هى واحدة من اغرب الحوادث وأكثرها إثارة.. بطلاها طفلان يتيمان يقيمان فى إحدى دور رعاية الأيتام بمحافظة الغربية، شاءت الأقدار أن يكونا سببا فى الكشف عن واحد من أخطر أوكار تجارة المخدرات بالمحافظة، بعد أن سرقا كمية من مخدر الحشيش من داخله، ثم اختلفا على تقسيمه فيما بينهما، وكاد أن يقتل أحدهما الآخر.. الواقعة مليئة بالتفاصيل الغريبة والمثيرة يرصدها محقق «فيتو» فى السطور التالية: البداية كانت عندما.. لاحظ طفلان «أشرف» (15 سنة)، وجودة ( 14 سنة)، يتيمان من نزلاء دار ايتام شهيرة فى طنطا، دخول عدد كبير من الفتيات والشباب الى عقار مجاور للدار التى يقيمان فيها.. راحا يتتبعان خطواتهم، ويراقبان ما يجرى داخل ذلك المنزل، فاكتشفا ان هؤلاء الشباب والبنات ينظمون ما يشبه الحفلات الخاصة للرقص وممارسة الاعمال المخلة بالآداب وتعاطى المخدرات بجميع انواعها.. يقول الطفل الأول أشرف للمحقق: « هذه المناظر أثارت بداخلنا الشهوات خصوصا ونحن فى سن المراهقة، واعتدنا التلصص على هؤلاء الشباب كل يوم، من خلال شباك دار الأيتام المطل على المنزل، دون ان يشعر بنا اى شخص سواء من زملائنا الأيتام او مسئولى الدار.. وفى احد الأيام كنت وزميلى جودة نجلس امام الدار، وفوجئنا بمجموعة من الشباب والبنات تخرج من الشقة، وتبدو عليها علامات السكر وتعاطى المخدرات، ثم نظر بعضهم إلينا باحتقار شديد وسخر منا وسبنا بألفاظ خارجة.. لم نحتمل تلك الإهانة وعقدنا العزم على الانتقام من هؤلاء الشباب، واتفقنا على اقتحام شقتهم وسرقة محتوياتها الثمينة.. فى اليوم التالى تسللنا إلى الشقة عن طريق تسلق المواسير، وأثناء بحثنا عن الأشياء الخفيفة وغالية الثمن، عثرنا على حقيبة سوداء ثقيلة.. اعتقدنا ان فيها كنزا ثمينا، وعندما فتحناها اكتشفنا انها تحتوى على كمية كبيرة من مخدر الحشيش.. حملناها وعدنا بها إلى دار الأيتام». التقط زميله جودة طرف الحديث وقال للمحقق: « بعد ان عدنا إلى الدار.. دارت بيننا مناقشة حادة حول من له الحق فى الحصول على هذا الحشيش، وقال زميلى أشرف إنه هو الأحق به كاملا لأنه هو الذى عثر عليه أولا، وتمسكت أنا بحقى فى اقتسامه بالتساوى فيما بيننا.. تطورت المناقشة إلى مشادة كلامية، ثم تشابك بالأيدى، واعتدى كل منا على زميله بمطواة.. علم مشرف الدار بالمشاجرة وحضر فورا، ولكنه لم يتمكن من حل المشكلة واستدعى الشرطة، وعندما حضر رجال المباحث عثروا على الحقيبة وبها الحشيش، واصطحبونا إلى قسم الشرطة بتهمة ترويج المخدرات بين الأيتام.. وفى محضر الشرطة شرحنا تفاصيل ماحدث. انتقل المحقق الى قسم الشرطة وهناك التقى بأحد مصادره الخاصة، الذى كشف عن مفاجأة من العيار الثقيل، موضحا ان هذين اليتيمين كشفا بالصدفة عن واحدة من اكبر عصابات تجارة المخدرات، وان الشقة التى سرقا منها الحشيش خاصة بالذراع اليمنى لزعيم هذه العصابة، ويتخذها وكرا لملذاته ونزواته الخاصة وتخزين المخدرات خصوصا الحشيش تمهيدا لتوزيعه على تجار التجزئة.. وبعد ان اكتشف واقعة سرقة الحشيش، قرر وقف نشاطه او تجميده مؤقتا حتى لا يسقط فى قبضة رجال الشرطة، الذين بدأوا بالفعل فى جمع التحريات عنه تمهيدا للقبض عليه..