حكايات منفى سعد زغلول في «الجزء العاشر من مذكرات الزعيم»

صدر حديثا عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، الجزء الحادى عشر من المذكرات المخطوطة للزعيم سعد زغلول، والتي قامت بتحقيقها والتقديم لها الدكتورة لطيفة سالم، ويأتى تحقيق المذكرات ضمن جهود مركز تاريخ مصر المعاصر التابع للإدارة المركزية للمراكز العلمية بالهيئة.
وتعد الأجزاء المختلفة من هذه المخطوطات، من أهم المصادر التي يعتمد عليها في التاريخ لمصر الحديثة، وتكشف المذكرات عن إيمان الزعيم سعد زغلول بمكانة المرأة، والذي تبين من خلال مناقشته لزملائه أثناء وجودهم في باريس، عن استقلال مصر ومستقبلها، عن ضرورة تغيير وضع المرأة من حيث تربيتها وتعليمها وتحررها من اليشمك التركى.
ويستعرض هذا الجزء من المذكرات هجوم سعد زغلول على عدلي يكن ومؤيديه من منطلق علاقتهم الجيدة بالإنجليز واستحسان مشروع ملنر الذي رفضه تمامًا، وكان الزعيم المصري يرفض الدخول في مفاوضات رسمية قبل التصريح بإلغاء الحماية.
ويصف سعد زغلول استقبال جموع المصريين له بحب مذهل وترحاب حافل في الإسكندرية والقاهرة، بعد عودته من المنفى، وهو ما خلده فنان مصر العظيم محمود مختار بتمثالي سعد زغلول المقامين بالإسكندرية والقاهرة، ثم يصف رحلة نفيه إلى جزيرة سيشل التي وصلها في 9 مارس 1922، ويشكو من صعوبة الرحلة ومرارة المعيشة، وانقطع عن الكتابة شهورًا بعد سيطرة الكآبة وطغيان المعاناة عليه، ويهاجم سعد تصريح 28 فبراير وما أقرته اللجنة التأسيسية للدستور.
وتتجلى وطنية الزعيم ورؤيته المستقبلية في اهتمامه البالغ بقضية السودان وحرصه على عدم انفصال وادى النيل، وكان زعيم ثورة 1919 ينتقد بشدة منهج التفجيرات والاغتيالات السياسية حتى للعدو الإنجليزي، فقد كان يطمح إلى نيل استقلال مصر بالطرق السلمية والمظاهرات الشعبية الكاسحة التي جسدت وحدة المصريين خلف هدف قومى واحد وهو الاستقلال التام.