- " اللوق " يعني الأرض اللينة وذلك يعني أن منطقة باب اللوق كان يغمرها فيضان النيل فتصبح لينة . - وكانت أرض اللوق بساتين ومزروعات خالية من البناء حيث يفيض النيل عليها فتتعذر إمكانية البناء عليها ثم حدث أن انحسر النيل عنها فتشجع الناس علي بنائها. - وقد بدأ القاضي الفاضل البناء فيها إذ اشتري قطعة كبيرة من الأرض وعمرها وجعلها وقفا علي العين الزرقاء بالمدينة المنورة ،وعرفت المنطقة المستصلحة في أرض اللوق ببستان ابن قريش ، وكان إيراد الوقف يصل إلي العين الزرقاء لتنظيفها وتنظيف مجاريها . - ولما انحسر النيل تماما عن أرض اللوق اتصلت بالمقس " المقياس " وسار ما بينهما يعرف بظاهر اللوق ، وتضم مساكن وبساتين هي بستان ابن ثعلب ومنشأة ابن ثعلب وباب اللوق وحكر قردمية وحكر كريم الدين ورحبة التين وبستان السعيدي وبركة قرموط وخور الصبعي . - وفي العصر المملوكي بدأ تعمير أرض اللوق بالمساكن ، وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس ، إذ وجد فيها طائفة من المغول جاءوا مستأمنين فأحسن الظاهر بيبرس استقبالهم وأنشأ لهم بيوتا في أراضي اللوق وأنعم عليهم بالوظائف والعطايا . فلما عرف التتار الآخرون ممن أسلم جاءوا تباعا إلي بيبرس يطمعون في كرمه فتكاثروا في مصر وتكاثرت بيوتهم في أرض اللوق ، وأعطيت لهم الاحكار لتعمير المكان . فانتشر العمران في أرض اللوق من يومها . - وكان من معالم أرض اللوق بستان ثعلب أو الحكر الخاص به وكانت مساحته خمسة وسبعين فدانا فيه سائر الفواكه بأسرها من النخل والكروم والنرجس والورد والنسرين والياسمين والخوخ والكمثري والنارنج والليمون التفاحي والليمون الراكب والليمون المختن والجميز والقراصيا والرمان والزيتون والتوت الشامي والتوت المصري والتمر حنا والمرسين والبان وغير ذلك ، وفي داخله مندرة " منظرة " وعدة مساكن . وكان يتبع بستان ثعلب " حكر ثعلب " بركة قرموط وأرض الخور ، وكان علي البستان سور مبني وله باب جليل . - وابن ثعلب صاحب البستان هو الأمير الكبير فخر الدين بن ثعلب الجعفري الذي عاش في أيام الملك العادل الأيوبي ، وله مدرسة علي رأس حارة الجودرية بالقاهرة . وانتقل البستان من بعده لابنه الأمير حصن الدين ثعلب فاشتراه منه السلطان الصالح نجم الدين أيوب بثلاثة آلاف دينار مصرية وذلك في رجب سنة 643ه وكان باب هذا البستان في الموضع الذي حمل اسم باب اللوق .. وانتهي هذا البستان الضخم بتقسيمه أرضا للبناء بعد أن بقيت منه قطعة بستان صغيرة للأمير المملوكي أرغون أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون علي شاطئ الخليج الناصري ، ومكانه الآن شارع الخليج المصري أو شارع بورسعيد بالقاهرة . - وعلي أنقاض البستان وغيره ظهرت منطقة باب اللوق كقطعة من أرض اللوق.. وذلك بعد سنة 740ه. والأصل فيه باب كبير عليه طوارق حربية مدهونة بمثل المعتاد في أبواب القلعة والقاهرة ، وكان يقال له باب اللوق بسبب وقوعه في أرض اللوق. ثم أنشأ القاضي ابن المغربي قيسارية للبيع الكتان وهدم ذلك الباب وجعله في ركن القيسارية القبلي .. وحملت المنطقة اسم باب اللوق.