كما قدم العبقريات محمد وخالد وعمر والصديق فرسم صورة عقلية لكل منهم، وألف كتابا عن حياة المسيح فيه تحليل دقيق لرسالته. كتب عن حياته الشخصية كتابه (أنا) وكتب عن حياته السياسية والأدبية كتابه (حياة قلم) وعبر عن الحب بأصدق معانيه فى روايته الوحيدة (سارة).. ولانشغاله بالسياسة لم يتزوج وكان يقول "كيف اتزوج وتصبح زوجتى أرملة من بعدى، وأحب الأطفال وكان يقول عنهم "من لم يتعلم حقائق الضمير الإنسانى من الأطفال فما هو بمستفيد شيئا من علوم الكبار " كان العقاد شديد الصلة بأدباء مصر ومفكريها وحين سقط طه حسين مريضا أثناء اجتماع مجمع اللغة العربية بكى العقاد بكاءً شديدا وقال "لاحياة لى لو مات طه حسين فمن لى بعده أحاوره واختلف معه، فليس بعده فارس أنازله وليس بعد سيفه سيف أبارزه" ورثاه الدكتور طه حسين عند وفاته بقوله "لقد ملأت الدنيا وشغلت الناس".