يسيطر القلق والتوتر على مدينة المنيا، خوفًا من وقوع اشتباكات جديدة بين الأمن وأهالي منطقة أبوهلال، على خلفية مقتل ضابط شرطة في مشاجرة بين أهالي المنطقة. ولجأ الأهالي إلى قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالمنيا، للتوسط لدي المحافظ، للتدخل لدي الأمن؛ خوفًا من تعرضهم لأية مشكلة مع ضباط الشرطة، الغاضبين بسبب مقتل زميلهم، مهددين في الوقت ذاته بالرد بعنف على العدوان عليهم من قبل الشرطة.
وقررت نيابة بندر المنيا حبس محمد رفاعي عبد المطلب، ومحمد عمر عبد الناصر، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق في واقعة التعدي على قوات الشرطة ومقاومة السلطات وقتل الضابط، وإصابة رقيب شرطة.
وكان نقيب الشرطة، حسن الشريف أحمد عبد الجواد، 25 عاماً، ضابطاً بوحدة مباحث قسم شرطة المنيا، توجه وقوة مرافقة لفض مشاجرة بالأسلحة الآلية بين عائلتي "أولاد رفاعى طلب"، و"أحمد منصور"، وأثناء محاولتهم إنهاء المشكلة تعرض لرصاصتين في الصدر والكتف، وأصيب رقيب شرطة آخر بطلق ناري في القدم، وأثناء نقلهما إلى مستشفى المنيا الجامعي توفي نقيب الشرطة متأثرا بإصابته.
وعقب وصول نبأ مقتل الضابط ثار زملاؤه الضباط، وأفراد وأمناء الشرطة بالقسم وحطموا عددا من المحلات خارج القسم، وقطعوا طريق المحطة وشارع سعد زغلول الرئيسي لسيارات الأجرة ونقل الركاب، كما حطموا محل اتصالات ومقهى بميدان المحطة، مما أثار حفيظة المواطنين، ولم يتوقف الاشتباك بين الأمن والمواطنين إلا بانتقال اللواء أحمد سليمان، مدير أمن المنيا إلى منطقة المحطة، وتمكن من كبح غضب الضباط والأفراد والأمناء.
ونقل الضباط غضبهم إلى منطقة أبو هلال جنوبالمدينة، بذهابهم ب10 سيارات أمن مركزي إلى المنطقة، وأثاروا الرعب فى نفوس المواطنين، أثناء بحثهم عن المتهمين بقتل الضابط، ولما لم يجدوهم أحرقوا منزلين، بينهما منزل لأحد المتهمين، وحطموا عددا من السيارات والدراجات البخارية.
وقال سيد على عثمان، من أهالى منطقة أبو هلال، إنهم فوجئوا بقوات الأمن ومعهم مدنيون من أهالي الضابط الشهيد يقتحمون منازلهم ويكسرون الأبواب ويشعلون النيران في المنازل، والسيارات، كما فرضوا حظر تجوال على المنطقة.
وندد الأهالي بهذه الأحداث، وهددوا بأنه في حال عودة الأمن إلى المنطقة لاقتحام منازلها مرة أخرى، فسيقفون لهم، وربما يصل الأمر إلى حرق قسم المنيا، ومبنى المحافظة والمنطقة المحيطة به، ردًا على العدوان عليهم.
وأكد مصدر أمني، أن قوات الأمن تمكنت أمس من ضبط متهمين وجار البحث عن آخرين، إلا أن الأهالي فوجئوا صباح أمس باستمرار غلق شارع سعد زغلول المؤدي لقسم شرطة المنيا، واستمرار التوتر، وتحول مسار السيارات الأجرة ونقل الركاب إلى شارع فرعي آخر وسط المدينة، مما تسبب في زحمة مرورية، وتحولت منطقة قسم الشرطة إلى منطقة عسكرية لا يمكن المرور أو الاقتراب منها.
وأكد أصحاب المحلات المجاورة للقسم، أنهم تلقوا تعليمات بغلق المحلات.