مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يتوجه حوالى 14 مليون ناخب كينى بعد غد الإثنين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس البلاد الجديد فى أول انتخابات رئاسية تجرى فى كينيا منذ اقرار الدستور الجديد عام 2010. وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة على المستوى المحلى والدولى نظرا لما شهدته انتخابات عام 2007 من أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص وتهجير الآلاف . وفى خطوة مهمة على طريق اجراء انتخابات حرة ونزيهة وخالية من العنف أجريت انتخابات تمهيدية فى 17 و18 يناير الماضى بهدف تحديد من يحق له خوض الانتخابات المقبلة من المترشحين داخل الحزب الواحد لتفادى تشتت الأصوات. كان الدستور الكينى الجديد الذى تجرى الانتخابات الرئاسية فى ظله قد أحدث الكثير فى المشهد الانتخابى من أهمها تحديد مدة حكم الرئيس بفترتين رئاسيتين فقط وانتخاب نائب للرئيس ذلك المنصب الذى استحدث بهدف اختيار شخص مؤهل لخلافة الرئيس بصورة تلقائية فى حالة وفاته أو عجزه عن القيام بمهامه خلافا لما كان الوضع عليه قبل التعديلات الدستورية الجديدة . ويرى المراقبون أن الدستور الجديد سيحول كينيا من بلد مركزى إلى بلد شبه فيدرالى من خلال تطبيق نظام الأقاليم الذى سيرى النور بعد الانتخابات المقبلة ، حيث قسمت البلاد إلى 47 إقليما لكل منها حاكم ومجلس محلى يدير شئونه كما سيزداد عدد أعضاء البرلمان طبقا لهذا النظام ، ومن بين الانجازات التى حققها دستور كينيا الجديد أيضا قضية توزيع الثروات بشكل عادل واعطاء الصلاحيات للسلطات المحلية لما تمثله هذه القضية من أهمية للمجتمعات التى كانت تشكو التهميش . كما أن من أبرز ملامح الانتخابات الرئاسية رفض الناخبين للكثير من الرموز السياسية لما عرف عنهم من الفساد والمحسوبية ، حيث هناك رغبة عارمة فى ضخ دماء جديدة فى الساحة السياسية فى ظل الدستور الجديد وإزدياد دور الطبقة الشابة إلى جانب إزدياد الوعى لدى المواطن الكينى . ويتنافس فى الانتخابات الرئاسية ثمانية مرشحين هم راييلا أودينجا ، وأهورو كينياتا ، ومحمد عبدوبا ديدا ، ومارثا وانغارى كاروا ، وبيتر كينيث ، وجيمس أولى كييابى ، ويكليف موساليا مودافادى ، وبول كيبوجى مويتى . وتنحصر المنافسة فى الانتخابات الرئاسية بكينيا التى تلعب فيها القبلية والمال السياسى الدور الأبرز بين " أوهورو كينياتا " الذى يقود حزب التحالف الوطنى ، وراييلا أودينجا رئيس الحركة الديمقراطية البرتقالية ، فوالد الأول كان أول رئيس لكينيا فيما كان والد الثانى نائبا له مما دفع البعض إلى القول إن التاريخ يعيد نفسه . والمرشح راييلا أودينجا يشغل منصب رئيس الوزراء ، وخاض الانتخابات الرئاسية عام 2007 وخسر فيها وبعد أعمال عنف تم التوصل إلى اتفاق محصصة أفضى إلى تعيينه فى هذا المنصب ، حيث ركز فى حملته الانتخابية على الشباب واعدا بمساعدتهم للحصول على فرص العمل والتعليم. وقال أودينجا إنه سيعمل على انشاء وكالة للتحويلات النقدية للفقراء والمسنين ، وبرنامج للشباب الذين ينتظرون دخول الجامعة أو يبحثون عن وظيفة للتدريس فى المدارس الابتدائية . وكان أودينجا قد حصل على درجة الماجستير فى الهندسة الميكانيكية ، ومنح درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة نيروبى وجامعة فلوريدا للزراعة والميكانيكا بالولاياتالمتحدةالأمريكية ، وولد فى 7 يناير 1945 فى ماسينو بمحافظة نيانزا . أما المرشح أهورو كينياتا، فقد خسر أيضا الانتخابات الرئاسية عام 2002 ، إلا أنه فاز فى العام نفسه بمقعد جنوب جاتوندا فى الانتخابات البرلمانية ، وترشح مرة أخرى عام 2007 للانتخابات الرئاسية ، إلا أنه انسحب لصالح إعادة انتخاب الرئيس الكينى مواى كيباكى ، وعينه كيباكى كوزير للحكومات الإقليمية ، ثم أصبح نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للتجارة ، ثم شغل منصب وزير المالية بين عامى 2009 و2012 ، إلا أنه استقال من هذا المنصب بعد أن وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لدوره فى أعمال العنف التى اندلعت عام 2007 - 2008 فى أعقاب الانتخابات الرئاسية ، وينفى كينياتا ارتكاب أى أخطاء . ويركز كينياتا فى برنامجه الانتخابى على قيام كينيا متحدة " تحت مظلة حلم واحد وهو بناء أفضل كينيا " ، ووعد أيضا أنه سيركز على قضية ملكية الأرض ، ويعتزم تحويل كينيا إلى مركز اقتصادى ، جاعلا من الاقتصاد الكينى اقتصادا يقوم على التصدير . وقد ولد كينياتا فى الأول من أكتوبر عام 1961 ، وحاصل على درجة البكالوريوس فى السياسة والاقتصاد من كلية أمهرست فى الولاياتالمتحدةالأمريكية .