لم أكن انتوى زيارة الرئيس محمد مرسى هذا الأسبوع ،رغم دعوته لى أكثر من مرة، ولكن أم العيال الله يجازيها منشفاها علينا اليومين دول، وقال إيه مافيش طبيخ ومافيش «زّفّر» علشان ماحدش عارف الايام اللى جايه هتودينا لفين .. وأنا نفسى فى أكلة زفر لذا جال فى خاطرى أن ألبى دعوة الرئيس مرسى، وبالتأكيد سيكون بالقصر ألذ المأكولات.. لحوم وكافيار والذى منه .. طلبت الرقم الخاص بالرئيس فجاءنى صوته حزينا يائسا وقال : أهلا عمنا ابوطقة .. أخبارك إيه ؟! .. قلت : الحمد لله ياريس .. انا بحال لو لم ينقصه الشوق إليك لأعددته من أعظم الأحوال !! .. قال: يعنى انت مشتاق لرؤيتى حقا ياأبو طقة ؟! .. قلت: بالتأكيد ياريس دا انت حبيبى واللا انت نسيت عملنا إيه معاك ايام انتخابات الرئاسة ؟! .. قال : يوووووه .. هو انت كل شوية هتفكرنى بوقوفك معى فى الرئاسة يا ابوطقة ؟ انت بتعايرنى واللا إيه ؟! .. قلت : أبدا ياريس دا حقك علينا أمال كنت عايزنا نسيب البلد لشفيق واللا إيه ؟ .. قال : فيك الخير ياعمنا !! .. قلت : طب إيه ؟! .. قال : إيه يا أبوطقة ؟! .. قلت : مش ناوى تقول لى تعال القصر واللا إيه ؟! .. قال: تعال القصر يا أبو طقة بس مافيش عندنا طبيخ ؟! .. قلت : وهل أأتى للقصر كى أأكل يادكتور أم أأتى لكى أراك ؟ رؤيتك بالنسبة لى بمثابة خروف محمر مقدم فوق صينية مفروشة بالأرز الباسمتيك يامرسى بيه !! .. قال : إذا كان كذلك فأنا فى انتظارك بالقصر، وها أنا كده كده فاضى مستنى المرشد يقول لى ماذا سنفعل فى الأيام المقبلة .. ارتديت ملابسى التى تليق بالقصرالجمهورى، وتوجهت الى هناك فأدخلونى بسرعة للرئيس الذى بادلنى السلام والتحية فقلت له : المظاهرات فى كل مكان.. وانت تجلس هنا وكأن شيئا لم يحدث يا أبو احمد !! .. قال : وماذا سأفعل للمظاهرات إنها ضد حكم الإخوان والإخوان يتعاملون معهم، وأنا أنفذ مايقوله لى مرشد الإخوان .. أنا فى مأمن مادام معى الإخوان .. انا كنت سارتكب غلطة عمرى ياابوطقة عندما كنت أنتوى ان اكون رئيس كل المصريين، واطيح بالإخوان من أجل الشعب .. الشعب غير مضمون ومن يثق فى شعب به البرادعى وحمدين صباحى وممدوح حمزة يبقى رئيس تعبان واللا مش كده ياابوطقة بيه ؟! .. قلت : أكيد ياريس بس أنا شايف إن الدنيا مشتعلة حواليك والنار تحيط بك من كل جانب، وانت هنا لاتدرى مايدور من إضرابات وتظاهرات ودعوات للعصيان المدنى !! .. قال : لا تشك لحظة اننى غير مدرك هذه النيران التى تشتعل من حولى، ولكنك انت وهذه المعارضة لاتعلمون ان كل تلك النيران هى برد وسلام على رئيسكم ، فأنا محاط بدعوات المرشد وجميع الإخوان المسلمين على المدافئ ،وفى المزارع، والمصانع .. ثوار ثوار هنكمل المشوار !! قلت : هل علمت ان جبهة الانقاذ ستقاطع الانتخابات ومعها احزاب كثيرة من المعارضة مما قد يبطل العملية الانتخابية برمتها ؟ .. قال : اذا قاطعت جبهة الإنقاذ فهناك جبهة الضمير لن تقاطع واذا قاطع بعض احزاب المعارضة فهؤلاء معروفون، ليس لديهم رصيد اصوات فى الشارع، والناس لن تشعر بهم، وهناك احزاب معارضة جاهزة لخوض الانتخابات، وأهم حاجة اصدقاؤنا السلفيون والجماعات الاسلامية راضون عنا !! قلت: لكنك حددت موعد الانتخابات في نفس الأيام أعياد الأخوة المسيحيين، وبعد ذلك قمت بتعديل الموعد، فما هو السر وراء ذلك؟! قال: يعني فيك مين يكتم السر؟!.. قلت: في بير ياريس!!.. قال: لقد كان هذا اقتراح أخينا خيرت الشاطر، لإرضاء الأخوة السلفيين الذين يرفضون أن تخصص أجازة رسمية في أعياد الأخوة الأقباط، فجعلنا أيام الانتخابات هي نفس أيام الأعياد، كي تكون الأجازة واحدة، وبهذا نكون قد أرضينا الأخوة المسيحيين والأخوة السلفيين معاً لكن عندما ثار الأخوة المسيحيون تراجعنا عن القرار بسرعة وكلفنا الشاطر صاحب الفكرة بالتفاوض مع السلفيين وإقناعهم بأن هذه هي المرة الأخيرة التي سنعطي فيها أجازة رسمية للمسيحيين في أعيادهم -أقصد الأخوة المسيحيين-!! .. قلت : يعنى انت عمال تقول الإخوة السلفيين والإخوة المسيحيين ياعمنا فلماذا تحرص على ارضاء إخوة على حساب إخوةما داموا جميعا أخوتك .. قال : ياأبوطقة بيه سيبنى فى حالى دلوقتى علشان انا مرهق ومش ناقص !! .. قلت : انا ممكن اسيبك بس فى حالة واحدة !! .. قال : ماهى هذه الحالة ؟! .. قلت : جعان ونفسى أأكل زفر أى حاجة فيها لحمة ياريس !! .. قال : طب تعال كلنى أنا وريحنى !! .. قلت : ربنا يديلك طولة العمر ياريس بس انت عارف ان البلد حالها ميطمنش، والمدام عندى بتوفر لبكرة اللى مش عارفين هيكون ايه على إيدك وإيد المرشد !! .. قال : كل خير ان شاء الله وسأفعل كل خير للبلد وعندما أقول سأفعل فسوف أفعل !! .. وهنا تذكرت الخطاب الذى قال فيه هذه العبارات فخشيت ان يفرض علىّ حظر التجوال فخرجت من القصر مهرولا لم اتوقف إلا فى منزلى حيث وجدت طبقا من الكشرى كانت المدام قد أعدته لى فالتهمته دون ان انطق بأى كلمة ولله الأمر من قبل ومن بعد !!