قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، إن المثقفين هم عقل وزارة الثقافة، والاثنان يعملان لخدمة أنصار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، من خلال التحرك في نطاق يشمل كافة الوزارات، وإبرام اتفاقيات تنفذ على أرض الواقع. وأوضح أن ورشة "العدالة الثقافية"، ليست قاصرة على وزارة الثقافة فقط، وإنما جسر تواصل لتحقق أهداف الدولة وإشاعة مفاهيم التنوير، التي تعد مسألة حياة أو موت، مشيرا إلى أنه كواحد من المثقفين قبل أن يكون وزيرا كتب عن تطوير المنظومة الثقافية في الدولة، وإن عجزت سياسة الدولة عن ذلك يؤدي ذلك إلى فشل الثقافة. وتابع: الثقافة الإنجليزية والبريطانية لم تتأثر بغيرها من الثقافات رغم إغراءات الميديا، فالثقافة قوية تأست عبر نضال وتآلف أجيال، لذا لن يؤثر فيها فيروس جاهل، وهو ما ظهر في غياب من قال إن فن الباليه والأوبرا حرام، فالثقافة قوية تربت عبر عصور من الديمقراطية، وتمتلك جهاز مناعة قويا، وعلي سبيل المثال إذا خرج دعاة الحفاظ على الشرعية في ألمانيا تستطيع الثقافة مواجهتم بدعم الدولة. وأضاف: أن عمل منظومة ثقافية جديدة أو إصلاح الموجود يقف على مبادئ أربعة قامت عليهم ثورة 25 يناير، وهم "الحرية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطنى والعدالة"، ويكونون هم المرجع الذي ستتحرك عليه، ويشمل وعاء الدولة، من خلال التعاون بين كل الوزارات والهيئات المعنية بالشأن الثقافي مثل التعليم والأوقاف والشباب والرياضة. وأوضح إذا وجدت منظومة تجمع تلك الوزارات مع منظمات المجتمع، تجعل المجتمع يلفظ الفيروسات الضارة، وعمل ثقافة تقود مستقبل الوطن، كما أن العدل الاجتماعي في حالة الثقافة لابد أن يتحول من الاقتصادي إلى عدل ثقافى بمعنى تحقيق عدل توزيع المعرفة، وانتشار الثقافة في الأقاليم والبلاد المهمشة. وأشار إلى أن الثقافة ليست خدمة ولكنها حق وواجب ينبغي أن توفره الدولة للمواطنين، ويتم تحقيقه وتصبح متوارثة، بدلا من الشعارات فقط. جاء هذا خلال كلمته التي ألقها في ورشة "العدالة الثقافية"، التي ينظمها المجلس الأعلي للثقافة، بحضور قيادات الوزارة.