يطلقون عليها عاصمة جهنم، ويسمونها هذه الأيام "دار النار والتار"، إنها "أبوهلال" جنوب مدينة المنيا، التي تحولت إلى منطقة صراع بين الشرطة- التى تحاول الثأر لمقتل ضابط، لقي مصرعه فى مشاجرة- بين الأهالى الذين تركهم البلطجية- أصحاب الجريمة- وفروا هاربين لغضب الشرطة. يقول مصطفى محمد حسين– محام، وأحد أبناء منطقة أبوهلال-: إن الشرطة وأهالى الضابط القتيل قرروا الانتقام من المنطقة كلها، التي يوجد بها أكثر من 20 ألف نسمة، ويطلقون عليها «الصين الشعبية» من كثرة عدد سكانها. ويصف محمود جاد– مدرس- الشرطة ب"التتار" التى اقتحمت المنطقة وحاصرتها بأكثر من 10 سيارات أمن مركزى، وقامت بحرق خمسة محال تجارية وتكسير كل السيارات التى وجدوها أمامهم، وتحطيم مطعمين ومقهى بلدى، وإشعال الحرائق فى ثلاثة منازل، ودراجتين بخاريتين وتوك توك، رغم أنهم يعرفون تماما من الجانى أو المتهم، لكنهم أتوا للعقاب الجماعي للأبرياء. ويضيف سيد على محمود- تاجر بالمنطقة-: لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمت محاصرة المنطقة لمدة ثلاثة أيام، وتوقفت الحياة وسط أكبر حي شعبي بالمنيا، وامتد العقاب ليشمل المدينة كلها على الرغم من القبض على متهمين، وتشييع جثمان الضابط الشهيد في جنازة عسكرية شاركت فيها المنيا كلها بأطيافها وأحزابها، وإصدار قرار من وزير الداخلية بترقيته إلى الرتبة الأعلى بقرية ديروط، بمحافظة أسيوط، إلا أن التوتر الأمنى مازال يسيطر على مدينة المنيا وغلق عدد من الشوارع الرئيسية. من ناحية أخري هدد أهالى أبوهلال أنه في حال عودة الأمن وأهالى الضابط الشهيد للتعدي عليهم فسيحرقون قسم المنيا، والمحافظة، ومنطقة أرض سلطان، رداً على العدوان عليهم، بل إن عدداً منهم قام بالتسلح والاستعداد لأى هجوم محتمل عليهم، وتحولت المنطقة إلى منطقة حشود، فالأمن على بدايتها، والأهالى بالداخل يتسلحون بكل أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة. كانت مدينة المنيا قد شهدت مقتل النقيب الحسن الشريف أحمد عبدالجواد، وشهرته "عمار" 25 سنة، ضابط بوحدة مباحث قسم شرطة المنيا، أثناء توجهه برفقة الرائد عمرو محمد حسن- رئيس وحدة المباحث- وقوة مرافقة لفض اشتباك ومشاجرة بالأسلحة الآلية بين أولاد رفاعى طلب، وبين عائلة أحمد منصور على، وأثناء تدخل الأمن لفض المشاجرة أصيب نقيب الشرطة برصاصة في الصدر وأخرى في الكتف، ورقيب شرطة آخر بطلق في القدم، وأثناء نقلهما إلى مستشفى المنيا الجامعي توفى نقيب الشرطة متأثرا بإصابته.