اقرأ هذه الحكاية واكسب رحلة مجانا: كان يا ما كان يا سعد يا إكرام.. انتظر يا أخ . خير إن شاء الله؟ هل ستحكي حدوتة؟ أي نعم .. إذن صل على النبي قبلها، ما يطيب الكلام يا أخي إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام . عليك الصلاة والسلام يا نبي . كانت هناك القاهرة، كانت وما زالت، ولكنها لن تزول، يقول الراوي القديم "عم حدوتة" صاحب اللحية البيضاء إن المنجمين هم الذين أطلقوا عليها اسم القاهرة، بعد أن تم بناء المدينة وضع المنجمون جرسا وربطوا به أحبالا، ويشاء العليم القدير أن تهبط الغربان لتقف على الحبال. يا ساتر يا رب، غربان!! لماذا لم تهبط العصافير أو البلابل؟ لأن العصافير لو هبطت لما شعرت بها الحبال، ولما هبطت الغربان في الليل تألمت الحبال، فشدت الجرس، فدق ثلاث دقات، فنظر المنجمون في السماء، فوجدوا نجما من النجوم اسمه القاهر يجري في السماء سريعا، فقالوا هذا هو الاسم، هذه هي مدينة القاهرة، ومن وقتها صارت القاهرة، تقهر الأعداء ويقهرها حكامها، ولأن أهلها يحبون الأمان صنعوا لمدينتهم أبوابا، ومن الأبواب يدخل الناس الطيبون، ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. : وما هي هذه الأبواب؟ : تعالوا نذهب إليها في رحلة جميلة لطيفة خفيفة . هيا أيها القراء، أنتم يا من تمسكون صحيفة "فيتو" الآن، منك له له له، قفوا صفا واحدا، ولا تخافوا من شيء فمصر لا يتوه فيها إلا من أراد بها شرا، سنذهب الآن في تلك الرحلة إلى أبواب القاهرة، تأملوا مصر العظيمة، ارجعوا بعجلة الزمان إلى زمان مضى إلا أنه ما زال يترك آثاره في حنايا قلوبنا . بداية كان يحيط بالقاهرة سور كبير يحمينا من غوائل الأيام وشر الغزاة .. كان السور يحتوى على عدة أبواب من مختلف الجهات، يمر منها من يريد دخول القاهرة التي كانت عاصمة للفاطميين في عهد المعز لدين الله الفاطمي. انظروا، ها هو باب زويلة في الشمال، وبوابة النصر وبوابة الفتوح من الغرب، وأبواب أخرى منها باب القنطرة وباب سعادة، أظنكم ترون الآن الصناع والعمال المهرة وهم يشيدون أبوابا أخرى في السور الذي امتد بعد توسيع القاهرة لأول مرة على يد أمير الجيوش المملوكي(بدر الجمالي) لكي يحيط بالمناطق المنشأة خارج نطاق القاهرة الأولى . يا الله، ما هذه الروعة إن جدودنا يخلبون ألبابنا بأبوابهم، ها هم يشيدون على ذلك السور الحصون والطوابي لمواجهة الغزاة ومع مرور الزمن تم نقل بعض الأبواب من أماكنها ولكن ما زال بابان باقيان شاهدين على هذا الزمن هما باب النصر وباب الفتوح. الإخوة القراء الذين معي في الرحلة أرجوكم الهدوء، سيأتي وقت الطعام وهو بالمناسبة على حساب الأستاذ عصام كامل رئيس تحرير الجريدة، اسمعوا معي الآن قصة أسماء هذه الأبواب إلى أن يأتي الطعام . لأسماء أبواب القاهرة حكايات جديرة بالذكر وأشهرها على الإطلاق باب زويلة الذي تم إنشاؤه في عام 1091 بناه القائد بدر الجمالي أمير الجيوش، وكان من أضخم الأبواب وأكثرها هيبة، وقد ذكر العديد من الرحالة والمؤرخين هذا الباب وقالوا إنهم لم يروا في حياتهم ولا في البلاد التي زاروها أعظم منه بابا على الإطلاق. يا سلام على الجمال، انظروا عبر التاريخ، ستشاهدون على جانبيه مئذنتين باهرتين في الحسن، هما من آيات البناء، وقد سمي الباب باسم (باب زويلة) نسبة إلى قبيلة زويلة التي سكنت بهذا المكان وأصلها من (المغرب) ومن أشهر أسباب شيوع صيت هذا الباب أيضا أن أمامه كانت توجد ساحة الإعدام . : يا ساتر يا رب، إعدام !! : نعم إعدام، هل في ذلك شيء؟ ومن أشهر من تم تنفيذ حكم الإعدام فيهم في هذه الساحة (طومان باي) أمير المماليك، حيث قام بشنقه (سليم الأول) بعد دخول العثمانيين إلى مصر في عام 1517 على باب زويلة، ولعلكم تذكرون التمثيلية التليفزيونية "على باب زويلة"، فمع الزمن يصنع المصريون حكاياتهم، ويصنعون أبطالهم، فقد تحولت قصة طومان باي إلى سيرة شعبية تناقلها الناس، كان المغنواتي يغنيها في الحانات والمقاهي . أيها القراء، يا من تسيرون معي في الرحلة، أظنكم تعبتم من تلك الفترة الطويلة التي مشينا فيها، هل نأخذ راحة ونستكمل الرحلة في الأسبوع القادم، موافقون؟ هه، أكاد أسمع أحدكم يقول: يتم تشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة أسباب إعدام طومان باي، وافق المجلس على تأجيل الرحلة لأسبوع وتشكيل اللجنة.. موافقة .