كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر، عندما امتلأت شقة مفروشة بإحدى عمارات شارع أحمد عرابى بالمهندسين، بعدد كبير من ضباط مباحث الجيزة وخبراء الأدلة الجنائية، لفحص جثة شاب أجنبى عثر عليه مقتولا داخل الشقة.. بعد نحو الساعة تلقى محقق «فيتو» اتصالا هاتفيا من أحد مصادره الخاصة يخبره بتلك الجريمة.. لم يضيع المحقق وقتا وحمل أدواته وانطلق إلى مكان الحادث، فوجد تعزيزات أمنية وحراسات شديدة على مدخل العمارة.. أيقن أن تلك الجريمة ليست عادية وربما لها أبعاد سياسية خطيرة.. وأثناء بحثه فى ملابسات الحادث، ترددت أنباء أغرب من الخيال يرويها فى السطور التالية: أشارت الأنباء إلى أن الأجهزة الأمنية عندما وصلت المكان، عثرت على شاب فى نهاية العقد الثالث من عمره، مذبوحا وملقى على الأرض فى صالة الشقة، ومن خلال المعاينة المبدئية للجثة تبين إصابته بجرح ذبحى فى الرقبة، وعدد من الطعنات النافذة فى أماكن متفرقة من الجسم، وعثر بجواره على جهاز لاب توب متصل بشبكة الانترنت وحقيبة صغيرة، وتلاحظ أنه لا توجد آثار عنف أو بعثرة فى محتويات الشقة أو سرقة أى شىء منها، ما يؤكد أن الجريمة لم تكن بدافع السرقة.. وبسؤال حارس العقار المدعو «شريف مرزوق»، أكد أن المجنى عليه هو « برميلا أرزبيل» يحمل الجنسية الأوكرانية، وأنه استأجر الشقة منذ 8 أشهر تقريبا ولم يكن له أى اختلاط بالجيران.. الحارس أشار إلى أنه كان يستقبل بعض الشباب المصرى، وفتيات أجنبيات على قدر كبير من الجمال.. وليلة الحادث جاء شاب مصرى برفقة فتاة أجنبية وصعدا إلى الشقة ولم يخرجا منها إلا فى الصباح.. حارس العمارة أضاف –بحسب مصادر خاصة- إنه بعد يومين فوجئ بالساكن فى الشقة المقابلة لشقة القتيل، يخبره بوجود رائحة كريهة تخرج من الشقة.. صعدا إليها وطرقا الباب عدة طرقات ولم يستجب لهما أحد، ففتح الحارس الشقة بنسخة المفتاح التى كانت بحوزته ليجدا المجنى عليه جثة هامدة فى صالة الشقة.. تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى بعد رفع البصمات وتحريز «اللاب توب» والحقيبة. المعلومات الأولية التى حصل عليها رجال المباحث فجرت مفاجآت من العيار الثقيل.. فالقتيل يهودى الديانة وزار إسرائيل عدة مرات، وهناك احتمال كبير أن يكون جاسوسا تم زرعه فى القاهرة مؤخرا.. ثم كانت المفاجأة الثانية، عندما تم تفريغ محتويات اللاب توب الخاص بالقتيل، حيث عثر على فيديوهات وأفلام جنسية عديدة لشباب مصريين مع فتيات أجانب تم تصويرها خلسة داخل الشقة، فضلا عن صور عديدة للشاب القتيل مع فتاة أجنبية ظهرت فى الأفلام الجنسية مع عدد من المصريين.. أما كبرى المفاجآت فقد تفجرت عندما تمكن رجال المباحث من فتح الحقيبة الصغيرة التى كانت مغلقة بأرقام سرية، وعثروا بداخلها على كاميرا تصوير فوتوغرافى و» فلاشة كمبيوتر».. وبتفريغ محتويات الفلاشة عثر على صور للمجنى عليه فى ميدان التحرير، وأفلام من أحداث قصر الاتحادية تظهر بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وهم يعتدون على الشباب المعتصمين لإجبارهم على الاعتراف بتقاضى أموال مقابل التظاهر ضد الرئيس مرسى، وصور لبعض النشطاء السياسيين ورؤساء الأحزاب السياسية فى مصر.. أما الكاميرا فقد عثر بداخلها على صور لكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام، وصور أخرى لسفن حربية، وسفن ومراكب مختلفة فى قناة السويس.. بالإضافة إلى صور لأماكن سياحية مثل الصحراء البيضاء، والمحميات الطبيعية فى الواحات البحرية. حمل محقق «فيتو» كل هذه المعلومات وعرضها على مصدر أمنى رفيع المستوى،فأكد أن هناك جهات سيادية تتولى التحقيق فى هذه القضية، وهى تعمل حاليا على التأكد من صحة المعلومات والأنباء التى ترددت حول القتيل، وتتولى فحص علاقاته وخط سيره منذ أن وصل إلى مصر وحتى مقتله،وتتولى أجهزة الأمن العام والمباحث الجنائية، البحث عن معارفه والمترددين عليه ربما تتوصل جهود البحث لكشف ملابسات الحادث.. المصدر أضاف: « تكثف الأجهزة الأمنية جهودها حاليا لتحديد هوية الشباب المصريين الذين ظهروا فى الأفلام المخلة التى عثر عليها فى شقة القتيل، وكذلك الفتاة الأجنبية التى كانت تلازمه طوال الوقت، وفور ضبط أحدهم سوف تتكشف حقائق كثيرة، وربما لا يزيد الأمر عن كونه جريمة قتل عادية جدا، بعيدة تماما عن شبهات الجاسوسية وما إلى ذلك». لم يكتف المحقق بهذه المعلومات والتفاصيل، وانتقل إلى مصدر آخر وسأله عن ملابسات الجريمة، فأكد أن كل الاحتمالات فى هذه القضية مفتوحة، ولكن الأرجح أن المجنى عليه كان على علاقة بعدد من المصريين، كان يقدم لهم الفتاة الأجنبية لممارسة الحرام معها مقابل المال، وحدث اختلاف بينه وبين أحدهم بسبب تصويره وابتزازه بالأفلام الجنسية فقام بقتله.. وبخصوص صور الأسلحة والسفن الحربية، فهى محل التحقيق حتى الآن لمعرفة ما إذا كانت خاصة بمصر أو غيرها من الدول.. واختتم المصدر كلامه مؤكدا أن هناك فرعا مهما من أفرع وزارة الداخلية يتولى التحقيق فى الحادث بالاشتراك مع الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وسوف يتم الإعلان عن تفاصيل الحادث فور الانتهاء من التحقيقات.