أجرى المرشحون الثمانية على الرئاسة في كينيا أول نقاش رئاسي يجري وجها لوجه في البلاد يوم الاثنين، وذلك في ظل ارتفاع مستوى التوتر قبيل الانتخابات التي ستتم الشهرالمقبل. وقد ظهرالمرشحون، وهم رئيس الوزراء رايلا أودينغا ونائبا رئيس الوزراء أوهورو كينياتا وموساليا مودافادي والنائب مارثا كاروا ومساعد وزيرالتخطيط والتنمية الوطنية ورؤية 2030 بيتر كينيث والسكرتير الدائم السابق لشئون التربية جيمس أولي كيابي والنائب السابق بول مويتي ورجل الأعمال محمد عبدوبا ديدا، على منصة مدرسة بروكهاوس الدولية في نيروبي عند الساعة 7:30 مساءً بالتوقيت المحلي وأجابوا حتى الساعة 11 مساءً على أسئلة تتناول مجموعة واسعة من المواضيع. وكان من المفترض أن يمتد النقاش على فترة ساعتين فقط. وشملت المسائل التي تم تداولها خلال النقاش الحوكمة والأمن والخدمات الاجتماعية وسياسات الأحزاب. وتعهد جميع المرشحين بمحاربة الفساد والعصبية القبلية وبدوا متفقين على الدورالأساسي الذي سيلعبه تطبيق الدستور في معالجة تلك المسائل. وسيتم في نقاش ثانٍ حُدد موعده في 25 شباط/فبراير تناول مواضيع الاقتصاد والأراضي والأيلولة والسياسة الخارجية. حالة توتر ترافق عمل المحكمة الجنائية الدولية وأظهر النقاش الرئاسي الذي جرى يوم الاثنين حالة التوتر التي تلّف المحاكمة التي ستجريها قريبا المحكمة الجنائية الدولية والتي تشمل المرشح على الرئاسة أوهورو كينياتا وحليفه في الانتخابات ويليام روتو لدورهما في التخطيط لأعمال العنف في انتخابات 2007. وقد تتزامن المحاكمة التي ستبدأ في 11 نيسان/أبريل مع جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي يجب أن تجري خلال شهر في حال لم يتمكن أحد المرشحين من الفوز ب51 في المائة من إجمالي الأصوات في الجولة الأولى. ويواجه كل من كينياتا وروتو اتهامات للدورالذي يُعتقد أنهما لعباه في التخطيط لأعمال القتل والاغتصاب والعنف التي جرت بعد انتخابات 2007، وقد رفض الرجلان هذه التهم الموجهة إليهما. وعندما سؤل كينياتا كيف سيوفّق وروتو بين المثول أمام المحكمة وتولي منصب الرئيس في حال انتُخب، قال "سأتمكن من معالجة مسألة تبرئتنا... مع ضمان استمرار عمل الحكومة في الوقت عينه". وقد هزأ خصمه الأهم، أودينغا، من احتمال إدارته البلاد من مقرالمحكمة الدولية في لاهاي. وقال أويدنغا، "أعرف أن إدارة الحكومة من لاهاي بواسطة برنامج سكايب ستشكل تحديا كبيرا. أعرف أن الأمر غير عمليّ". التفرقة بين السياسة والعصبية القبلية احتشد الكينيون في مراكز الترفيه وفي المنازل لمشاهدة النقاش التاريخي الذي تم بثّه مباشرةً على التليفزيون والراديو وعلى مواقع الإنترنت ليتمكن المغتربون من متابعته. وقال أدامز أولو، وهو محلل سياسي على رأس قسم العلوم السياسية في جامعة نيروبي، في حديث لصباحي إن النقاش منح الناخبين فرصة لتقييم المرشحين بحسب السياسات التي يطرحونها. وأضاف "هذه المرة الأولى التي نرى فيها المرشحين على الرئاسة يشرحون برامجهم بشكل واقعي. فكانوا يمرون مرور الكرام على هذه البرامج خلال حملاتهم السياسية وفي موجة من الدراما والترفيه التي تصعّب على الناس فهم ما يقوله [المرشحون] حتى الوثوق بهم". وسائل الإعلام تنتج حدثا تاريخيا قال مدير العمليات الخاصة بالنقاشات الرئاسية، فرانسيس مونيووكي، إن الكلفة التقديرية لإقامة نقاش يوم الاثنين بلغت 100 مليون شلن (مليون و100 ألف دولار)، وقد تكبدتها مجموعة من وسائل الإعلام الكينية بما في ذلك مجموعة نيشن ميديا ورويال ميديا سيرفيسز وستاندرد كروب وراديو إفريقيا وكينيا برودكاستينغ كوربوريشن وميديا ماكس و34 محطة إذاعية أخرى. ونقلت صحيفة ديلي نيشن على لسان مونيووكي قوله إن "تلك كانت فرصة للمرشحين لإشراك الناس وعرض ما يفرّق فعلا بينهم وبين منافسيهم. نريد بهذه الطريقة استعمال الإعلام لمساعدة الناخبين على اتخاذ قرارات تستند إلى اطلاع مسبق خلال الانتخابات، وتعزيزالسلام في الوقت عينه". يُذكر أنه كان في آخر لحظة سيتم تعليق النقاش بعد أن تم استثناء مرشحين اثنين أقل شهرة من الآخرين من الاجتماع، وحصول مويتي على أمر من المحكمة يسمح لهما بالمشاركة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. أخبار مصر - البديل Comment *