اسمه «أحمد» واسمها «منى».. ربطت بينهما قصة حب كبيرة كانت مثار حديث الناس فى منطقة العمرانية بالجيزة.. رفض والدها زواجهما.. انتصرا لحبهما وهربا معا وتزوجا فى حجرة واحدة.. عاشا فى سعادة يحسدهما عليها الجميع ورزقهما الله بطفل ضاعف سعادتهما.. فجأة تغيرت الأحوال وكثرت المشاكل بين الزوجين الشابين، وتطورت بشكل سريع إلى أن قتل « أحمد» حماه، وشرع فى قتل ضابط وأمين شرطة.. وفى النهاية سلمته زوجته بنفسها إلى المباحث.. تفاصيل مثيرة وغريبة يرويها المتهم « أحمد . ف» الشهير ب «مانجة» فى اعترافاته أمام محقق «فيتو»: بدأ المتهم اعترافاته أمام المحقق قائلا: الحكاية بدأت منذ 4 سنوات تقريبا.. وقتها كنت مجندا فى القوات المسلحة، وربطتنى علاقة حب بفتاة تدعى «منى» وتعاهدنا على الزواج.. بعد أن أنهيت فترة تجنيدى، تقدمت لوالدها طالبا يدها لكنه رفض بحجة أننى فقير ولن أستطيع الإنفاق عليها.. ومع إصرارها على الزواج منى وإلحاح والدتها، وافق مضطرا على الخطوبة واشترط أن أقدم لها شبكة بخمسة آلاف جنيه رغم علمه أننى لا أملك هذا المبلغ.. وقبل أن أفقد الأمل فوجئت بمنى تعطينى سلسلة ذهبية كى أبيعها وأشترى الشبكة، وأعطتنى والدتها مبلغا آخر وقدمت الشبكة المطلوبة ورغم ذلك جدد والدها الرفض.. أقنعتها بالهرب معى والزواج بعيدا عن والدها، وبالفعل هربنا وتزوجنا فى شقة ضيقة عبارة عن حجرة واحدة وحمام ضيق.. عشنا حياة هادئة مستقرة بعض الوقت رغم الفقر وضيق ذات اليد، إلى أن علمنا أن والدتها توفيت وكانت زوجتى وقتها حاملا فى شهرها السابع.. ذهبنا لتقديم واجب العزاء وفوجئنا بوالدها يطردنا بعد أن لقن زوجتى علقة ساخنة.. بعد فترة وبسبب أحوال البلاد السياسية وكثرة الاضرابات والاعتصامات، تركت عملى وفقدت مصدر رزقى وازدادت الأعباء علىَ خصوصا بعد ولادة ابنى «ياسين». صمت المتهم قليلا واستطرد: بدأت زوجتى تتمرد على الحياة معى وكثرت بيننا المشاجرات والخلافات.. ويوم الحادث عدت إلى المنزل فلم أجدها وعرفت أنها ذهبت إلى منزل والدها.. أسرعت إلى هناك فوجدتها بمفردها، وتحدثت معها وأقنعتها بالعودة إلى منزل الزوجية.. فى هذه الأثناء عاد والدها ودون مقدمات انهال على ضربا وطردنى وراح يسبنى ويتوعدنى مؤكدا أنه سيطلق ابنته منى، ثم ألقى بابنى الذى لا يزيد عمره على سنة واحدة فى الشارع.. لم أتمالك نفسى وأخرجت فرد خرطوش كان بحوزتى وأطلقت رصاصة عليه أصابته فى وجهه وفررت هاربا وعلمت بعد ذلك أنه توفى فى المستشفى» عاد المتهم إلى صمته ثم تهدج صوته بالبكاء وهو يقول: « استطعت الهرب لأكثر من شهرين تسولت خلالهما فى الشوارع، ونمت على الأرصفة.. شعرت بحنين جارف لزوجتى وطفلى ومن خلال أحد أصدقائى اتفقت معها على أن أقابلها هى وياسين لأشرح لها أسباب إقدامى على تلك الجريمة.. وفى الموعد والمكان المحددين جاءت ووقفنا نتحدث، وفجأة ظهر رجال المباحث فى كل مكان.. أدركت أنها باعتنى واتفقت مع الشرطة على تسليمى.. حاولت الهرب من الشرطة ولكنهم طاردونى فى إصرار غريب إلى أن دخلت إلى إحدى العمارات فوجدت معاون مباحث العمرانية وأمين شرطة خلفى.. أخرجت سكينا كان بحوزتى ووجهت طعنات لهما، فأصبت أمين الشرطة قبل أن يتمكن الضابط من السيطرة على».. وفى نهاية اعترافاته أكد المتهم ندمه على جريمته، خصوصا أنه سيدخل السجن ولا يعلم مصير ابنه الوحيد. انتقل المحقق إلى رئيس مباحث العمرانية المقدم هشام حجازى الذى أكد أن المتهم أحمد ف، ظل يتنقل بين عدة مناطق فى دائرة القسم لأكثر من شهرين إلى أن جاءتنا زوجته وأكدت أنه طلب مقابلتها فى صالون حلاقة خاص بأحد أصدقائه، وأنها ترغب فى تسليمه للشرطة انتقاما لوالدها.. وضعنا خطة لضبطه وتمت مراقبة المكان من خلال رجال الشرطة السريين، إلي أن حضر ونجح معاون المباحث فى إلقاء القبض عليه بعد مطاردة مثيرة ومحاولة قتل الضابط وأمين الشرطة، وقد حررنا له محضرا آخر بتلك الواقعة لتواجهه تهمة جديدة خلال محاكمته.