قف انتباه منك له له له ، نحن في رحلة أبواب القاهرة ، وأظنكم جميعا أيها القراء الذين وافقتم على الذهاب معي إلى أبواب القاهرة قد أكلتم طعام الغداء وشبعتم من الوليمة التي أعدها لنا الأستاذ حسام صبري صاحب الجريدة ، أدعو له ادعو له يطوِّل عمره يزهزه عصره ينصره على من يعاديه هاي هيأ ، وبعد أن فرغنا من الغداء هيا لنذهب إلى باب اللوق، هل تعرفون باب اللوق ؟ خدوا بالكم أنا أتحدث عن باب اللوق عندما كان واحدا من أبواب القاهرة العظيمة التي كانت تخلب الألباب، وكما قلت لكم في بداية الرحلة فإن للقاهرة أبواب كثيرة تكلمت معكم عن باب زويلة والآن انظروا عبر التاريخ إلى باب اللوق، هل تصدقون أن التاريخ يحكي لنا أن نهر النيل كان يجري في هذه المنطقة ثم انحسر عنها ، ويقول المؤرخون إن هذه الأرض لما انحسر عنها ماء النيل كانت أرضًا لينة ، لذلك يرى البعض أن اسم « لوق « قد جاء من اللين، لأن قواميس اللغة تقول : لاق الشيء يلوقه أي يجعله لينا ، وأراضي اللوق هذه كانت بساتين ومزروعات ولم يكن بها في القديم بناء البتة ، وأوّل ما بنيت الدور للسكن في اللوق كانت أيام الملك الظاهر ركن الدين بيبرس. وكان أعظم البساتين في باب اللوق هو بستان أحد الأمراء المصريين اسمه ابن ثعلب ويقول المؤرخون إن بستانه كان عظيم القدر مساحته خمسة وسبعون فدانًا فيه سائر الفواكه بأسرها وجميع ما يزرع من الأشجار والكروم والنرجس والورد والياسمين ومن وقتها يعتبر شارع البستان من أشهر شوارع باب اللوق.? ولكن التفسير اللغوي لكلمة اللوق لا يُقنع معظم المؤرخين، فأهل القاهرة لم يكونوا يطلقون أسماء شوارعهم وأبوابهم وفقا للقواميس والمعاجم اللغوية ، ولكن أهل التاريخ العارفين ببواطن الأمور يقولون لك كلمة في سرك يا عزيزي القارئ وأرجو ألا تخبر بها أي واحد من الذين لم يأتوا معنا في هذه الرحلة ، فعندما تم إحاطة منطقة اللوق بسور القاهرة العظيم كان لا بد أن يكون له باب من هذه الجهة ، وسبحان الله يا سيد منك له له له ، لأن هذه المنطقة كانت لينة وفيها الكثير من المزروعات فقد كان تجار النوق أي الجِمال الذين يأتون من خارج القاهرة يدخلون من هذا الباب، فقد وجدوها فرصة لتستريح نوقهم في هذا الموضع وتأكل من المزروعات وترتوي من الماء ، لذلك كان سكان القاهرة يطلقون على هذا الباب « باب النوق « ثم تم تحريف النطق مع مرور الوقت لتصبح « باب اللوق « .