لن ينصلح لنا حال إلا بزوال الكيانات غير الشرعية، وأولها جماعة المحظورة قرأت حوار الإعلامي المتميز معتز الدمرداش مع الدكتور هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان، أو رئيس الوزراء الذي اختاره مرسي بعد مفاوضات ومناقشات أشبه بمفاوضات الصرف في البحر أم في البر ؟ .. والحقيقة أنني أشفقت على الأخ معتز، فعندما يكون الضيف بهذا المستوى من الضعف فى الأداء، وضبابية الرؤية، وعدم القدرة على الإحساس بمسئولياته يكون الحوار مملا ورتيبا وخاليا من المضمون . لم أر فى حوار سيادته - سيادة قنديل طبعا - ماينم عن موهبة، أو ملكة، أو قدرة علي استيعاب مايدور علي الساحة، ومن مفاجآت الحوار أن كشف السيد رئيس الوزراء عن سر زيارته للفرن، الذي اشترى منه كعك العيد، وتصور الناس أنه (لاسمح الله) يقوم بجولة مفاجئة، وقال (لا فض فوه)إن الفرن قطاع خاص، وإن سيادته يسير فى الشارع بلا حراسة، وكأنه لا يعرف أن المستهدفين دوما هم هولاء الذين يصنعون حالة من الجدل، اذ من غير المتصور أن يكون المواطن العادى غير آمن على نفسه، طالبا ان يسير بحراسة لحمايته، وهشام قنديل مواطن عادى ، غلبان ، لاناقة له ولا جمل فيما هو فيه، فأغلب الظن أن أحدا قد « زقه»، كما فعلوا بالفنان سمير غانم فى مسرحية «المتزوجون» أو أنه قد مر من أمام بيت الريس مرسي ،عندما كان مشغولا يداعب حصي الرمال لاعبا مباراة « حادى بادى» التي لم تقدم له حلا سريعا، لاختيار رئيس وزراء . أعود إلى الحوار الخالى من الدهون، والكوليسترول، والطعم ايضا، فأقول إن هشام لم يقدم رؤية في مثل نضج رؤى طلاب الثانوية العامة، فلا هو خبير اقتصادى مبهر، ولا سياسى طازج، بل إنه لم يصل إلي مرحلة «الطبيخ البايت»، وبدا كأنه قطعة من «الباتيه الرخيص»، وعندما سأله معتز عن دليله حول تحسن الأمن فإن الرجل رد «شوف ميدان التحرير ورونقه»! إن رؤية قنديل لمصر تختصر فى ميدان التحرير، ليس لأنه يستخدم نظارة طبية، أو لأنه ضعيف البصر، وإنما لأن الرجل لم يبرح منطقة الدقي، ظاناً أن حدود مصر الشرقية تبدأ من جامعة القاهرة، بينما تمتد حدودها الغربية لتصل الى سور مجرى العيون العظيم، علي وزن سور الصين العظيم .. ومن الأسرار التى كشف عنها سيادته أن الدعم لايصل إلي مستحقيه أي والله كما كشف عن مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال إن سيناء أهملت (نور الله بصيرته بما لايعرفه القاصى والدانى في بر مصر)وقال (لافض فوه) إن إصلاح الأمن والاقتصاد يحتاج إلى عشر سنوات دون أن يقول إنه بطريقته هو والجماعة التي أتت به لن ينصلح لنا حال إلا بزوال الكيانات غير الشرعية، وأولها جماعة المحظورة . وقال ما لانعرف عندما قال له معتز إن الدولار سعره يرتفع، حيث قال الرجل بحسم منقطع النظير « لما تحتاج دولار تعالى.. وأنا اشتريه لك بسعر أقل» إذن علي كل من يرغب فى شراء الدولار، أن يتجه ودون تردد إلى السيد رئيس الوزراء، اذ يبدو أنه يعرف تاجر عملة ابن حلال مصفى . ودون أن نستهلك وقت سيادته كان لزاماً عليه أن يعرض على السادة المشاهدين عنوان تاجر العملة، فنتجه إليه مباشرة، أو أن يوزع على المواطنين «كروت شخصية» باسمه، بحيث يدرك تاجر العملة أننا إنما جئنا إليه من طرف السيد هشام قنديل، بدلا من الدوخة واللف والدوران .