شهر رمضان من أكثر الشهور المحببة للأطفال، فهم دائما يشعرون باختلاف هذا الشهر عن بقية العام، سواء من حيث ما يرونه من استعدادات والديهم له، أو من أجل الفانوس الذي يقدمونه لهم كل عام، ودائما يحاول الأطفال تقليد الوالدين في الصوم والامتناع عن تناول الأكل طوال النهار. ودائما يشغل بال الأم مسألة الوقت المناسب لتعويد الطفل الصوم، دون أن يؤثر ذلك على صحته، أو أن يكون حملا على نفسيته. وتشير دكتورة مروة كمال اختصاصية التغذية أنه لابد من التدرج في تعويد الأطفال على الصوم، ويمكن أن تبدأ الطفل مع طفلها منذ بلوغه عامه السابع، فتتحدث معه عن فوائد الصيام، وأسبابه، ثم تجعله يصوم معهم لساعات قليلة قد تصل لثلاث ساعات في اليوم. تضيف دكتورة مروة أنه يمكننا أن نجعل أطفالنا يتناولن السحور ليشعرون بقيمته الروحانية، ويبدأون الصوم منذ استيقاظهم من النوم، ولمدة 3 ساعات فقط، أو أن نخبرهم بأن الأطفال الصغار يبدءون صومهم من بعد آذان العصر، فيصومون حتى أذان المغرب ليشاركونا الإفطار. تشير دكتورة مروة إلى أنه يمكن للطفل أن يصوم يوما كاملا عند بلوغه 9 سنوات، ولكن على ألا يصوم بشكل يومي، فيمكنه أن يصوم يوما ويفطر يوما، حتى يعتاد الصوم، والعام المقبل يستطيع صوم رمضان كاملا. وبالنسبة لتغذية الطفل السليمة خلال صومه، تشدد دكتورة مروة على ضرورة أن يتمتع الطفل بصحة جيدة، ولا يعاني من أي مشاكل صحية كالأنيميا أو الضعف العام.. وتنصح دكتورة مروة الأمهات بالتركيز في أكل الأطفال الصائمين على البروتين لأنه يمنحهم شعورا بالشبع لفترة طويلة لأن المعدة تهضمه ببطء، وكذلك السوائل لحمايته من الجفاف في هذا الجو الحار، كذلك لابد من الحرص على شربه لكميات كبييرة من الماء لأنها ستمنحه النشاط خلال نهار رمضان، لأنها تمد الجسم بالأكسجين الذي يدعم كل أجهزة الجسم ويجعلها تعمل بكفاءة، إلى جانب العصائر الطبيعية والألبان والفواكه والخضراوات الطازجة، لأنها ستمده بالفيتامينات والمعادن التي تحميه من التعرض للأنيميا أو الضعف. وتحذر دكتورة مروة الأمهات من إجبار الطفل على إكمال صيام اليوم إذا شعر بالعطش حتى وإن كان الإفطار قد أوشك على الاقتراب، حتى لا يصاب بالجفاف.