انتقل المحقق الى منطقة أبوالنمرس بالجيزة، والتى شهدت هى الاخرى واحدة من اغرب الجرائم الأسرية.. فيها قتل رجل فى بداية العقد السادس من العمر، زوجته التى تجاوزت الاربعين من عمرها، بزعم انه اكتشف سوء سلوكها بعد 12 سنة من الزواج.. وداخل مركز شرطة ابو النمرس التقى القاتل «رمضان»، واستمع منه الى تفاصيل جديدة غاية فى الغرابة والإثارة .. قبل أن يبدأ المحقق كلامه، بادره المتهم قائلا بانفعال شديد: « انا معترف بكل شيء.. قتلت مراتى وقطعتها.. هى تستاهل القتل.. ضيعت حياتى، ودمرت مستقبل اولادى.. خانتنى بعد ان انتشلتها من الضياع.. ومعنديش كلام تانى اقوله.. وياريت القضية دى تخلص بسرعة ويصدر فيها اى حكم حتى لو اعدام».. انتظر المحقق حتى انتهى المتهم من كلامه، ثم سأله بهدوء عن حكايته وكيف تعرف على القتيلة وكيف انتشلها من الضياع؟.. تنهد فى ضيق واضح ثم قال: « منذ سنوات طويلة لا اعرف عددها وكنت وقتها شابا فى عنفوان القوة.. تزوجت من ابنة عمى، وانجبت منها البنين والبنات، وكانت حياتى معها هادئة مستقرة.. ذات يوم ذهبت مع بعض رفقاء السوء الى شقة مفروشة لقضاء بعض الوقت الممتع مع مجموعة من النساء.. وقعت عيناى على «س . ر»، وشعرت من النظرة الاولى بانجذاب شديد نحوها، وتعاطفت معها عندما علمت انها انساقت فى طريق الشيطان بسبب ضيق ذات اليد.. توطدت علاقتى بها، وعلمت انها مطلقة ومعها 3 أبناء صغار.. تعلقت بها ونسيت أسرتى وأبنائى، خصوصا أنها أغرقتنى بحبها وحنانها». صمت الرجل قليلا وأضاف: « فى لحظة غاب عنى العقل.. تزوجتها رغما عن أسرتى، وتنقلت بها من مكان الى مكان هربا من ماضيها، الى ان استقر بنا المقام فى منطقة أبو النمرس.. ساعدتها فى تربية اولادها الصغار الى ان كبروا، وساهمت فى تزويج ابنتها.. وفى الوقت ذاته نسيت زوجتى الاولى وابنائى ولم اكن أزورهم إلا قليلا.. فى الفترة الأخيرة لاحظت بعض التغيرات فى سلوكها وتعاملها معى.. بدأت اشك فى سلوكها وتزايدت هذه الشكوك تدريجيا الى ان اصبحت شبه يقينية ولكن ينقصها الدليل.. يوم الحادث، فوجئت بها تطلب منى الذهاب لزيارة أبنائى من زوجتى الاولى فى العياط، وأصرت على ذلك الأمر.. تظاهرت بالموافقة وخرجت من المنزل، وجلست على احد المقاهى.. بعد حوالى ساعة، عدت الى المنزل.. طرقت الباب بشدة.. وعندما شاهدتنى ارتبكت لدرجة أنها عجزت عن الكلام.. دخلت حجرة نومى لأجد رجلا غريبا فى فراشى.. حاولت الفتك به ولكنه هرب.. لم أشعر بنفسى إلا وانا ادخل المطبخ واحضر منه سكينا حادا، وبلا تردد وجهت لها طعنات نافذة فى الصدر والبطن ثم ذبحتها.. حتى اتأكد من موتها».. دفن المتهم وجهه بين كفيه وتهدج صوته بالبكاء واستطرد: « تركت جثتها وهربت من المكان خوفا من رجال الشرطة او انتقام أسرتها.. حاولت الاختباء عند بعض اصدقائى وأقاربى ولكنهم جميعا رفضوا، وأغلقوا تليفوناتهم هربا منى.. ظللت اتنقل بين المحافظات من الاسكندرية الى الاسماعيلية الى القليوبية، وفى النهاية سقطت فى قبضة الشرطة».. سكت المتهم عن الكلام ورفض التحدث بأكثر من ذلك، وطلب من رئيس المباحث العودة الى محبسه.. لم يكتف المحقق بما سمعه من قاتل زوجته.. وانتقل الى منزل أسرتها، وهناك التقى بشقيقيها، واكدا ان المتهم كان دائم الشجار معها بسبب عدم مقدرته على تدبير نفقات المنزل، وانهما كانا يساعدانه بالاموال فى احيان كثيرة خصوصا بعد ان تعطل عن العمل.. وشددا على ان شقيقتهما كانت مثالا للزوجة الوفية المخلصة، ولكنه تنكر لها وقتلها بكل قسوة لمجرد انها طالبته بالبحث عن عمل.