أنثى تروق أخا الهيام حسناء فارعة القوام.. جسم رشيق زانه عنق حاكى عنق النعام الأبيات السابقة كتبها الشيخ يوسف القرضاوى منذ أكثر من 83عاما فى وصف محبوبته «القلة».. تلك الفاتنة التى ولدت بقنا قبل أن يولد التاريخ فأولاها فنانى الجنوب بالرعاية فجملوها وحسنوها حتى شبت عن الطوق فطافت معارض العالم وزينت كبرى الفنادق. عم مرتضى فنان زاد عمره على السبعة آلاف عام.. على كرسيه جلس والده وجده وجد جده يصنعون الأوعية الفخارية بجميع أنواعها وعلى رأسها القلة «القناوى».. وهو يعرف تاريخ صناعة القلل جيدا.. فقد بدأت فى عصور ما قبل التاريخ مرورا بحضارة نقادة الأولى والثانية ومن قنا انتقلت الصنعة لبعض الدول العربية فى سوريا وفلسطين والبحرين.. وهناك عائلات كاملة بقنا تخصصت في صناعة الفخار مثل الفخارين والفواخرية وغيرهما.. كذلك فإن هناك قرى اشتهرت فى هذا الفن اشهرها قرية المحروسة وحجازة وبعض قرى قوص.. واصفا نفسه برئيس حزب «القلة» يقول عم مرتضى إنه واحد من أقدم صناع الفخار بقنا وعاش طيلة حياته ينتج ويعلم الصغار أدق أسرار المهنة التى تصارع الزمن .. عم مرتضى لا زال يذكر أيام زمن الفن الجميل وأيام وفرة العاملين في هذه المهنة التى كانت فى يوم من الأيام من أهم المهن. وقتها كان العامل يصنع أكثر من 04قلة يوميا مقابل قرشان أو ثلاثة قروش.. ثم ينقل الحمالين عدد ضخم من القلل إلى شاطىء النيل ليأخذها التجار بعد رصها في المراكب ثم تذهب إلى كل بيت فى مصر.. يقول عم مرتضى كانت هذه الرحلة تحدث مرتين كل عام.. رحلة فى الشتاء وأخرى فى الصيف.. وكانت تجارة القلل تدر ربحاً وفيراً وليس معنى هذا أن عرش الفخر انهار بقنا ولكن مع التطور السريع الذى نعيشه فإن المهنة أصبحت تصارع من أجل البقاء. أما عن كيفية صناعة الأوانى فيؤكد عم مرتضى أن هذه العملية تحتاج إلى صبر وحرفية عالية فهى عملية شاقة ومجهدة يستخدم فيها الصانع العديد من الأدوات مثل الشاطوف والخيطة والسادف والجارودى والعجلة الدوارة والغربال والمفحار وهذه هى أدوات صانع القلل ولكل منها دورها. مضيفا: فى البداية يتم إعداد الطين في حفرة كبيرة بعد تنقيته من أى شوائب ثم يعجن جيدا قبل الاستخدام حتى يبدأ فى التماسك.. يأخذ الصانع قطعة الطين ويضعها أعلى القرص الدوار الذى يحركه عن طريق عجلة يدفعها بقدمه ثم يبدأ فى تشكيل القطعة من أسفل إلى أعلى مع استمرار الدوران ولا مانع من تنسيمها بالماء ثم توضع فى الفرن المخصص لذلك، لتخرج زاهية تسر الناظرين، وهى أوانى أفضل من تلك المصنوعة من الألومنيوم. جدير بالذكر أن كل صانع قلل محترف يأخذ على عاتقه مهمة تعليم واحد من أبنائه أو أكثر الصنعة حتى لا تنقرض المهنة والقلة!!