السكون طفل مُدَلل يُراقص روحي الحالمة ويمد يده الحانية ؛ لمصافحة تلك الفراشة المرسومة على وجنتي! والكمان تريد أن تقول شيئًا! عقارب الساعة "ماكرة" لا يفوتها عقد صفقات مع الفراغ! والسكون يلعب الكُرة مع دميتي الموشومة على الحائط! وحائطي يشكو الملل أليس عليه سوى الحديث مع جدرانه الأربعة والستائر المنقوشة بحزم؟! ملعقة وحيدة برفقة كأس وعلبة ثقاب فاخرة لهذا المسكين "المُثَقَف"! الجالس أمامي يتجرع هموم وطنه وينظر إلى صورة "جيفارا" في ألم! والكمان تريد أن تقول شيئًا! ومصرع طفل على الطريق المُطِل عليه نافذتي ونافذتي تُخرِج لسانها للمارة! والمارة عابسون أدمنوا التأفف والكمان تريد أن تقول شيئًا! الشتاء يعزف أنشودته المُمطرة ثلجًا والناس تهرول حيثُ المظلات والأبواب والأماكن المقفولة! ويقفز من ذهن شاب على مطلع قصيدة رومانسية سؤال لماذا يخشى أهل بلدتنا المطر؟! وهاتان الفتاتان المخبولتان في نظر الجميع تأكلان "الآيس كريم " بجوار لافتة لأحد مُرشحى الرئاسة! وأنا أهمس إلى صبري يطول مادام يستمر المطر والكمان تريد أن تقول شيئًا! والأرصفة تُرضِع المُتسولين دفئًا! وقطعة ثلجية تهبط على رأس أحدهم في عبث والكمان تريد أن تقول شيئًا!