"سارة".. قصيدة للشاعر خالد الحداد

1
ياريتنى كنت أغنيّة
تدندنى ربابتها
على شط الهوا العارى
فيتغطى بملامح قمحنا المَجدول شراعات
فننسى الموجه والهوجة
ف ضِل قليبنا والشجرة
2
ياريتنى كنت شمعايه فحين تِشتهى رؤياى
أو أبقى الرؤية ف منامها فتصحى تِنتحب أنّاى
أو أبقى الناى فشريانها وأنفخ عرقها بدمى
ويحضن خدها المَسفوح نغم ثاير على شَفتاى
فتنسجْ روحى من نولها
ويبلع دمعها دَمعاى
تِرمى الشمس ف عيونى
فضوءها يبّل تفاصيلى
ويبدأ من هنا المَشهد
فنتراقِص ونتجلَّى
ونتجلّى ف نتراقِص
فترقِينى على صوتها
فأشربها واقول الله
3
يا ذاتْ النخل والأفنان
كيف المعنى فيكى مَعان
(النجم والشجر يسجدان)
فِدا طلةْ هلال رمشِك
من الخلجات
حينها الكون وقف إجلال
سكون وثبات
كما شلال على نهدك
وصَهدِك خلى غُصنى يسيح
على خَصرِك كإنى مَسيح
وانتى الأيه والإنجيل
بحبك بس بتميلى
كإنك ف الهوا خلاخيل
بتتحايل على الرايحين
بتتخايل مع المسافات
يا بنت الشام
أنا عاشقِك بلح أمهات
وطفل رضيع بلا نزوات
بلا أستار
أنا مَدبوح على نايك بلا نوتهَ
بلا أشعار
وقلبى لو يكون توته ف يلا كُليه
على كُلٍ يا سِت الكون
أنا ولهان
أنا مَفتون
يا غصن زيتون فتَن أمى
يا عود جرجير على العَشوه
فتح نشوه ومقفلهاش
كإن شوقى طياره
وانتى المعنى للطيران
كإن عينيكى صنّاره
كإنى البحر والشطآن
جلدِك الأبيض جلدنى
جسمك المَطحون فطيفى
خلى سيفى يموت ف غِمدُه
قبل ما يطلع لموتُه
عودك الهيفاء شنقنى
فوق حِبال الشوق وشائنى
فانتشيتْك وانتشيتى
سبتى ليه دمى ومشيتى
إلتقينى ألتقيكى
قبل منك مُت فيكى
أقسِمُ حيثُ النحول
اعترانى شوق مَهول
4
يا ستْ الكل والإحسان
أنا مَردود على بابك
كما درويش
أنا مصلوب فعمدانك
ومش عيسى
أنا مَعقود فتسابيحك
غنا وتواشيح
بُكا تفاريح
وشوقى فصيح
لكنّه أبكم
5
حقيقى برتجى ضِلك
فحاوطى ضلى بكعابك
حينها أشتهى تُرابى
لأنه نال شرف قدمك
6
يا بنت العين وتِشبهنى وبالتفصيل
بحبك وانتى مش حاسّه وتلجانه
وكُلك ليل
فضلعى أنّ
يا ندّاهه
يا دوامه
بتاخدنى لظن
يا شامه ف خدْ برقوقى
يا سِنّه جُمان
يا عود رنّان وبيميس
يا ضحكة شمس بترُش الهوا تباريح
على الزاحفين
ف صف الريح
يا بنت الريح
قليبى جريح
قليب مَوهون
وانتى السِر والعلّه
بلى ريقى لو بَله
وهاتى عسلك السيّال
وانسى الجاى والأمس
فكى ضفايرك الطواحين
لحين ما يحين أوان اللمس
7
يا عين نعسانه وبتنعِس
أنا ملان
كما يونس
كما يونس أنا ملان
حبيبتى طوفان بتسحَقنى
وانا مش نوح ولا المركب
دا أنا مبتورَه أحلامى
ومش قادر
وصبرى لو يكون أيوب
فأنا موسى ومش صابر
حبيبتى إن رأتْ عينى بتتدارى
وتتدارى
فأتمهّل
فاتستنى
واكلمها تكلمِنى
فاطير فوق قلبها الأخضر
واقوم حاطط
تقول الله
اقول زيدى
تقول الآه على وريدى
فأمتص الوجع والآه
وبعد ما يخلص المَشهد
ترمى الليل على كُمى تكممِنى
فأصرخها فتألمنى
حبيبتى الحزن مش منى
دا ميت نداهه نادهنّى
وتسرق روحى من مِنها
ومن نِنها
وم التضاريس
فاعود منى ومش منى
كما عتريس
يا خلق عبيطه سامعِنّى
(ساره) الكون بحذافيره
وأشجارُه وأنهاره
وتفاصيله وعصافيره وأشعاره
ونخل وصحرا وسحابه
بتتسحب
على طراطيف صوابعها
فتشهقنى فأمطرها
وخيمه ونجمه مَنحوسه
بتعشقنى فبسترها
وفجر رضيع وليل أزرق
بيسرقنى
وبحر وسيع وشط أحمر
بيتمخطر ويتغندر
وإسبانيا بتتمشى على شعرها الموّاج
وجسمها الرجرّاج بيتدلّى
رحيقْ مختوم
(وفى ذلك فليتنافس المتنافسون)
انا موهوم
وفاتنى النوم
وكوكب ينحنى مدارُه لها تعظيم
30 يوم
حبيبتى حبى ليها مُجون
لكنّه عظيم أوى ومَتهوم
وانا عارف
منيش عارف
ولو تِلمحنى خطاويها
بحضُن ضلها مجازًا
على الواقف
وأنا ماشى
فتسمعنى وانا بنده
وانا بنده بتسمعنى
يا جنيه
يا جنيه
ترد تقول انا هىّ
بصوت خافتْ
فأتطمن وتتطمن