كانت البداية من داخل مركز شرطة «نبروه»، وهناك التقيت أمانى عوض - محرر فيتو- المقدم محمد صفوت رئيس المباحث وسألته عن حكاية الترامادول فى الدقهلية، فأجاب: منذ أن توليت منصبى كرئيس لمباحث نبروه، وأنا أتلقى يوميا بلاغات عديدة عن انتشار تجارة الأقراص المنشطة جنسيا والمخدرة بجميع أنواعها، ومن بينها بلاغات تؤكد أن تلك المخدرات يتم تصنيعها محليا فى مصانع «بير السلم»، وتوصلنا إلى معلومات تشير إلى انتشار مصانع الترامادول داخل عدد كبير من المنازل والفيللات وفى بعض المحال التجارية التى تتخذ من تجارة الملابس الجاهزة وغيرها ستارا لإخفاء نشاطها الأصلى، ولكننا لا نستطيع دخول كل المنازل وتفتيشها فى ذات الوقت، رئيس المباحث أضاف أنه انتظر حتى جاءته معلومات يقينية أكدتها التحريات السرية، عن استئجار شخص يدعى «طارق» وشهرته «الإيرانى» وهو يعد أشهر تجار البرشام المضروب والبعض يلقبه ب «الملك»، منزلا فى منطقة زراعية وتحويله إلى مصنع لانتاج الأدوية المخدرة المغشوشة، وعند مداهمة المكان بناء على إذن من النيابة العامة، عثروا بداخله على كميات ضخمة من الترامادول والترامال والتامول، وأقراص «أبو صليبة» المنشطة جنسيا، وأدوات التصنيع والتغليف والمواد الخام وكان من بينها الدقيق ومادة تشبه الجبس، فضلا عن بعض المواد الكيميائية لتعطى اللون والرائحة المميزين للعقاقير الأصلية، ولم يتم القبض على مدير المصنع بعد أن تمكن من الهرب وسط الزراعات، فى حين تم تشكيل لجنة ثلاثية من الصيادلة ووزارة الصناعة والنيابة لفحص وتحليل المضبوطات وتحديد أضرارها على صحة الإنسان، وبعد أن استمعت إلى ضابط المباحث، قررت اقتحام تلك المملكة بنفسى والتجول فيها بحثا عن المزيد من التفاصيل والمعلومات الجديدة، وقبل خروجى من قسم الشرطة نصحنى الضابط بتوخى أقصى درجات الحيطة والحذر لأن هؤلاء الناس لا يعرفون الرحمة.