تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنديل ل«معتز الدمرداش»: إصلاح الأمن والاقتصاد يحتاج 10 سنوات
سأله عن دليل تحسن الحالة الأمنية فقال «شوف رونق ميدان التحرير»
نشر في الوطن يوم 06 - 10 - 2012

فى حديث استمر 90 دقيقة، أزاح الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، للإعلامى معتز الدمرداش فى برنامج «مصر الجديدة»، الستار عن مفاجآت وأسرار، حمل بعضها طابعاً متشائماً، وكان بعضها يدعو للتفاؤل، حيث أعلن رئيس الوزراء أن الأموال الرسمية المهربة المرصودة حاليا هى مليار و300 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالأرقام الخيالية التى تداولتها أجهزة وتصريحات رسمية، عقب تنحى الرئيس السابق. وأكد قنديل أن عجز الموازنة العامة بلغ 135 مليار جنيه، واعترف بعدم نية الحكومة زيادة المرتبات فى الفترة المقبلة، وقال إن تجميل ميدان التحرير واستعادة رونقه دليل على تحسن الأمن.. وهذا نص الحوار.
* الدمرداش: بمناسبة انتصارات أكتوبر.. كيف تمر عليكم هذه الذكرى؟
- قنديل: بداية أرحب بك وبأسرة البرنامج فأهلاً بكم فى مجلس الوزراء.. فكما ذكرت ذكريات مجيدة وأيام عظيمة، ورغم أننى كنت صغير السن إلا أنها واضحة فى ذهنى وأمام عينى الآن، حيث ظهرت فيها روح الشعب المصرى التى كانت مفتقدة عنه منذ فترة النكسة، ظهرت فيها روح الشعب المصرى الذى توحد وحقق العبور فى إنجاز تاريخى، وأعتقد أن هذه الروح عادت مرة أخرى فى ثورة 25 يناير، وأنتهز الفرصة لأهنئ الشعب المصرى وقواتنا المسلحة، وإن شاء الله كما عبرنا عسكرياً سنكرر هذا العبور اقتصادياً.
* الدمرداش: ننتهز فرصة الكلام عن الروح الإيجابية لننتقل للحديث عن الوضع السياسى الذى يعد الآن حرجاً، وأنا حسبت الأيام التى توليت فيها منصبك فوجدتها حوالى 70 يوماً، فهل استطعت مع وزرائك أن تحددوا الإطار الزمنى الذى ستخرجون خلاله للإعلام والناس، لتعلنوا ما تحقق من إنجازات خلال هذه الفترة؟
- قنديل: طبعاً هناك إطار زمنى محدد، فالسيد رئيس الجمهورية قام بتكليفنا بالعمل منذ أن حلفنا اليمين يوم 2 أغسطس، وبالفعل بدأنا العمل فى اليوم التالى، وأتذكر أننا وصلنا خطاب من وفد من الأشقاء الليبيين يبدون فيه التعاون مع الحكومة المصرية، لبحث سبل التعاون، ونحن عملنا من أول يوم بروتين أن هناك أولويات عاجلة لا بد من التعامل معها، وهذه الأولويات واضحة تماماً، وعلى رأسها الملف الأمنى والملف الاقتصادى، وكان من الممكن، وهو ما حدث، أن يحصل إنجاز على وجه السرعة فى هذين المجالين، لكن لا بد من وضع خطط وبرامج زمنية ل10 أعوام قادمة، وليست لهذا العام فقط، وبدأنا بالفعل حواراً مجتمعياً سوف ينتهى قريباً وفى نهاية هذا الحوار نستطيع أن نقول إن خطة الحكومة بعد الاستماع إلى القوى والأطراف المختلفة التى نتحاور معها فستكون خطة الشعب المصرى خلال الفترة القادمة، ومن هنا كان لا بد من إطار زمنى محدد لنعمل فيه حتى يشهد ملف الأمن والاقتصاد والخدمات تحسناً شيئاً ما.
* معتز: هل شهد الأمن والاقتصاد تحسناً بالشكل الذى يرضى رئيس الوزراء أم أن هناك برامج وخططاً أخرى تعملون بها خاصة فى ظل الاعتصامات والإضرابات المستمرة بسبب عدم الرضا عن مستوى المعيشة وهناك كلام عن ارتفاع أسعار الطاقة أثار تخوف الناس، وشهدنا ثلاث وقفات احتجاجية على رصيف مجلس الوزراء الشهير أثناء دخولى لإجراء الحوار.. فكيف ترى هذا الملف؟
- قنديل: تذكر حضرتك أن بداية الثورة مظاهرات واحتجاجات على نظام بائد استمر عشرات السنوات، نظام فاسد استمر ثلاثين عاماً أفسد ما أفسده وترك لنا جميعاً تركة ثقيلة للغاية فى جميع المجالات، فالمظاهرات إذا قلنا إنها حق ولها إيجابيات وهى تعبير عن الرأى الذى حرمنا منه سنوات طويلة فكانت المظاهرة الصغيرة فيما قبل الثورة تضم سبعة أفراد تداهمهم قوة كبيرة من 500 إلى 600 جندى من الأمن المركزى، أما الآن وبعد الثورة فقد تغير الوضع ونسمح بالمظاهرات السلمية وما نختلف معه مظاهرات قطع الطريق أو تعطيل العمل وهذا حق يطلبه جميع المواطنين، فالمواطنون يصرون على أن تكون المظاهرات سلمية لا تقطع طريقاً ولا تعطل عملاً لأن هذا شىء يخالف القانون ونطبقه بكل حسم، ومن ناحية أخرى فإن حاجة الناس إلى حدوث تغيير سريع أمر نتفهمه لكن مع كثرة المشاكل فلا بد من الصبر بعض الوقت. وأقول إن هناك بعض التطورات لكننى لا أستطيع أن أقول إننى راضٍ عنها، لكن إذا تم وضع فى الاعتبار أن هذه الإنجازات لحكومة لم تتم شهرين، فعادة أى حكومة تحتاج إلى ثلاثة شهور لدراسة الأحوال وتخطط للأوضاع فقط دون أن تحدث أى تغيير على الأرض ومجرد أن تنجح الحكومة فى إحداث تغيير، ولو بسيط فأنا اعتبره شيئاً جيداً، وأنا أدعو من خلال منابر الإعلام ومن خلال برنامجك خاصة أن نسلط الضوء شيئاً ما ليس فقط على السلبيات؛ لأن الإعلام له دور مهم فى التنبيه على السلبيات حتى تتم معالجتها، لكن أعتقد أن تسليط الضوء فى الوقت الحالى أيضاً على الإيجابيات أو على ما تم إنجازه فإنه يعطى بارقة أمل حقيقية.
* معتز: إذن قل لى ما إنجازاتكم حتى نسلط عليها الضوء ونذهب لتصويرها ونعرضها على الرأى العام ونقول حكومتنا شغالة؟
- قنديل: دعنا نتحدث أولاً عن ملف الأمن، أعتقد أنك شاهدت ميدان التحرير وقد اختلف تماماً عما قبل تولى الحكومة الحالية. فقد شهدت حكومتنا حدوث سلبيات، منها أحداث السفارة الأمريكية، وفيها تعاملت الشرطة مع هذا الحدث باحترافية شديدة، فتعاملت مع المتظاهرين السلميين بأسلوب حضارى، أما المعتدون فتعاملت معهم بسلطة القانون، وأنا كرئيس وزراء قمت بالوقوف فى صفوف هؤلاء الجنود للتصدى للتعديات على البعثات الدبلوماسية، التى تعتبر حمايتها مسئوليتنا جميعاً، والتزامنا الدولى بحمايتها، وكلنا تألمنا بسبب الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، وكلنا مع الاحتجاجات السلمية ضد هذه الإساءات، أما الاحتجاجات بالعنف فلا بد من التصدى لها بالقانون، والتعامل معها كان تعاملاً ناجحاً من أعلى سلطة من وزير الداخلية ورئيس الوزراء، وبعد انتهاء الأحداث اختفى الباعة الجائلون وعاد ميدان التحرير لوضعه الطبيعى، وإلى رونقه، وما زال هناك أناس يتظاهرون ويتحاورون، أعتقد أن هذا شىء إيجابى لا بد أن نظهره.
* معتز: لماذا أكدتم وأكد الدكتور مرسى على موعد ال100يوم طالما أنكم لم تقصدوا هذا الوقت بالتحديد، أم أنها كانت وعوداً انتخابية؟ وماذا عن المحاور الخمسة لخطة ال100يوم الأمن والكهرباء والنظافة والوقود والمرور.. هل ترى أن المواطن الآن يشعر بوجود الأمن الطبيعى؟
- قنديل: أولاً أنا أسير بنفسى فى الشارع بدون حراسة، وإن كانت منطقتى فى القاهرة آمنة، إلا أننى أسمع من أقاربى وجيرانى عن تحسن الأمن فى مناطق أخرى، ودعنى أضرب لك مثالاً لمنطقة كانت لا تستطيع أن تدخلها، مثل بحيرة المنزلة، فقد بذل 10 آلاف من الجنود والضباط جهوداً كبيرة فى حملات مستمرة حتى الآن، وتم القبض على المئات من البلطجية والمئات من قطع السلاح والمخدرات والماشية المسروقة، وهذه المنطقة بالتحديد كانت فيها عمليات خطف ويطلب المختطفون الفدية، وقد شهدت هذه المنطقة وفاة طفل بعد خطفه، والآن تشهد تحسناً ملحوظاً على الطرق والمرور والأمن، وإن كان ليس بالنسبة المطلوبة، وأؤكد أننا نريد أن تعود الشرطة ولكن كشرطة حضارية، وليست كما كانت قبل ذلك، وهو ما سيحقق الأمن على الأرض، وهو تحدٍ كبير وليس سهلاً.
* معتز: تقصد أن يرجع شعار «الشرطة فى خدمة الشعب»؟
- قنديل: الشرطة فى خدمة الشعب شعار جميل، لكن المهم تطبيقه بمعنى أن يدخل المواطن قسم الشرطة وهو يشعر بعدم الخوف كصاحب حق، وأن يشعر كل مواطن بأنه سيجد من يتعامل معه باحترافية وحضارياً، وأؤكد مرة أخرى أن تعامل الشرطة مع المتظاهرين فى أحداث السفارة الأمريكية كان تعاملاً حضارياً للغاية، وإن كانت الشرطة قد قامت بالقبض على حوالى 300 أو400 أو500 فرد من المعتدين لكن الجميع صفق لهم على هذا التعامل وقد تم الإفراج عن 160 أو 170 ممن ثبتت براءتهم.
* معتز: أرقام المفرج عنهم لدينا 134.. ودعنا نتكلم عن الوعود التى يجب أن ترفع سقف الطموح لدى المواطن دون أى تقصير يتسبب فى حدوث إحباط ويأس للمواطن؟
- قنديل «مقاطعاً»: نرجو ألا يحدث هذا لأن إحباط المواطن شىء غير طيب وأعتقد أنه لما يرى المسئول يعمل مثله فهذا أكثر شىء يشعره بالتفاؤل.
* معتز: وهل هذا سر قيامك ببعض الزيارات مثل زيارة مستشفى وتفقد الاستقبال به وقسم الشرطة والمخبز وغيرها؟
- قنديل: هناك زيارات تفقدية وهناك تجول فى بعض الأماكن بغية الشراء مثلما ذهبت لشراء كعك العيد فكانت جولة للتسوق وليست زيارة عمل.
* معتز «مقاطعاً»: وهل هناك رئيس وزراء ينزل للشارع لشراء الكعك بنفسه؟
- قنديل: هناك فرق بين رئيس الوزراء قبل الثورة ورئيس الوزراء بعد الثورة.
* معتز: وهل حقيقى أنك كنت نازل لشراء الكعك؟
- قنديل: أيوه كنت نازل أشترى كعك لبعض أصدقائى.
* معتز: لكن الإعلام صور هذا الموقف على أنه «كبسة» أو زيارة مفاجئة للمخبز؟
- قنديل: لا بالطبع، ده كان مخبز قطاع خاص.. ولكن المقصود أن بعض الزيارات تكون استكشافية أو طبيعية، كرجل يسير فى الشارع أو بعض زيارات لتجميع معلومات عن مشاكل حقيقية، مثل مشكلة تأمين المستشفيات، فقد تجولت مع السيد نقيب الأطباء وزرنا مستشفى قصر العينى ووجدنا تأميناً عليها، وبالصدفة وجدنا عميد كلية الطب، ولاحظنا أن المشكلة ليست فى التأمين، ولكنها تكمن فى التنظيم، وعلى هذا الأساس وضعنا برنامجاً مع وزير الداخلية ووزير الصحة ونقيب الأطباء، لتأمين 100 مستشفى رئيسى، حتى يتم تغيير النظام وتأمينها بقوة محكمة، وأعتقد أن هذا جزء من النجاحات التى ساهمت فيها الشرطة والأطباء ونقابة الأطباء، وشهدت هذه الأوضاع تحسناً ملحوظاً.
* معتز: لكن فيه قطاعات تطلب زيادة فى رواتبها ومفيش شك أننا كلنا فى حاجة إلى الزيادات.. والإنسان بطبيعته يسعى لتحسين أوضاعه.. فهل ترى إمكانية تحقق الأمن مع ضعف مرتبات أفراد وضباط الشرطة؟
- قنديل: طبعاً الشرطة تبذل مجهوداً رائعاً هذه الأيام، ونحن نوجه لهم عظيم الشكر، خاصة أنهم يسقط منهم جرحى وشهداء، والطلب اللى ذكرته عن زيادة المرتبات هو طلب عام وطبيعى، لكن الاقتصاد ليس فى أفضل حالاته، ولو قسمنا متوسط الدخل القومى على عدد سكان الشعب المصرى هنلاقى متوسط الدخل بالقسمة الحسابية، وهى ليست قسمة عادلة، سيكون 1200جنيه شهرياً، وهذا يعنى أن هناك تنافساً على شىء صغير، ويجب أن نعمل على تكبير هذا الشىء حتى يتم اقتسامه بالعدل وليس بالحسبة، وتطبيق قاعدة الذى يعمل أكثر يجب أن يكسب أكثر، وعندما ننجح فى تنمية حجم الدخل القومى سنتمكن من تلبية متطلبات الموظفين والمعلمين والصحة، لكن الوضع الحالى فيه صعوبة، لذلك نوصى بالعمل والاجتهاد.
* معتز: إذن أنت تعترف أن الوضع الاقتصادى فى مرحلة صعبة وفى مرحلة سيئة.. وأعتقد أنه كان هناك تصريح لك أنك راضٍ عن الوضع الاقتصادى..
- قنديل «مقاطعاً»: أنا قلت إنى راضٍ عن الوضع الاقتصادى؟ لا بالطبع أسىء فهم الكلام.
* معتز: وهل قلت إن الحكومة «مش هتزود المرتبات»؟
- قنديل: أيوه الحكومة لن تزيد أعباء الموازنة العامة والعجز فى الموازنة هذا العام 135 مليار جنيه إذا ما قمنا بتزويد المرتبات فإننا نحمل بذلك الموازنة أعباء إضافية ولسد هذا العجز كان فيه حزمة ومجموعة من الإجراءات والمقترحات ومنها الاستدانة، فإذا ما زادت المرتبات زاد العجز وفى الغالب تزيد الاستدانة، فنحمل الدولة وأبناءنا وأحفادنا بالديون ولذلك أنا مع عدم زيادة المرتبات.
* معتز: بما أنك ذكرت الاستدانة فلنتكلم بلغة رجل الشارع.. أقول.. إنتى فين يا حكومة وفين الفلوس اللى أخدتوها من قطر ومن السعودية ومن صندوق النقد الدولى؟ فقد وصل للناس أن هناك مليارات ضخت لتحسين الاقتصاد المصرى ولم يشعر بها المواطن؟
- قنديل: هناك شيئان مختلفان.. النمو الاقتصادى والاستثمارات، هذا شىء وسد عجز الموازنة شىء آخر.. وسد عجز الموازنة يحتاج 20 مليار دولار، فإذا كنا حصلنا على مليار أو اثنين فيبقى المشوار طويلاً لسد العجز، وحتى قرض صندوق النقد الدولى لا يغطى حتى ربع احتياجاتنا لكن فى الحقيقة هذا القرض له قيمة أخرى أنه يعطى رسالة أن الاقتصاد يتجه للنمو وأن هناك استقراراً سياسياً، فهذه الدولة قادرة على الاقتراض وقادرة على الرد وقادرة على استضافة استثمارات وتكون هناك فرصة للمستثمرين والربح.
* معتز «مقاطعاً»: نقدر ناخد خبر من حضرتك: إن القرض تمت الموافقة عليه خاصة أننا نعلم أن الموافقة مشروطة؟
- قنديل: لا أستطيع أن أعطيك خبراً قاطعاً، ولكن خلال الأسبوع الحالى سيسافر الوفد المصرى لحضور اجتماعات مشتركة للبنك الدولى وصندوق النقد الدولى فى طوكيو، وعلى هامش هذه الاجتماعات سوف يعقدون لقاءات للتفاوض وإحنا بالفعل وجهنا دعوى لصندوق البنك الدولى لاستكمال أعمال التفاوض فى نهاية شهر أكتوبر، وأعتقد بعد هذا الوقت تكون مسألة إجراءات لاعتماد القرض من الصندوق، فهم دائماً لما بيجهزوا مقترح القرض لازم يعرض على مجلس الإدارة ولترجمة هذه الإجراءات والمستندات يستغرق شهراً أو اثنين حتى يتم إقراره والموافقة عليه.
* معتز: لكن هل اشترط الأمريكان جملة من الإجراءات ترهق المواطن المصرى مثل التقشف أو تعويم الجنيه أو إلغاء الدعم فهل هذا صحيح؟
- قنديل: إلغاء الدعم هذا غير وارد لأن أكثر شىء يشعر به المواطن ويؤثر فيه هو الدعم، أما تعويم الجنيه فهو أمر غير وارد.
* معتز: لكن الجنيه منذ الثورة وقيمته ضعفت أمام العملات الأجنبية؟
- قنديل: قيمته «قلت» لكن بصورة صغيرة.
* معتز مقاطعاً: بس الدولار ب6 جنيه و10 وقروش..
- قنديل: ده لو انت بتشترى.. أما لو بتبيعه فب6 جنيه و6 قروش.
* معتز «مازحاً»: أنا ليس معى دولار لأبيعه أو أشتريه بس لما أحب اشترى بألاقيه أكتر من كده..
- قنديل «مقاطعاً»: لما تحب تشترى تعالَ وأنا أجيبه لك بهذا السعر.
* معتز: هل اشترط الأمريكان على الحكومة المصرية أى شروط للحصول على القرض؟
- قنديل: الحوار المجتمعى الذى نعقده هذه الأيام يؤكد ما قلته مراراً وتكراراً، أن هذا البرنامج برنامج وطنى، وهو برنامج اقتصادى نسعى لتنفيذه، والإصلاح الاقتصادى تأخر كثيراً ونحن الآن وهذه الحكومة وهذا الجيل يدفع ثمن هذا التأخر، فنحن عندنا الآن دين داخلى تريليون و200 مليار، فهذا يعطى مؤشراً أننا لم نتبع الإجراءات السليمة فى إدارة الاقتصاد خلال عشرات السنين الماضية وآن الأوان أن نضع برنامجاً وطنياً ومن المعلوم أن مصر من الدول المساهمة فى الصندوق وهم يعملون على تسهيل إجراءات القرض حتى يستطيع العضو سداده.
* معتز: لكن خبراء الاقصاد قالوا إن الرئيس مرسى لجأ للاستدانة وهو أسهل طريق لتحسين الوضع الاقتصادى حتى يشعر برضا المواطن المصرى عليه ومن هنا هل تتحمل السداد الأجيال القادمة؟
- قنديل: الشىء المهم ماذا ستفعل العام القادم فالأمر لا يقتصر على العام الحالى، فهناك أمور يجب مراعاتها منها ترشيد الإنفاق الحكومى، ومحور آخر يمثل تسويات مع بعض المستثمرين الجادين ونسعى بقوة لاسترداد الأموال وكل هذه الأمور تعطينا أموالاً لا بأس بها تساعد فى سد العجز.
* معتز: كان هناك كلام تردد مؤخراً أن الحكومة ليس لديها مانع أن تعقد بعض تسويات مع بعض رجال الأعمال من النظام السابق لاسترداد الأموال المستحقة بما لا يتعارض مع مبادئ 25 يناير وروح شهداء الثورة، هل هذا صحيح؟
- قنديل: دعنى أذكر أننا قمنا بتسويات إجرائية عندما لم نجد شيئاً جنائياً فى الموضوع مثل أرض قدرت بأقل من ثمنها سواء فى حكومة الجنزورى أو خلال هذه الحكومة.
* معتز «مقاطعاً»: قمتم بالفعل بتسويتها؟
- قنديل: كل ما نركز عليه أن هناك أموالاً هربت فى الخارج تقديراتها كبيرة جداً، لكن ما تم تسجيله حتى الآن مليار و600 مليون، وهو مبلغ زهيد للغاية ولذلك أعتقد أن أى تصالح لا بد أن نعرف عما نتحدث فيه هل نتفاوض حول مليار و300 مليون أم نتفاوض على 60 أو 70 ملياراً ثم نفكر بعد ذلك فى اتخاذ الإجراءات المناسبة لحصول الشعب المصرى عى كافة حقوقه لأننا بالفعل إحنا ظُلمنا ونُهبنا وواجبنا أن نعمل على استرداد هذه الأموال.
* معتز: كيف تفسر أن الحكومة المصرية ليس لديها علم بحجم الأموال المهربة فى الخارج؟
- قنديل: للأسف الذى يقوم بتهريب الأموال يستخدم أفضل الخبراء وسوف يصدر قرار فى الأيام القليلة بتشكيل لجنة متميزة لتقود جهود استرداد الأموال المهربة للخارج، وهذا الأمر يشغل الدكتور مرسى وحديثه الدائم عن التقائه أياً من الدبلوماسيين من الدول التى نعتقد أنه تم تهريب الأموال إليها، وكذلك حديثى أنا أيضاً.
* معتز: إذا سئلت عن أشخاص مثل رشيد محمد رشيد أو يوسف بطرس غالى أو ممن هم متورطون بتهريب أموال وليسوا متهمين بقضايا جنائية مثل قتل الشهداء هل هناك استعداد للتفاوض معهم؟
- قنديل: لسنا بصدد التحدث عن أشخاص بعينهم، ولكن الحكومة عازمة على اتخاذ إجراءات مناسبة لحصول الشعب المصرى على أمواله المهربة.
* معتز: بمناسبة الاحتجاجات والمظاهرات أمام السفارة الأمريكية التى ذكرتها فى بداية اللقاء التى استشهدت بها كنموذج لتحسن الأداء الأمنى أو أداء الشرطة، كان لك تصريح مع هيئة الإذاعة البريطانية بأن المتظاهرين تلقوا أموالاً وحضرتك كنت بتشم رائحة الغاز المسيل للدموع من مقر مكتبك بمجلس الوزراء فمن وراء هؤلاء عايزين نفهم خاصة الاعتداءات كانت على السفاة الأمريكية مثلاً؟ ومن حرض هؤلاء لزعزعة الأمن فى مصر؟
- قنديل: عقدت 325 لقاء مع مستثمرين وفنيين ورجال أعمال من دول كثيرة ومنها الدول الأمريكية، وكان الغرض من هذه اللقاءات إعطاء صورة حقيقية لهذه الحكومة بأنها حكومة معتدلة وأن هدفها الأساسى دفع عجلة الإنتاج والمواطن المصرى البسيط وأن هناك سوق واعد للاستثمار وتحديدا فى البطالة وفى سوق العمل فنحن عندنا 90 مليون سوق كبير للاستثمار وأن كل ما أحزننى أنه كان هناك لقاء مع 48 شركة أمريكية حجم أعمالها700 مليار دولار ونجحنا أن نعطيهم صوراً حقيقية عما يحدث على الأرض.
* معتز مقاطعاً: وقيل إنهم كانوا موجودين فى مصر فى نفس الأحداث مما تسبب فى إحراجنا لأن الإعلام كطبيعة عمله ركز على ما يحدث حول ميدان التحرير وما حدث حول السفارة الأمريكية.
* معتز: متى يشعر المواطن البسيط بالتحسن المعيشى؟
- قنديل: أول اتفاقية وقعتها مع البنك الدولى مخصصة للمناطق الفقيرة، وسوف تظهر آثار هذه الاتفاقية فى شهر ديسمبر المقبل، وبالتحديد فى الصعيد الذى يعانى الأمرين من الفقر، وقد عقدنا 57 لجنة وزارية للتشغيل لتوفير فرص عمل حقيقية وسوف تبدأ بإنشاء المصانع فى المناطق الأقل فقراً.
* معتز: هل تدعمون أن الحكومة تشغل خريج الجامعة؟
- قنديل: الوظائف التى سيتم توفيرها عن طريق القطاع الخاص برعاية الحكومة ومساعدة الدولة فى تلك القطاعات.
* معتز: هل الحكومة تدرس بجدية إلغاء الدعم على أسعار الطاقة؟ ومتى تضع الحكومة حداً للشائعات؟
- قنديل: موضوع الدعم يجب التعامل معه بحرص. وأعترف أن الدعم لا يصل لمستحقيه، فسعر أنبوبة البوتاجاز 2 جنيه ونصف، وتباع للفقير والغنى والتجارى ب50 و60 جنيهاً، وهى أرقام مبالغ فيها، وهذا يعنى وجود خلل فى النظام وهناك خلل إدارى، واستمرار الأمر على هذا الحال غير مقبول، والحكومة ضبطت الدعم الأساسى حتى يصل لمستحقيه، وليس معقولاً أن يدعم المواطن المصرى البسيط، ويدعم الوقود للسيارات الفارهة وسيارات الدبلوماسيين.
* معتز: ماذا عن بنزين 95 هل سيتم إلغاء الدعم عليه؟
- قنديل: بالفعل سيلغى الدعم على بنزين 95 وهو مطلب شعبى.
* معتز: وهل هناك سلع أخرى سيرفع الدعم عنها؟
- قنديل: ستطبق الكروت الذكية والكوبونات لتوزيع الأنابيب، وسيساعد هذا على وصول الدعم لمستحقيه.
* معتز: وماذا بالنسبة للسولار؟
- قنديل: كل ما يشغلنا الآن القضاء على منظومة الفساد فى توزيع السولار.
* معتز: أهل سيناء الذين كان لهم دور عظيم فى حرب أكتوبر.. ونحن نعيش الآن فى ذكراها.. لماذا يشعرون أنهم مهمشون؟
- قنديل: شىء محزن أن يوجد مواطن مصرى يشعر أن الحكومة لا تشعر به وهذا غير حقيقى. ولا بد أن يعلموا أن التركة ثقيلة ولا بد من شىء من الصبر، والحكومة تستهدف مضاعفة الدخل خلال العشر السنوات القادمة فأهل سيناء ومناطق أخرى حرموا من التنمية ومن كثير من حقوقهم وأقول إننى عندما كلفت بمنصب رئيس الوزراء قررت أن أدفع بجهاز تنمية شمال فهو مسئول على قطاعات التنمية بعد أن تم إنشاؤه بقرار فى حكومة الجنزورى وتم اعتماد موازنة مليار و200 مليون جنيه استثمارات فى سيناء وتم اعتماد 50 مليوناً من القوات المسلحة لتوفير خدمات سريعة للمواطنين وقمت بزيارة لافتتاح مرفأ سياحى نستهدف من ورائه 350 ألف سائح وهو له مردود إيجابى على الدخل القومى بزيادة 250 مليون دولار على الدخل القومى من ورائه وهو ما يعود على أهالى سيناء.
* معتز: هل تضعون فى اعتباركم تمليك الأراضى لشباب سيناء؟
- قنديل: هناك تمليك بضوابط حسب القانون، وهناك لائحة تنفيذية توضح هذه الضوابط ولا يخفى على أحد أن سيناء أهملت لفترات طويلة وما رأيناه مؤخراً نتيجة لهذه السنوات الطويلة من الإهمال نحن نسعى لاستقرار هذه البقعة الحبيبة.
* معتز: بمناسبة الاستقرار حضرتك ذكرت فى تصريح فى «يونيو» أن الشعب سيسمع أخباراً سارة رداً على مذبحة 16 من جنودنا فى رفح؟ أين هى الأخبار السارة؟
- قنديل: التعبير كان المقصود منه ما يثلج الصدور، ويتمثل فى الحملة الأمنية وما تحققه من أمن واستقرار، بالإضافة إلى الجزء الاقتصادى.
* معتز: الرأى العام يتساءل متى تنتهى الحملات الأمنية فى سيناء ويتحقق الاستقرار؟
- قنديل: الحملات مستمرة، نقوم بها فى مناطق مأهولة بالسكان ولذلك نتعامل بحرص وتستغرق وقتاً طويلاً، وعن التنمية فأفضل ما تم المرفأ السياحى الذى استقبل أول فوج سياحى.
* معتز: مواطنة قبطية تعمل ممرضة فى شمال سيناء استغاثت بى وقالت إنها وصلتها إنذارات وتهديدات بالطرد والتهجير مثل آخرين.. وحضرتك قلت فى تصريحات إنهم خرجوا من رفح باختيارهم؟
- قنديل «مقاطعاً»: أنا «ماقلتش كده» ربما يكون أسىء فهم كلامى.. وما قلته أن أى اعتداء على أى مواطن مصرى هو اعتداء على كل المصريين وأن قوة الشعب الأساسية فى وحدته ونجاح الثورة بالتوحد، ولم نشعر فى الميدان بفرق بين قبطى ومسلم. وعندما يهان أى مواطن، مسلماً كان أم قبطياً فكل مصر تهان.
* .. والوضع إيه الآن فى رفح؟
- قنديل: الأسر المسيحية مستقرة الآن فى رفح والحكومة المصرية مسئولة عن أمنهم ووصلت تعزيزات أمنية لهم ولأى مواطن مصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.