الجرام يسجل أقل من 3900 جنيها.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    «واشنطن».. البنتاجون يقيل رئيس وكالة استخبارات الدفاع    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    ملف يلا كورة.. خطة انتخابات الأهلي.. رسائل الزمالك.. واعتماد لجنة الحكام    طائرات الإحتلال تستهدف المنازل في حي الزيتون بقطاع غزة    الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسميًا.. ماذا يحدث في غزة؟    محمد النمكي: الطرق والغاز جعلت العبور مدينة صناعية جاذبة للاستثمار| فيديو    أهداف إنشاء صندوق دعم العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد    مصرع طالب صعقًا بالكهرباء أثناء توصيله ميكروفون مسجد بقنا    «مياه الأقصر» تسيطر على بقعة زيت فى مياه النيل دون تأثر المواطنين أو إنقطاع الخدمة    عصابات الإتجار بالبشر| كشافون لاستدراج الضحايا واحتجازهم بشقق سكنية    رحيل الفنانة المعتزلة سهير مجدي.. فيفي عبده تنعي صديقتها وذكريات الفن تعود للواجهة    حنان سليمان: كفاية دموع.. نفسي في الكوميدي| حوار    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    أبطال فيلم "وتر واحد" يشاركون ويجز تألقه على مسرح العلمين    «الشمس هتغيب قبل المغرب».. كسوف الشمس الكلي يظهر في سماء 9 دول بهذا التوقيت    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    «عايز أشكره».. آسر ياسين يصعد على المسرح خلال حفل ويجز بمهرجان العلمين.. ما القصة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    في مباراته ال 185.. إصابة حكم باريس سان جيرمان وأنجيه    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    العملاق مدحت صالح يبدأ حفله بمهرجان القلعة بأغنية "زى ما هى حبها"    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    أول تعليق من النني بعد فوز الجزيرة على الشارقة بالدوري الإماراتي    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقاء وحوار مع الشاعرة التونسية سحر الغريبي

الشاعرة التونسية سحر ألغريبي شخصية في مقتبل العمر، تتمتع بالذكاء، وسعة الاطلاع وعمق ثقافتها، شخصيتها صريحة وجريئة، ومنفتحة اجتماعياً، لديها شهادة ماجستير في الأدب العربي وتعد لرسالة الدكتوراه، إنسانة مجدة ومكافحة، نالت عدة جوائز على نشاطاتها المتميزة من وطنها تونس، تدافع عن المرأة من خلال قصائدها الشعرية، تقول الشاعرة سحر وبكل صراحة:شخصياً من دون حب، لا أستطيع أن أستلهم الصور، وأنظّم الشعر. كعادتي مع كل من أحاورهن من الشاعرات، كان سؤالي الأول لها هو:
@ الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك إن وجدت، وأي معلومات شخصية أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء ؟؟؟
سحر ألغريبي تونسية، سني 29 عاماً، متحصلة على الماجستير في اللغة والآداب العربية، اختصاص أدب، أعدّ حاليا، أطروحة الدكتوراه، حول الشعر الممسرح، شاعرة متحصلة على عدة جوائز وطنية.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
نعم، أؤمن بحرية الإنسان عامة، وحرية المرأة خاصة...وأعرف أنّ مجتمعنا العربي بقيت تحكمه بعض الضوابط التي تحد من حرية المرأة، لذلك أسعى من خلال قصائدي الشعرية، إلى تجسيد المرأة، وتصوير أحاسيسها، كما أحاول تمثيل الشخصية النسوية في كافة الاجتماعات، والأمسيات، والندوات، التي أحضرها...ولهذا أبدو منفتحة اجتماعياً، وناطقة باسم المرأة التونسية والعربية على حد السواء، هههههههه لا استطيع الثناء على نفسي وأقول أنا قوية وجريئة.
@ ماذا يمكن أن يمثل الرجل في حياتك الشخصية كأنثى، وماذا يهمك به، ومتى يسقط الرجل من عينيك ولا تأبهي به؟؟
الرجل في حياتي الشخصية، شيء مهم...الرجل أبي، الرجل أخي، الرجل حبيبي، الرجل شاعري...وما يعنيني به أساسا هو ذاك التكافؤ، الذي ألتقي به معه...لا بد من أن تكون هناك نقاط جامعة بيننا، ليتم التواصل...ويسقط الرجل من عيني، إذا ما تخلى عن رجولته، وخان أو افتقد مبادئه.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، وهل لديك مؤلفات منشورة او مطبوعة ؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟
علاقتي بالكتابة، علاقة قائمة على أساس السليقة، فمنذ البدء كنت أكتب نصوصاً لأصدقائي الأطفال في المدرسة، وكانوا يطربون لسماعها...نعم، لدي مخطوط شعري لم أنشره بعد..قرأت كثيراً لمحمود درويش، وجبران خليل جبران، وبول شاؤول، وسعدي يوسف، وادونيس..ويظل الشاعر محمود درويش مصدراً مهماً، أعود إليه، كلما حاولت الاستئناس بفعل القراءة.
هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:عازف القصيد:
في البدْءِ، كان قصيدةً، لا تنتهي كلماتُهُ الحُبلى، تئِنُّ على الكمانْ، حرفٌ يلامس أحرفا:دون أن يلقى دبيبُ النملِ أوتارَ أخطبوط يديه عّشش في المكانْ: ريشةُ الألحان تعزف نحْبها، كعصا المعلّمِ، تغرسُ أل " دُمْ تَكْ " على كَفيّْ غُلامْ مي: من ترانيم الأنين، تناسلت شفتاه لحنا بالقلمْ فا : فاقدٌ للصوت يُزهر صَمته ُ والزهر يمرحُ بين صُلفاج القصيدة كالنشيدِ معطّراً بنبيذ جانْ صولْ: صوْلجانُ يحكّ مفتاحَ الصَبّا لا : لا لرجع صدى الصّباح ِ فللنجومِ نوافذٌ...والعازفُ الشفافُ يشحن نجمه المستقبليَّ بكهرمان سي : سوف يقتلع المقامَ بأخطبوط يديه ِ موسيقى تنام ُ
@ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها بكتاباتك بشكل عام ؟؟؟ وهل للسياسة والمرأة مجال في كتاباتك ؟؟؟؟هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟من هم في رأيك أهم الكاتبات والشاعرات والأديبات التونسيات؟؟
نعم، المرأة هي المجال الحيوي في قصائدي، أما السياسة، فلا تعنيني بقدر ما يعنيني هذا الوطن، الذي اتفق السياسيون فيه على أن لا يتفقوا..وبالنسبة إلى نمط الكتابة، فأنا لا أرى بداً من هذه التصنيفية، بين ما هو ذكوري وما هو أنثوي...النص وحده يبقى رهن النقد...أقرأ لآمال موسى، وفوزية العلوي، وصفية قام، وراضية الشهايبي.
@ماذا يمثل الحب في حياة سحر وماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شخصياً من دون حب، لا أستطيع أن أستلهم الصور، وأنظّم الشعر...الحب هو أسمى شيء في هذا الوجود، فإذا ما مات، انتفت الإنسانية. هذا نموذجاً لما كتبت بعنوان: وجه/قفا:
هو لا يحبّك أنتِ، يغريه فقط، شكل التفاح، حين ينضج في غير موسمه، هو لا يحبّكِ أنتِ، يعجبه فقط جذع النخلة، حين تزأر فيه الريّحُ، ولا يمرض، هو لا يحبّك أنتِ، يحبّ وجهكِ، فكوني قفاه.
@كيف تصفي لنا وضع المرأة التونسية من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية بشكل عام ؟؟وكيف تصفي لنا نظرة الرجل التونسي لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟
المرأة التونسية، امرأة متحررة، ومثقفة بشكل عام، وتملك من التوعية، ما لا تملكه كثير من النساء في بعض البلدان العربية، والرجل التونسي، يقدر ذلك، ويتفهم ما توصلت إليه المرأة التونسية اليوم...فالمرأة، بلغت مراتب كبرى في الحياة الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، ويمثل ذلك سمة من سمات الديمقراطية، والشراكة بين الذكر والأنثى في المجتمع الواحد. هذه قصيدة من شعاري:
هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:امرأة
لست مريم المجدلية، لكني أنجبت بناتاً كثيرات، من رجل لا أعرف اسمه، حدثتهن طويلاً عن الحب، في زمن الكوليرا ، وعن ذكرى عاهرات ماركيز، أنا أخشى على بناتي من عواء الذئاب، في الكهوف الملتوية، أخشى من تدافع الأحصنة، على المنزلقات البر مائية، ومن دبيب النمل، على شرفة لم تفُتح بعد للريح، ولهذا، سجنتهنّ مدة مائة عام، مائة عام من العزلة. تكفي لأن لا أكون امرأة، لستُ مريم المجدليّة، لكن الملائكة طردت مني سبعة شياطين، تزوّجتُ أحدهم، على قبر زوجته، فأصبحت تزورني في المراحيض، وتحدثني عن حجارات فرجينيا وولف، وعن نهر أوس العظيم، هذه أنا، أفكر بشيء يقودني إلى الانتحار، أفتح شرفتي على الحزن الغائر في أعماق الروح .أحرّر بنات أفكاري من مائة عام، اختزلتُها في وصف وقائع موت معلن، جسد يفقأ عينيه ليرى، نور يدخل من فوهة كهف، سكنه الذئاب، أرانب تقفز خلف فراشات، تخرج من فمي، كل هذا، وأنت أيها المسكون بالشبق المحموم، ما زلت في الكهف، تنعتني بامرأة .
@ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان وخاصة الكتاب والأدباء والشعراء؟؟؟
أنا مع ظاهرة الصداقة على النت، ولكني لا اعتقد أنّ الحب أو الزواج، يمكن تحقيقه عير هذه الشبكة الافتراضية..شخصياً أرى أنّ هذه الشبكة، تقع على طرفي نقيض، لها إيجابيات وسلبيات في الآن نفسه، ويمكن أن تسبب للكاتب إضاعة للوقت، كما يمكن أن تساهم في نشر نصوصه وإذاعة صيته.
@ما هي أهم مشاكل الكتاب والأدباء التونسيين التي يعانون منها في تونس الخضراء؟؟
نقص الدعم المادي، يبقى من أهم المشاكل، فوزارة الثقافة، لا تشجع المبدع التونسي، ولا تدعمه مادياً بالقدر الكافي. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: المزهرية:
وأنا أعِيدُ صناعَةَ النسيانِ، قرْبَ المزهرّية،ِ لا أرى غير الزهورِ السابحاتِ على المحيطِ اللولبيِّ، تُعِدُّ موكبَ موتِها. كقبيلةٍ نمليّةٍ، سبحتْ بكوبِ الشّايِ، رافعةً نعوشًا للسماءِ، ولا أرى أحداً، سوى رَجُلِ الخياناتِ الكثيرةِ، يقطفُ الأزهارَ يُدْميها بأظفارٍ من الكبريتِ، يُحْرِقُها على الإسفلت، يَصبغُها بأسمنْتٍ ويمضي في المحيطِ، مفتّشاً عن زهرةٍ أخرى، هنا رجلُ الخياناتِ المثيرةِ للعدمْ، يستلّ عينَ البندقيّةِ، كي يشكّلَ ثقبَ نايٍ في جبينِ المزهريّةِ، موعدٌ يأتي لينثرَ جرحَه المعتادَ في نفْسِ التفاصيلِ القديمةِ، لعنةٌ ترتادُ بي ذكرى...أنا سمّيتُ نفسي نرجساً، لكن حنيتُ كرامتي لأّوائل المارّينَ فوق فصيلتي، سبّحتُ باسمي في القصيدة، ِ سبَّحَتْ كلُّ الحُروفِ بحمْدهِ، هل لي إذن أن أركبَ النسيانَ؟؟ هل من صاعدٍ نحو اكتمالِ الحُلْمِ؟؟ كي يَسْري بأحزانيِ ويرْميها بعيداً عن يد الإنسانِ، هل من نازلٍ من رحْمةِ الله الكبيرةِ؟؟؟ كي يسافرَ بالأسى...ذاك الأسَى نسيَ ارتحالَهُ عن رؤايَ، فكلّما ودّعْتُ حُزنًاً، عَاودتني غُصّةٌ أخرى، كزهْرٍ كلّما فتحَتْ أصابُعُه النديّةُ، شمعةً ذَبلتْ يداهُ. كأبْكم أعياه صوْتُه في الفؤادِ، وكلّما نطق الحُروفَ أعادها، رجْعُ الصّدى حتى الأسى، نسيتْ مدامِعُه الغزيرةُ، أن تودّعَ مُقْلَتِي، حتى الأسى مثلي، ضعيفاً لا يُجيدُ صناعةَ النسيانْ، وأنا أفكّر في اختراعٍ ما لأنسى.. أشتري قلباً حديديّاً، وأمضي في التلذّذِ بالألمْ، أمضي إلى مُدنٍ من البالونِ، أنفَخُها بذكرى الحبِّ، أثقبُها على شرف الخياناتِ العديدةِ.
في الهواء، تُسابق الذكرى الرياحَ إلى المَسافاتِ البعيدةِ...في الضياع، أُسابقُ الذكرى إليَّ أعلّبُ الماضي بكُومٍ من ثقابٍ، أضْرمُ النيرانَ في كنَفِ السّرورِ، أعيدُ تشكيلَ الزهورِ بِلمْسَةٍ أخرى، وأمضي...هكذا قلبي تُحوِّلُهُ الخيانةُ، صخرةً، هي صخرةٌ تهذي بقرْبِ المزهرية.
@ ما هو رأيك الشخصي بشعر التفعيلة والشعر الحديث، او الحر؟؟؟ وأيهما تفضلي وفقا لعصرنا الراهن؟؟؟
شعر التفعيلة مناسب لكل زمان وأوان...على الشاعر الحقيقي، أن يبدأ بنظم الشعر الموزون، حتى يضمن لنفسه انطلاقة سليمة، ثم له أن يكتب مثلما يريد.
@ هل تعتقدي، أن الشعر ودوره الحالي في المجتمعات العربية، تراجع عما كان عليه في العهود الماضية، وما هو السبب؟؟؟
نعم..نحن في مرحلة بناء، فأغلب الأنظمة العربية القائمة تم إسقاطها..المرحلة تستوجب نظراً وتمحصاً والتفافا حول البلدان...لذلك استدارت الرقاب نحو الأوضاع السياسية...الشعر أصبح قرين الثورة في مجتمعنا العربي، لذلك، تراجع عما كان عليه في العهود الماضية...فأغلب الشعراء أصبحوا يتمعّشون من الثورات العربية، والأنظمة البائدة والصاعدة.
@هل تعتقدي أن المجتمعات العربية، تعاني من أزمة مثقفين وثقافة حديثة متطورة، وماذا عن مصر بشكل خاص؟؟؟
نعم هذه أزمة عامة وشاملة..هي أزمة حضارة، بأكملها دون أن أستثني مصر.
@ما هي نصيحتك للشاعرات المغمورات والمبتدئات ؟
التكثيف من فعل القراءة وتعميق الثقافة وتفعيل الحس النقدي والإبداعي، وهذه قصيدة من أشعاري: هذه قصيدة من قصائدي بعنوان: على جدار قصيدة:
يا منصتاً للعازف المنسابِ، قمْ وارقصْ كزوربا في محافلِ نصره، يا راقصاً فوق الكلام مرفرفاً، غنّ مع اللحن المعدّ بصمته، إنّ الكليمَ قصيدة ،ٌ لا تنتهي سرّاً علانية..يظل قصيدةَ لا تنتهي، فهو القصيدة كلها، وهو الأناشيدُ الحزينةُ كلها، وهي التي كانت حبيبَتها الأنا، صارت تحبّه كلَّه، لا شيء يثنيه ليقطف جيدها، لا شيء يثنيها لتلبس جلدهُ، مطرٌ على الجسدين يغسل نايه وكمانه الورديّ، قد ركب القصيدة في الأوان، في البدء كان قصيدةً لا تنتهي، عوداً على بدء... يظلّ قصيدة لا تنتهي، وهي التي نامتْ على أوتار قلبهِ، أدركت أنّ الذين تحبهم من قبله،ِ كانوا أكاذيب الزمانْ
@ما هي أهم التحديات التي واجهتيها في الحياة، وما هي التحديات والصعوبات أمام الأديب والشاعر والكاتب التونسي عامة؟
أهم تحدي بالنسبة إلى كل شاعر..هو تحدي الكتابة..أن تبتدع نصاً، وتنتجه، فذلك نوع من أنواع التحدي القائم بين الذات وشعريتها. الكاتب التونسي عموماً، يقع في تحديات، ويكون أمام صعوبات مختلفة، أهمها مواجهة النفس والمجتمع، والتصالح مع هذا وذاك.
@ هل أنت مع حكم الإسلاميين والجماعات التكفيرية والقاعدة لتونس، وكيف تصفي لنا الوضع الآن؟؟؟
بالتأكيد، أنا ضد الإسلام السياسي، وضد الإسلاميين، الذين يكفرون أخوتهم باسم الدين...الوضع القائم في تونس، أشبه بقطعة مرطبات، يتدافع الجميع عليها ويتلهفون بقصد التهامها.
@ما هي أحلام وطموحاتك التي تنوي وتتمنى تحقيقها؟؟؟
أن أدير بيت الشعر التونسي يوما ما. هذه قصيدة من كتاباتي بعنوان:ظلان:
يوم الأحدْ، ظلٌّ على ظلّ،ِ يجرّب كلَّ أشكالِ الجسدْ، ظلّ كنارٍ أمطرت لهباً، ونامت في الثرى، ظلّ كعصفورٍ ضرير،ٍ يستجيرُ تبصّرَاً، النورُ ظِلٌّ دامعُ العينينِ، تؤلمه المساميرُ التي وخزت أصابعَه النحيفةَ، مثلما ظلّتْ إنانا تمطر الدّمع الغزير، تحسّرَا النار ظِلّ ٌ باسمُ الشفتين، يُضرم في الأنين شهيقَهُ وزفيرُه، يستلّ أعمدةَ الجريدةِ، كي يلاحق نومَهُ كالحيّة السوداء، تزحف نحوهُ، وكرامة الانثي تقاتل خطوها كالقطة السوداء، تنبش ظهرهُ، فإذا بظلّه لا يطوله ظُفرُها
أنثى تسائل ظلّها المثقوبَ من ألمِ الكمدْ: ماذا ستخسَر لو نزعتَ سوادَكَ المقلوبَ يا ظلّي؟ أنا فُرشاةُ دي فنشي، أنا أثرُ الفراشاتِ التي تمشي على شهواتِها الصمّاءِ، كن في الشوق كالشبقيِّ، كن مثلي أنا، لا شيء يشبهني سواكَ، فلا تكن مثلي فلا.. لا لا تكن مثلي..وحيداً، إلاّ من قمر الأحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.